الناشط الموريتاني محمد يحيي ميلود يتحدث لـ مركز مقديشو عن الأوضاع السياسية والأمنية والثقافية في دول غرب أفريقيا

أجرى مركز مقديشو حوارا  مع الناشط الموريتاني محمد محمد يحيي ميلود، تناول فيه الأوضاع السياسية والأمنية والثقافية في موريتانيا ودول غرب أفريقيا عموما .. وإليكم نص الحوار:

مركز مقديشو..  بداية نشكركم الأستاذ محمد محمد يحيي على إتاحكم الفرصة لنا لإجراء هذه المقابلة معكم ، هل بالإمكان أن تعطينا نبذة عن حياتكم ومسيرتكم العلمية ودوركم في المجتمع المدني؟

الدكتور محمد محمد يحي ميلود: أنا الدكتور محمد محمد يحي ميلود من مواليد عام 1976م في  مقا طعة [مو نكل) بموريتانيا. وأنا شاعر ولغوي وسفير سلام عالمي والنوايا الحسنة ومحلل سيا سي وحا صل على دكتوراه في العلوم السيا سية بدكار  وعضو في العديد من المؤسسات التعليمية والثقافية في الوطن العربي

 مركز مقديشو : كيف تنظرون الأوضاع السياسية والإقتصادية والأمنية التي تشهدها الدول الإفريقية عموما والواقعة في غرب إفريقيا على وجه الخصوص ؟

الدكتور محمد محمد يحي ميلود: لا شك أن القارة الأ فريقية تشهد اضطرابات سيا سية واقتصادية وأمنية كبيرة حيث ترتب على ذلك سلسلة انقلابات ظهرت تأ ثيراتها على التنمية الا قتصادية والتنمية البشرية بصفة عامة ويظهر كذلك على النحو التالي:

  1. زيادة عدد اللا جئين وسوء الا وضاع المعيشية
  2.  تعليق عضوية عدد من الدول في المؤسسات الأ قتصا دية وفرض عقوبات عليها
  3. تعطيل خطط التنمية الأ قتصادية في افريقيا في الوقت الذي كان من المفترض أن تسير فيه القارة السمراء على خطى وطموحات التنمية المستدامة  2063م
  4. كما أن الا نقلا بات  والحروب تؤثر بشكل كبير.على ارتفاع  الاسعار العالمية للمواد الا ستهلا كية الرئيسية
  5.  أما فيما يتعلق بدول غرب افريقيا.تتأثر وينطبق عليها كلما ذكرنا سابقا من معوقات اقتصادية وسياسة وأمنية.وإن كنا من خلال مؤشر التنمية المستدامة تشهد استقرار أمني واقتصادي نسبي اكثر من دول القارة الأ خرى

مركز مقديشو: تشهد بعض الدول في غرب افريقيا في السنوات الأخيرة بإنقلابات عسكرية  وأحداث شغب، ما شكل هذه الإنقلابات وما هي دوافعها، ومآلاتها وانعكاساتها على الدول الإفريقية الأخرى ؟

الدكتور محمد محمد يحي ميلود: القارة الأ فريقية .بصفة عامة يمكن أن نسميها قارة انقلابات .اما فيما يتعلق.بدول غرب أفريقيا المليئة بثروات المعدنية المتعددة.فقد شهدت في الفترة الما ضية 6انقلابات بينها انقلاب بو ركينا افا سو حيث ا طاح برئيس (روك كا بوري) في ينا ير كا نون الثاني الما ضي منحيا باللوم عليه في تقا عسه عن احتواء عنف هجمات المتمردين.وتعهد زعيم الأ نقلا بيين(للفتنا نت كو لو نيل بول هنري داميا با) بإعادة الأمن لكن الهجمات تفا قمت عليه.مما أدى إلى تراجع الروح المعنوية.في صفوف القوات المسلحة.وعلقت المجموعة الا قتصادية لدول غرب أفريقيا[ Ecowas] المكونة من 15دولة عضويتها . دولة مالي هي الا خرى.فقد شهدت احتجاجات مجموعة من ضباط الجيش المالي.بقيادة آسمي اجويتا.برئيس ابراهيم ببكر كونتي.في أغسطس آب 2022م حيث جاء الا نقلا في أعتاب احتجاجات مناهضة للحكومة على تدهور الوضع الامني والا قتصادي.

أما دولة اتشاد هي الأخرى شهدت انقلابا آخر على الشرعية الدولية، حيث تولى الجيش التشادي السلطة في أبريل نيسان 2021م بعد مقتل الرئيس إدريس ديبي.في ساحة المعركة أثناء زيارته للقوات التي تقا تل التمرد. وبموجب القا نون التشادي كان يجب أن يصبح رئيس البرلمان رئيسا للبلاد.لكن مجلسا عسكريا تدخل وحل البرلمان وبإسم ضمان الا ستقرار تم تعيين نجل ديبي الجنرال محمد إدريس ديبي رئيسا مؤقتا.

مركز مقديشو: هناك أنباء عن انضمام جمهورية موريتانيا ودول إفريقية أخرى  قريبا إلى الدول المصدرة للبترول، هل هذا صحيح؟ وما ذا يمكن أن يغير  من الأوضاع الاقتصادية في غرب أفريقيا ودور موريتانيا في العالم العربي؟

الدكتور محمد محمد يحي ميلود : حتى الآن وفي السنوات القادمة لا نتوقع ان تنضم موريتانيا لدول منظمة أوبك المصدرة للنفط، ولم تظهر بوادر أولية لإنضمام بعض الدول الا فريقية لمنظمة او بك هي الا خرى. لكن لدينا علم بإنضمام موريتانيا بشكل رسمي لمنتدى الدول المصدرة للغاز كعضو مراقب وذلك في الوقت الذي تستعد فيه موريتانيا لبدء تصدير الغاز في الربع الا ول من العام الحالي 2024م وتتوقع الحكومة الموريتانية بأن إنتاجها من حقل السلحفاة أحميم المشترك مع دولة السنغال الجارة سيصل إلى 25 ترليون قدم مكعب مما سيساهم في تسريع عجلة النمو الا قتصادي والتقليل من ظاهرة البطالة لدى الشباب المو ريتا ني..

مركز مقديشو: تتمتع بعض الدول الواقعة في غرب إفريقيا بموروث ثقافي له امتداد إلى الثقافة العربية والإسلامية، هل يمكن أن تشرح لنا طبيعة العلاقة الثقافية التي تربط هذه الدول بالإسلام والعرب؟

الدكتور محمد محمد يحي ميلود: تتمتع بعض دول غرب أفريقيا ودول القارة السمراء بصفة عامة لموروث ثقافي متعدد ومتشعب. ففي دول غرب أفريقيا يتم التعبير عن الثقافة الأفريقية من خلال فنونها وحرفها والفولكلور والملابس والاطعمة والمو سيقى واللغات وغيره وتزخر دول غرب أفريقيا بمختلف أشكال التغير الثقافي مع وجود كم كبير من التنوع الثقافي الجميل. لكن هذ الموروث الثقافي يعاني من تحديات جمة أبرزها الغزو الفكري القادم من الغرب والعولمة

مركز مقديشو… يتحدث البعض أن  دور الدول العربية في أفريقيا ضعيف سواء في المجال الثقافي والسياسي والاقتصادي مقارنة بالدول الإقليمية الأخرى مثل أيران وتركيا، فما رأيكم بهذا الشأن؟

الدكتور محمد محمد يحي ميلود: يوجد دور كبير لدول العربية في القارة الأفريقية.حيث تعد تجربة التعاون العربي الأفريقي من أقدم تجارب التعاون الإقليمية إذ يمتد إلى أبعد وأكثرمن مظاهر الجوار الجغرافي ليشمل أيضا الروابط الثقافية والبشرية ، والحضارية التي نسجتها قرون طويلة من الحراك الجماعي والتفاعل الحضاري بين الشعوب العربية والأ فريقية. لكن وبكل اسف شديد بدء الفتور يظهر ومنذ عقد من الزمن في العديد من الدول العربية في دورها في القارة السمراء نتيجة لإنكماش التعاون الثقافي والا قتصادي بين الدول العربية وأفريقيا بستثناء ثلاثة دول عربية عملت على تعزيز التعاون بينها مع القارة الأ فريقية وهذه الدول هي: دولة الأ مارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية.

زر الذهاب إلى الأعلى