تشهد الصومال خلال هذه الأيام تطوّرات سياسية وأمنية لها انعكاسات على الأوضاع في البلاد بشكل خاص وعلى المنطقة بشكل عام.
ففي الأربعاء الماضي الـ30/أكتوبر_تشرين الأول الماضي/2024م، قرّر مجلس الأمن الدّولي بالإجماع، تحويل بعثة المساعدة الأممية في الصومال (UNSOM) إلى بعثة انتقالية لمدة عامين، تحت مسمى “UNTMIS”، ابتداء من الـ1/نوفمبر_تشرين الثاني/2024م، وذلك استجابة لطلب الحكومة الفيدرالية الصومالية التي رحبت هي الأخرى بهذا القرار الّذي تعتبره إنجازا دبلوماسيا يعكس التزام المجتمع الدولي بدعم الصومال في مواجهة التحديات الراهنة.
وترى الحكومة الصومالية أن هذا القرار خطوة مهمة نحو تعزيز السيادة الوطنية، إذ ستتولى الحكومة الفيدرالية مسؤوليات جديدة تتعلق بالأمن والاستقرار، بينما تواصل الأمم المتحدة تقديم الدعم اللازم.
ويأتي هذا القرار بعد تقديم الحكومة الصومالية في أغسطس_آب الماضي/2024م، بعد سلسلة من المفاوضات بين اللجنة الفنية للحكومة والبعثة الأممية “UNSOM”.
وفي الـ2/نوفمبر_تشرين الثاني/2024م، وافق البرلمان الصومالي على طلب من الرئيس الصومالي، بتمديد أعمال الدّورة الخامسة للبرلمان لمدة 30 يوما بهدف إقرار التشريعات والقوانين المهمة للانتخابات المباشرة التي من المتوقع أن تبدأ في يونيو_حزيران2025م، بانتخابات البلدية، ثم تليها الانتخابات البرلمانية والرئاسية بالولايات الإقليمية في سبتمبر 2025م، حسبما جاء في البيان الختامي الصادر عن اجتماعات المجلس الوطني الاستشاري في أكتوبر_تشرين الأول 2024م.
وقد أحدثت قرارات المجلس الوطني الاستشاري حول الانتخابات المقبلة، ضجّة سياسية، إذ قاطعت كل من ولايتي بونتلاند وجوبالاند هذه القرارات، بل دعا السيد أحمد مذوبي، رئيس الولاية، ممثلي الولاية في البرلمان إلى اجتماع تشاوري في مدينة كسمايو، بينما اعترض سياسيون ومسؤولون سابقون وحاليون من بينهم شريف شيخ أحمد الرئيس الصومالي السابع، وحسن علي خيري، رئيس وزراء الصومال الأسبق، والنائب عبدالرّحمن عبدالشكور ورسمي، عضو مجلس الشعب بالبرلمان الفيدرالي الصومال، على هذه القرارات التي اعتبروها محاولة للتمديد وعرقلة للتداول السلمي للسلطة.
وقبل يوم تقريبا، تناولت وسائل إعلام محلية، رسو سفينتين مصريتين إحداهما حربية والأخرى محمّلة بالسلاح في ميناء مقديشو الدّولي، تكون الثانية من نوعها منذ توقيع الصومال وجمهورية مصر العربية اتفاقية التعاون المشترك في المجال الأمني والدّفاعي.
وداخليا، سجّلت أحداث أمنية متمثلة في مواجهات مسلّحة بين قوات حكومية داخل العاصمة “مقديشو”، واشتباكات أخرى بين مليشيات عشائرية مسلحة في مناطق مختلفة من شمال البلاد وجنوبه، مما يبعث القلق على تفاقم الوضع، خاصة في ظل الخلافات السياسية الحالية.
ووسط كلّ ذلك، تستعد إدارة صوماليلاند الانفصالية لانتخابات رئاسية حماسية، من المقرر إجراؤها في الـ13/نوفمبر_تشرين الثاني/2024م، ويتنافس فيها مرشحو الرئاسة من الأحزاب السياسية، من أبرزهم، السيد موسى بيحي عبده، الرئيس المنتهية ولايته والمرشّح عن الحزب الحاكم (كلميي)، والسيد عبدالرّحمن عرّو، المرشح عن حزب (ودني/الوطني) المعارض، وتكون صناديق الاقتراع هي الفيصل والحكم بينهم!