قرّر مجلس الأمن الدولي، أمس الجمعة الـ27/ديسمبر_كانون الأول/2024م، استبدال بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية العاملة بالصومال (أتميس) ببعثة الاتحاد الأفريقي للدّعم وتحقيق الاستقرار في الصومال (أوصوم)، وذلك مع بداية العام الجديد المقبل 2025م.
وتتمثل مهمة القوات الأفريقية الجديدة في دعم القوات الأمنية الصومالية ومساعدتها على مكافحة حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، وعلى تنفيذ خطتها لقطاع تطوير الأمن الصومالي.
وتتلقى عملية السلام الجديدة في الصومال الدّعم من مكتب الأمم المتحدة للدعم في الصومال، بينما تتلقى التمويل من كل من الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية الّذين أرادا تقليص عدد القوات الأفريقية المشاركة في هذه العملية -إلى 12626 جندي أفريقي، 1040 منهم شرطة الاتحاد الأفريقي التي تشارك في عملية (أوصوم)- وذلك بسبب المخاوف في شأن التمويل والاستدامة على المدى الطويل.
وبالنسبة للدّول المشاركة في هذه العملية، فمن المقرر أن تأتي قوات هذه البعثة من دول أفريقية عدّة، من بينها الدول المشاركة في العمليتين السابقتين (أميصوم وأتميس)، إلى جانب دول جديدة تقدّمت بطلب الانضمام إلى هذه البعثة، من بينها جمهورية مصر العربية، غير أن للحكومة الفيدرالية الصومالية حق حرية قبول أو رفض الدول المشاركة في هذه العملية.
وتفيد أنباء مختلفة، بعدم مشاركة القوات الإثيوبية في البعثة الجديدة في الصومال، بناء على موقف صومالي سابق، إبان الأزمة الدبلوماسية بين الدولتين، وعليه فإن الحكومة الفيدرالية -وفقا لمصادر إخبارية مختلفة- تخطط لنشر قوات أوغندية في المواقع التي تنسحب منها القوات الإثيوبية في محافظات باي، بكول، وغيذو، في جنوب وجنوب غرب الصومال.
بالإضافة إلى ذلك، هناك أنباء غير رسمية متداولة حول انسحاب بورندي اختياريا من هذه العملية، بعدما لم يُستجب لمطلبها المتمثل في زيادة أعضاء قواتها المشاركة في البعثة الجديدة من 1000 جندي إلى 2000 جندي، بعد أن كانت حصتها في (أتميس) أكثر من 5000 آلاف جندي، وهو ما لم يتم الاتفاق عليه بشكل رسمي حتى الآن.
الجدير بالذّكر أن عمليات حفظ السلام بأسمائها المختلفة وأعداد قواتها الأفريقية المتفاوتة، انطلقت في الصومال بشكل رسمي في 2007م، وذلك دعما للحكومة الفيدرالية الانتقالية التي طلبت آنذاك هذه القوات لاستعادة أمن البلاد، ومجابهة خطر الحركات الأيديولوجية المسلحة المهدّدة لكيانها، ومنذ ذلك الحين، لا تزال القوات الأفريقية متواجدة في البلاد، لحماية بعض المكاتب الحكومية وبعض المنشئات الحيوية، إلى جانب تنفيذها بين الفينة والأخرى عمليات عسكرية محدودة وأخرى لكسح الألغام وإزالتها في مناطق متفرّقة من البلاد.