التفاعل مع الحملة العسكرية ضد “داعش” الصومال .. تصفية حسابات أم مناكفات سياسية؟

تخوض ولاية بونتلاند الإقليمية، شمال شرق الصومال، منذ أكثر من شهر تقريبا، حربا شرسة ضد عناصر فرع تنظيم “داعش” في الصومال، والمتمركز بجبال “علمسكاد” في محافظة بري بولاية بونتلاند شمال شرق البلاد.

حققت القوات الأمنية في بونتلاند، تقدما ملحوظا في هذه المعارك، حيث دمرت العديد من قواعد التنظيم في المنطقة، كما استعادت مساحات واسعة من مواقع التماس، فضلا عن مقتل واعتقال عدد من عناصر تنظيم “داعش” في الصومال، بينهم أجانب، حسبما صرحت بذلك السلطات في بونتلاند.

وفي المقابل، دفعت بونتلاند دماء أبنائها لتحقيق هذا النصر على تنظيم يعتقد أنه يتمركز بثقله السياسي والعسكري في الصومال، بعد خسارته في كثير من مناطق تواجده في أنحاء العالم.

تخوض ولاية بونتلاند الإقليمية، شمال شرق الصومال، منذ أكثر من شهر تقريبا، حربا شرسة ضد عناصر فرع تنظيم “داعش” في الصومال، والمتمركز في جبال “علمسكاد” بمحافظة بري في ولاية بونتلاند شمال شرق البلاد.

وقد أثارت هذه الحملة العسكرية تفاعلا ملحوظا في وسائل التواصل الاجتماعي، يتساءل فيه الكثير عن دور الحكومة الفيدرالية في هذه التحركات سلبا وإيجابا.

وإذ اعتقد منتقدو الحكومة الفيدرالية، أن الموقف الحكومي في هذه المعارك، لا يرقى إلى مستواها وأنها تتفاعل مع هذه التحركات ببرود شديد، يرى مناصروها أن فرص انخراطها في هذه المعارك محدودة جدا، ولا يتعدى الدعم والتعاطف الإعلامي، وهو ما قامت به الحكومة، حيث عبر السيد حمزة عبده بري، رئيس وزراء الصومال، في محفل عام، عن دعم حكومته للعمليات العسكرية التي تنفذها إدارة ولاية بونتلاند، ضد عناصر تنظيم “داعش” في الصومال، بينما أصدرت وزارة الإعلام الصومالية بيانا صحفيا تشيد فيه بالعمليات العسكرية التي تنفذها القوات الأمنية ضد خوارج “داعش” حسب ما جاء في البيان.

وفي تعليقه على البيان الصادر من وزارة الإعلام الصومالية، يقول السيد عبدالقادر علي ورسمي، وزير الدولة للعدالة في بونتلاند: “أن تأتي مؤخرا خير من ألا تأتي، ولكن؟“، في إشارة منه إلى أن البيان يأتي بعد أسبوعين من انطلاق العمليات العسكرية، مضيفا بأن هذا البيان يأتي بعد أن “انتقد وزير الداخلية في الحكومة الفيدرالية الحرب من باب النكاية السياسية قبل أيام، ورغم ذلك تناست هذه الحكومة المأزومة دور القيادة السياسية وكأن الحرب الدائرة لا أحد يقودها، وهذا يؤكد لنا الطفولة السياسية التي تعاني منها الحكومة الفدرالية، … كما يؤكد لنا انشغالات تلك الحكومة في الأسفار الغريبة والتحالفات المتناقضة العجيبة، من يتصرف في السياسية الخارجية ومصالح البلاد العليا بما رأيناه في الأشهر الأخيرة لا نستغرب منه أن يتناسى ما يحدث في البلاد مما تقوم به قيادة بونتلاند وجيشها من تحرير البلاد من الخوارج والدواعش. قاتل الله الحقد“.

من جانبه، دعا الناشط الصحفي عبدالرحمن سهل يوسف في منشور له على صفحته في الفيس بوك الحكومة الفيدرالية الصومالية إلى “دعم إدارة بونتلاند في حربها على “داعش”، وأنه آن الأوان للاتحاد من أجل قصم ظهر العدو“.

إن المقاطعة السياسية بين الحكومة الفيدرالية وإدارة ولاية بونتلاند قد أدت إلى انغلاق جميع أبواب التعاون بين الطرفين، مما يؤثر سلبا على الأوضاع في البلاد، وبالتالي قد يؤدي إلى تعميق الفجوة واتساع الهوة بين الطرفين، مما يشكل تهديدا مباشرا على وحدة البلاد وتماسك أبنائها، الأمر الذي لا يصب في مصلحة جميع الأطراف.

زر الذهاب إلى الأعلى