السفير الصومالي بالقاهرة في حوار خاص مع مركز مقديشو

أجرت الحوار: صفاء عزب

في حوار خاص لمركز مقديشو أكد السفير عبد الغني محمد وعيس سفير دولة الصومال بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية على متانة العلاقة بين مصر والصومال وأن العلاقات الثنائية بينهما ازدهرت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة وذلك بسبب وجود إرادة مشتركة تهدف إلى تقوية العلاقات بين البلدين مشيرا في حواره إلى أن الصومال تمتلك موارد تمكنها أن تتصدر المراكز الأولى في اقتصاديات المنطقة وكشف السفيروعيس أن هناك توجها حكوميا رسميا لدى دولة الصومال لتقوية الإستثمارات مع جميع دول العالم وخص بالذكر الدولة المصرية .

جدير بالذكرأن العلاقة بين مصر والصومال شهدت عبر التاريخ حالة من الخصوصية المتبادلة للبلدين سيما وأن الصومال تعد ظهيرا وعمقا استراتيجيا مهما لمصر وأمنها في منطقة القرن الإفريقي إضافة إلى كونهما دولتين تنتميان إلى جامعة الدول العربية وتشتركان في وحدة اللغة والدين . وعلى الرغم من فترات عدم الاستقرار التي أثرت على الصومال إلا أنها لا زالت تحتفظ بعلاقاتها المتينة مع مصر وتسعى إلى ترسيخها ودعمها باستمرار خاصة في ظل القيادة الصومالية الجديدة برئاسة الرئيس فرماجو ، وهو ما تمثل بشكل واضح في الزيارة التاريخية التي قام بها مؤخرا للقاهرة واستقبله خلالها الرئيس السيسي وسط حفاوة شعبية على كافة المستويات ، توجت بإبداء الرغبة المشتركة في تعضيد التعاون وفتح آفاق جديدة في العمل المشترك الذي يعود بالنفع على الشعبين خاصة فيما يتعلق بالمجال الإقتصادي والتعليمي .

وفي القاهرة تواصلنا مع السفارة الصومالية وكان هذا الحوار المهم .

* بداية ما أهم نتائج وحصاد زيارة الرئيس الصومالي الأخيرة للقاهرة والعائد المتوقع منها على الشعب الصومالي ؟

** إن زيارة الرئيس محمد بن عبد الله فرماجو للقاهرة كانت ذات أهمية بالغة, إذ تم البحث في ملفات عدة تهم الجانبين الصومالي والمصرى. وكما تعلمون فإن العلاقات المصرية الصومالية تمتاز بحسن التعاون منذ القدم ، وأن زيارة فرماجو جاءت بدعوة كريمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إثر تنصيب فرماجو رئيسًا للصومال في فبراير 2017 . ولا شك أن هناك ثمارا كثيرة من هذه الزيارة ومن حصيلة التعاون المصري الصومالي بشكل عام ومن أهم تلك الثمار، فتح جسر جوي يربط بين البلدين، ولك أن تتصوري النفع الذي يعود على الشعبين اقتصادياً من ذلك، بالإضافة إلى زيادة عدد المنح المخصصة للطلبة الصوماليين فى مصر، وتسهيل تأشيرات السفر للصوماليين عامة، والطلاب بصفة خاصة.

* ما أهم مجالات التعاون المشترك بين مصر والصومال في الوقت الراهن ؟ وفي رأيكم كيف يمكن تطوير هذا التعاون لآفاق أرحب بما يفيد البلدين ؟

** بالتأكيد، يبقى المجال الاقتصادى أهم مجالات التعاون بين البلدين. وبالأخص فى المجالات الزراعية، والمواشي، والمنسوجات . بالإضافة إلى الأدوية وفتح الأسواق المصرية لرجال الأعمال الصوماليين . ولعلكم تعلمون أن الملفات الاقتصادية بين البلدين بصفة خاصة تتصدر اهتمام الجانبين في مجالات أخرى عدة ومنها على سبيل المثال لا الحصرالصحة والتعليم والصحة والبنية التحتية والزراعة والثروة الحيوانية.

* ماذا عن رجال الأعمال والمشروعات المصرية بالصومال وحركة السفر المصرية عموما في اتجاه الصومال ؟

** كما أشرت سابقا فإن ملف رجال الأعمال الصوماليين وفتح الأسواق المصرية أمامهم على رأس الملفات في إطار الرغبة في الانفتاح على مصر خاصة والأسواق العالمية بصفة عامة ولهذا يجرى الآن توجه حكومى رسمى لتقوية الاستثمارات مع دول العالم، وبالاخص الدول الشقيقة مثل مصر. كما أن الصومال تمتلك من المقومات ما يؤهلها لتصدرالإقتصادات الإفريقية من خلال امتلاكها للعديد من الموارد التي تجعلها في مصاف الدول المتقدمة اقتصاديا وبالتالي فالآفاق رحبة أمام  رجال الأعمال والمستثمرين .

* هل هناك فاعليات هامة من جراء زيارة الرئيس فرماجو لمصر مؤخرا يمكن أن نبشر بها الشعب الصومالي عبر مركز مقديشيو ؟

** كما تعلمون هناك منتدى مشترك لرجال الأعمال الصوماليين والمصريين من شأنه تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وكانت أيضا هناك زيارات متبادلة من مجموعات رجال أعمال من الجانبين وقد استغرقت الزيارة الأخيرة للمجموعة الصومالية عدة أيام، تم فيها استعراض كثير من مختلف القطاعات مثل الصناعة، والموارد المائية والري، والكهرباء والطاقة المتجددة، والطيران.وهو ما يعود بالنفع والإيجاب على البلدين .

* هل يمكن أن نتطرق إلى الحديث عن الصوماليين الموجودين بمصر وأحوالهم ؟

** معظم الجالية الصومالية فى مصر من الطلبة الدارسين فى مصر، بالإضافة إلى بعض الأسر وعدد آخر من اللاجئين.

جدير بالذكر أن السفير عبد الغني وعيس تولى العمل بالقاهرة في يونيو 2016 كسفير ومندوب للصومال بجامعة الدول العربية وقد عاش فترات طويلة من حياته بجمهورية مصر العربية كطالب في الثانوية العامة وفي جامعة الاسكندرية التي حصل منها على البكالوريوس في قسم التاريخ عام 1969 قبل حصوله على الدبلوم العالي من الأكاديمية القومية للتخطيط  في مقديشو .وقد تولى العديد من المهام الديبلوماسية منها عمله  كنائب لرئيس قسـم شؤون العربية لدى وزارة الخارجية وذلك ما بين 1988-1991م، ثم مستشارا لوزير الخارجية سنة 2000-2001م. ثم صار المستشار الأول لدى السفارة الصومالية بالكويت ما بين 2001-2009م، كما كان القائم بالأعمال بسفارة الصومال لدى ليبيا ما بين 2009 – 2012م، حتى عين سفيرا رسمياً لها يوليو 2012-2016م قبل أن يتولى مهامه في القاهرة مؤخرا .

صفاء عبد القادر

كاتبة وصجفية مصرية
زر الذهاب إلى الأعلى