حوار خاص مع المرشح الرئاسي سعيد عبد الله محمد ديني

أجرى مركز مقديشو حوارا مطولا مع المرشح الرئاسي سعيد عبد الله ديني شمل العديد من المحاور والمسائل، أبرزها الانتخابات البرلمانية والرئاسية ، وعلاقته مع الرئيس حسن شيخ محمود ، وبرنامجه الانتخابي، والعلاقات الخارجية ومواقفه تجاه الدور الأجنبي في الصومال بالاضافة إلى سياساته تجاه المرأة ، والشباب ، ومكافة الفساد والبطالة ، ومواجهة تهديدات حركة الشباب المجاهدين. واليكم نص الحوار:

مركز مقديشو: في البداية نود أن نتسهل حوارنا معكم بنبذة عن مسيرتكم العلمية وماذا عن  تجربتكم الإدارية ؟

سعيد ديني: أولا أشكركم على هذه المقابلة  التي يجريها معي مركز مقديشو للبحوث والدرسات. هذا المركز الذي أره واحدا من المراكز القليلة التي تعمل من أجل بناء الوطن… وبالعودة إلي سؤالك إسمي  سعيد عبد الله محمد، والناس يلقبوني بديني، تلقيت تعليمي الأساسية والثانوية في مقديشو ، وهي المدينة التي ولدت وترعرعت فيها. تخرجت من كلية اللغات في الجامعة الوطنية. وبعد انهيار الحكومة المركزية كنت ضمن المثقفين الذين شاركوا في إعادة بناء الوطن وفي الحملات الانسانية  لمساعدة المتضررين جراء الحرب وخاصة في شرق البلاد، بونت لاند، ولعبت دورا هاما  في إعادة احياء المؤسسات التعليمة، والصحية، والمجالات الأخرى وخصوصا المتعلقة بتنمية المجتمع في بونت لاند، سافرت الي ماليزيا  ودرست علم الإدارة والاقتصاد ، وحصلت على درجة الماجستير، ثم بدأت بتحضير درجة الدكتورة قبل أن أعود إلى البلاد بسبب ظروف العمل. في الفترة الأخيرة كنت أعمل بشكل كبير في مجال التجارة وما يتعلق بالاقتصاد وكان مقري في الخارج خاصة في الإمارات العربية المتحدة، وسلطة عمان، وكنت مديرا لأحدى الشركات التجارية الكبرى في الصومال والتي حققت انجازات كبيرة في تنمية اقتصاد البلاد. وفي موازة ذلك كنت أعمل في السياسية. في الفترة ما بين 1994-1998 شاركت في العديد من مؤتمرات المصالحة ومؤتمر تشكيل إدارة مناطق شمال شرق البلاد، وكنت ضمن المندوبين الذين انشأوا إدارة بونت لاند، ولعبت دورا محوريا في ارساء قواعدها لتكون إدارة تخدم لمصلحة البلاد وللأمة وأصبحت مستشارا للرؤساء التي مرت بهذه الإدارة في مجالات الاقتصاد والتجارة. في 2009 كنت من أبرز المرشحين لتولي منصب رئيس الوزراء  في النظام الذي تمخص عن مؤتمر المصالحة في جبيوتي. وفي عام 2012 انتخبت عضوا في البرلمان الفدرالي، وفي عام 2014 عيّنت  وزيرا لوزارة التخطيط والتعاون الدولي،وعضوا في لجان الاقتصاد والتجارة في مجلس الوزراء، وعضوا في لجنة الثروات الطبيعية في البرلمان الاتحادي. خلال تلك السنوات لم آل جهدا في بناء البلاد سياسيا اقتصاديا  وأمنيا. هذه هي أبرز محطات سيرة حياتي.

مركز مقديشو : كيف تقيمون الانتخابات البرلمانية التي جرت في البلاد؟

سعيد ديني: الانتخابات البرلمانية التي جرت في البلاد شكلت محطة وخطوة مهمة في طريق الوصول إلى مشاركة شعبية أوسع في قادم الانتخابات، فالنظام الانتخابي الذي تم إتباعه في الانتخابات الأخيرة وسع دائرة المشاركة التي كانت بيد شيوخ العشائر، لذا أمل أن ينتج عن الانتخابات التي جرت برلمان قوي يؤثر في صياغة السياسات وصناعة القرار فيما يتعلق بالقضايا التي تهم المواطنين.

مركز مقديشو: هل تعتقد أن الانتخابات الرئاسية ستكون حره ونزيهة ؟ 

سعيد ديني: أتمنى أن تتم الإنتخابات الرئاسية في أجواء تسودها الحرية والمساواة بين كافة المرشحين وذلك لكي يكتسب الرئيس المنتخب شرعية محلية ودولية والأهم من ذلك أن يحظى بثقة المواطن وأوصي النواب بإنتخاب من يخرج البلاد من حلقة الفوضى وأعتقد أن التغيير مطلب شعبي لذا عليهم الإستجابة لنداء الشعب.

مركز مقديشو:  تقلدتم عدةمناصب إدارية، وسياسية، واجتماعية، وشاركتم في تأسيس شركة التوفيق، ومؤسسسة تعليمية في شمال شرق الصومال كما شغلتم منصب وزير التخطيط العلاقات الدولية في حكومة عبد الولي شيخ أحمد،  واليوم تعلنون ترشحكم لمنصب رئيس الجمهوية، وهناك مرشحون آخرون ينحدورن  من نفس العشيرة التي تنتمي إليها، فماهي الميزة التي تتمتع بها والتي تجعل النواب يختارونك ؟

سعيد ديني : أترك ذلك للنواب، لكني سأقدم لهم رؤيتي وبرنامجي الانتخابي ، ومسيرتي السياسية والانجازات التي حققتها، وأنا واثق بالرصيد التي اكتسبتها خلال 30 عاما التي كنت أعمل في مجالات السياسية، والاقتصاد، والتعليم، والقضايا الاجتماعية. خلال هذه السنوات  كنت شخصا عرفه الناس بوطنية وكفاءته وأنا لا أزال على هذا الدرب، وأنا واثق أيضا بأنني سأخقق انجازات عظيمة اذا أنتخبت رئيسا للبلاد. لدي سيرة ذاتية حافلة بالعمل والانجازات يتعرف من خلالها النواب قدرتي على قيادة البلاد نحو التقدم والازدهار. كما أني سأتقدم  لهم رؤية وبرامج سياسي شامل يرقى إلى مستوى تطلعات الشعب، وستراتيجية واضحة لتنفيذه.  رغم عدم معرفتي بكثير من النواب الجدد  لكنهم سيقررون انتخابي رئيسا للبلاد، إذا قرأوا سيرة حياتي ورأوا ما أتمتع به من كفاءات، ومؤهلات علمية ، وخبرة، وحس وطني ، إضاقة إلى كوني سياسيا يقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وأعرفوا بأني شخصية نزيهة وبعيدة عما يتهم به المسؤولون الحاليون.

مركز مقديشو : ذكرتم بأن لديكم برنامج انتخابي شامل، هل بالامكان أن تشير إلى أهم محاور هذا البرنامج؛ لأن البرلمان الحالي يضم نوابا  يتمتعون بحسن وطني، وثقافة عالية لا يختارون المرشحين على أساس انتمائهم القبلي أو المناطقي أو ولائهم الديني، وانما على  أساس  برنامجهم الانتخابي؟ 

سعيد ديني: في الحقيقية ، لم يتحول النظام السياسي في البلاد الي نظام التعددية الحزبية، ولا يوجد في البلاد أحزاب سياسية قائمة على أساس قانوي، ولذلك لم يرشحني حزب سياسي، وترشحت لمنصب رئيس البلاد كمرشح مستقل، وأن الدستور يعطي الرئيس صلاحيات محدودة أهمها: أن يكون رمزا للبلاد، محافظا لمؤسسات الدولة وفي مقدمتها الدستور، وهو القائد الاعلى للقوات المسحلة الصومالية وعليه حماية السلم الأهلي، ولذلك برنامجي يشمل المحاور التي أشار إليها الدستور المؤقت، وعلى رأسها:

المحور الأول: أن أكون رمزا لوحدة البلاد وتماسك الشعب وأن أعمل لتحقيق المصالحة والوحدة وان أقود الشعب نحو البناء والتنمية.

المحور الثاني: أن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة ،وأن بذل جهدا كبيرا لاستكمال  مشروع الدستور المؤقت، وإعادة صياغته ومن ثم الاستفتاء عليه والعمل من أجل إجراء انتخابات عامة شعبية

 المحور الثالث: ما دام رئيس الجمهورية هو القائد العام للقوات المسلحة، سأعمل من أجل ايجاد جيش صومالي موحد  قادر على حماية أمن الصوماليين في الداخل والخارج، والتصدي للعقبات الأمنية الراهنة في البلاد وفي مقدمتها  الجماعات الأرهابية في البلاد، وفرض سيادة النظام والقانون

 المحور الثالث: العمل من إجل تطوير المنظومة القضائية والعدلية في البلاد.

المحور الرابع: يعطي برنامجي  الأولوية في تشكيل حكومة قوية قاردة على تنمية الاقتصاد، وتحقيق تطلعات الشعب في الأمن والعيش الكريم

المحور الخامس:  وكذلك ضمن برنامجي الانتخابي أن أكون شخصا يلتزم ويحترم النظام والقانون الذي اختاره الشعب الصومالي ، وأن لا أكون شخصا يخالف هذا النظام ويعتدي عليه.

مركز مقديشو : يتهمكم البعض بأنكم شخصية قريبة من الرئيس الحالي حسن شيخ محمود وأنكم عملتم مع أصدقاء له ، ولدى هؤلاء مخاوف من أنك ستصوت له إذا خسرت في الجولة الأولى، فما ردك؟

سعيد ديني : الرئيس هو رئيس البلاد واختاره الشعب، وكنت نائبا في البرلمان ووزيرا في الحكومة ، وإنه واجب وطني أن أعمل معه وعملت معه . لم أكن أعرف الرئيس حسن شيخ محمود من قبل، وإن لم تخن ذاكرتي المرة الأولى التي تعرفت به كانت أثناء حملات انتخابات عام ٢٠١٢ ، كنت أسمع منه بأن شخصية يعمل في مجال التعلم، لكن لم  يكن بيننا معرفة شخصية أو علاقة شخصية، وفي المرحلة التي كان رئيسا وأنا وزيرا في الحكومة كانت علاقاتنا طبيعية، كالعلاقة  ما بين الرئيس والوزير، لكن أقول  إذا أنا مقتنع بقيادته وراض عن أسلوبه في القيادة لما كنت أفكر بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية، ولذلك أكد للجميع بأني غير راض عن أسلوب قيادة الرئيس حسن للبلاد، ولست صديقا أو مساعدا له وستجدون ذلك في برنامجي الانتخابي.

مركز مقديشو : في العلاقات الخارجية،  خلال السنوات الأربعة الماضية، حظيت الصومال اهتماما عالميا غير مسبوق، فهناك دول شقيقة وصديقة أعادت فتح سفاراتهم في مقديشو وأخرى عينت سفراء لها كالولايات المتحدة الأمريكية،  كيف تنظرون إلى العلاقات الخارجية وكيف تقيمونها؟

سعيد ديني: الصومال بلد دمرته الحروب، وله دول صديقة وشقيقة ، وهناك دول قررت دعمه وأخرى لم تدعمه وأرحب جميع الدول التي رأت القيام بواجباتها والوقوف إلى جانب الصومال في هذه المرحلة الصعبة، وأشكرهم على ما قاموا به ، وأحث الدول الأخرى على  المشاركة في الجهود الجارية لدعم الصومال لتجاوز هذه المرحلة  والوقوف إلى جانب الشعب الصومالي لتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار.

بحكم عملي في وزارة العلاقات الدولية أن أهم ما تحتاجه الصومال من الخارج هو المساهمة في إعادة بناء المؤسسات الوطنية، ودعمها في المجالات السياسية والدبلوماسية والأمنية والاقتصادية  لتحقيق الأمن والاستقرار، وأعتقد أن الوضع الراهن في الصومال لا يسمحها بأن تشارك أو تكون جزءا في التحالفات والاستقطابات الدولية والاقليمية، لأننا في وضع حرج ونحتاج الى دعم الجميع، وأذكر لجميع السياسيين أنه يجب أن يصب الاهتمام في هذه المرحلة إلى الداخل واجراء المصالحة، وأن نكون جزءا من الاستقطابات الراهنة في الاقليم رأي خاطئ ، ومن يرى أن هذا هو التعاون الدولي الذي تحتاجه الصومال فذلك أمر خطير، ما تحتاجه هو الدعم والمساعدة من أجل بناء الوطن والنهوض بالاقتصاد، وكل دولة تسعى إلى ذلك ينبغى ترحيبها وبشكل لا تتعارض مع سيادة البلاد واستقلال الشعب الصومالي، وما يضر ذلك يجب أن نكون حذرين تجاهه. ويجب كذلك أن نحترم اتفاقياتنا مع الدول ومع المؤسسات الدولية والاقليمية، مثل، الأمم المتحدة ، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الإفريقي، ومنظمة الإيقاد …وغيرها من المنظمات الاقليمية والدولية . وأرى أنه لا ينبغى أن نكون جزاء من الصراعات الدولية أو حتى أن نتحدث عنها.

 مركز مقديشو : الصومال دولة عضوة في جامعة الدول العربية والإتحاد الافريقي، واذا فزت في الانتخابات الرئاسية، فماهي خططك تجاه علاقاتك مع جامعة الدول العربية وخاصة مع الدول الخليجية ؟

سعيد ديني : تعطي الصومال  دائما لعلاقات الدول  الاقليمية والتي تربط معها مصالح اقتصادية وتجارية، وأمنية، أولوية خاصة، وترحب اليوم بكل من يشارك في إعادة بناء البلاد وتنمية الشعب. الصومال عضو في الجامعة العربية، وعضو في الاتحاد الافريقي، وعضو في منظمة الايقاد، وهناك دول أخرى أعضاء في هذه المنظمات ويجب أن نقيم علاقات  طبيعية مع تلك الدول . وأن هذه العلاقات لا ترتبط بقناعات ورأي شخص أنما مبنية على سياسات مؤسسات الدولة ورؤية الحكومة، ومصالح البلاد ، وبالتالي لا يمكن لي أن أتبنى رؤية خاصة تجاه هذه العلاقات لكني أتعهد بأن أرعى مصالح البلاد وأحترم العلاقات التارخية التي تربطه مع العالم ولاسيما الدول الاقليمية. فالعلاقات التي تربطنا مع دول الإيقاد والدول الخليجة مختلفة عن العلاقات  الأخرى ، لانها دول تعتمد عليها حياة الصوماليين، وان أهم وجبات المسؤول الصومالي أن يرعى مصالح الشعب، ويعطي اهتماما خاصة بالمصالح التي تمس حياة المواطنين.

مركز مقديشو: ما تقيمك للدور الدولي والاقليمي في الصومال وخصوصا فيما يتعلق بالانتخابات وإعادة بناء البلاد؟

سعيد ديني: في الحقيقة يستحق العالم بالإشادة والتقدير لدوره في مساعدة الشعب الصومالي. وأكد لكم أن العالم بذل جهدا كبيرا لإعادة بناء الدولة، وخاصة الولايات المتحدة الامريكية، وبريطانيا،، والاتحاد الاوروبي، والدول العربية والدول الإفريقية، ولا ينبغي أن ننكر هذا الجميل. هناك دول ضحوا حياة أبنائهم من أجل  الصومال، واخرى ضحوا أموالهم التي أخذوها من شعوبهم من أجل مساعدة الشعب الصومالي، ودول أخرى ساعدت الصومال دبلوماسيا وكلفت وقتا للفت إنتباه العالم إلى المشكلة الصومالية . وأنا مقتنع بأن دور العالم في الصومال دور إيجابي ويستخق الإشادة، وينبغي أن لا نخيب آمال الدول التي تسعى الى مساعدتنا، وعلى القيادات الصومالية تقدير جهود العالم.

مركز مقديشو: نعود إلى القضايا الداخلية،  هناك اتهمات بوجود فساد ينخر في جسد مؤسسات وقطاعات الدولة، فهل تعتقد بوجود هذا الفساد، وما حجمه، وما هي خطتك لمكافحة الفساد؟

سعيد ديني: وفقا للمعايير التي تقاس مستوى الفساد، هناك فساد مستفحل وخطير في الصومال، لكن عندما ننظر بشكل عميق نجد أن هذا الفساد له أسبابه ومن أبرزها انهيار مؤسسات الدولة ولهذا بلغ الفساد في الصومال بمستوى خطير، أنا متاكد أن هناك أموالا  ومصالح كثيرة أسيئ استخدمها .  لكني أعتقد في الوقت نفسه أن المشكلة لا يتحمل الانسان الصومالي وحده وانما الجز الأكبر يعود إلى غياب المؤسسات الوطنية وأرى أن الطريق الوحيد لحل مشكلة الفساد  هو إعادة بناء واصلاح هذه المؤسسات ، وتطبيق القانون، ورفع مستوى الشعب حول الفساد. فالشعب الصومالي ليس شعب فاسد بطبعه لكن ضعف القيادة وهشاشة المؤسسات هما السبب الرئيسي للتفشي ظاهرة الفساد.  ولذلك سأعمل جاهدا للحد من مشكلة الفساد وايجاد حلول جذرية لأسبابه .

مركز مقديشو: يعد الشباب والمرأة من أكثر فئات الشعب التي تتعرض في هذه المرحلة لمشاكل متعددة،  فما هي رؤيتك تجاه هذه الفئة؟

سعيد ديني: المرأة والشباب العمود الفقري للأمة ، ووفق احصائيات غير دقيقة أن فئة الشباب في الصومال تشكل نسبة 65-70 ٪ من سكان البلاد، لذلك فالمجتمع الصومالي مجتمع شباب.  لهذه الأمر ايجابياته وسلبياته. أن يكون مجتمعك مجتمع شباب أمر مفيد وايجابي لكن من ناحية ثانية إذا لم توجه هذه الطاقة ولم تلي احتياجاتها ستكون مشكلة وعبأ على أمن واستقرار البلاد. أشعر هذه المعاناة وحسها لأنني ما زلت شابا وأفهم تطلعاتهم واحيتاجاتهم . وأما المرأة الصومالية لها شأن عظيم، واتضح هذا الأمر كثيرا خلال سنوات الحرب، كانت العمود الفقري للمجتمع الصومال،  والأساس التي تقوم به الأسرة  الصومالية سواء من الناحية الاقتصادية ، والقيادية، وتربية الأولاد ، ولذلك نقدر دورها ونثمنها عاليا، ولن نألو جهدا  في سبيل ضمان حقوقها وتنمية قدراتها، والجدير بالأشارة أن الاهتمام بالفئات الضعيفة في المجتمع جزء أساسي من سياساتي تجاه تنمية البلاد.

مركز مقديشو : البطالة مشكلة أخرى  تهدد المجتمع الصومالي، فاذا انتخبت رئيسا للبلاد،  كيف تتعامل مع هذه المشكلة، وما هي سياساتك تجاه الحد من البطالة؟

سعيد ديني: لمشكلة البطالة أسباب أدت إلي نشوؤها واستفحالها وبالتالي يجب ألا ننظر إلى أعراض المرض، بل يجب أن نبحث حلا جدريا للأسباب الحقيقية وراء هذا المرض، ولذلك يجب الاهتمام بإعادة بناء مؤسسات الدولة وتطوير القطاعات الانتاجية في البلاد للتخلص من مشكلة البطالة. فالصومال بلد غني، وصحاب امكانيات اقتصادية واعدة، وعدد سكانه قليل وهذه ميزة مهمة تتطلب الاستفاذة منها، ما يعاني هذا البلد هو سوء الإدارة وقيادة غيرة  كفؤة لا تستطيع الاستغلال من امكانيات البلاد وبناء البنية الاقتصادية، ولذلك ضمن أولوياتنا أن نصحح السياسات الخاطئة التي أدت إلى هذه المشاكل، وحالت دون استفادة الشعب من الثروات الهائلة الزاحزة في بلاده. واعتقد أنه اذا ما تم تصحيح تلك السياسات الخاطئة فسيتم حل جميع المشاكل المترتبة عنها وعلى رأسها البطالة والفساد، وغياب الأمن.

مركز مقديشو: تردد في اجاباتكم كثيرا مشلكة الأمن، اذا نظرنا إلى ملف الأمن وخاصة فيما يتعلق بحركة الشباب ، كيف ستواجون مشكلة حركة الشباب إذا فزتم بالانتخابات المقبلة؟

سعيد ديني: مشكلة  حركة الشباب تجاوزت حدود الصومال، وصارت ظاهرة عالمية وانها باتت  تثير قلاقل في بلاد أوروبية، وبالتالي أولا سنكون جزءا من التحالف الدولي ضد الارهاب والتطرف الديني.  الخلافات بين الصومالين لا بد من تجاوزها عبر المفاوضات، وأعارض بشدة  استخدام الاسلام  لأغراض سياسية وايذاء الآخرين فإن دينيا دين رحمة ودين حنيف وان الشعب الصومالي شعب مسلم وأنه لا بد أن نتحمل واجباتنا تجاه تصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة التي تسيئ الدين الاسلامي الحنيف. ثانيا: ليس تنظيم الشباب وحدة المشكلة الامنية التي تواجه الصومال وانما هناك مصادر أخرى ولذلك لا بد من تعزيز الجهود الجارية  لإعادة بناء المؤسسات الأمن والجيش ورفع كفائتها بشكل تسهل مواجهة كل الجرائم التي تهدد أمن البلاد  وتعكر صفوة حياة  المواطنيين، والتعامل بحزم مع كل من يحاول المساس بأمن وسلامة الوطن … ..موضوع الأمن يعد أساسا للرؤية السياسية التي أريد أن أقود بها البلاد اذا انتخبت رئيسا واعتقد أن هناك جهودا بذلت وأن لدينا قوات ومعدات وأجهزة عسكرية وهذا الأمر سيسهل مهتمى وسيساهم في انجاز ملف الأمن في أقرب وقت ممكن.

مركز مقديشو: يقال إن المال السياسي سيلعب دورا كبيرا في ترجيح كفة المرشحين، كيف تواجهون هذه المعضلة؟ وهل تؤمن بأنها تشكل عقبة على أمام مرشحي المعارضة ؟ ويتحدث البعض أن الرئيس والمرشح الرئاسي حسن محمود أكثر تنظيما من المرشحين الآخرين، هل تعتقد ذلك؟ وهل يمكن أن تتوحد المعارضة وتقف خلف مرشح واحد؟

سعيد ديني: من سوء الحظ أن نكلف أمولا باهظا في الانتخابات في حين يموت شعبنا جوعا، وأدعو إلى من له فائض مالي أن يوجهه إلي المناطق التي ضربها الجفاف والى المواطنيين الذين يعانون من المجاعة وسوء التغذية. في الحقيقة أن البعض يريد أن يدفع أموالا كثير من أجل كرسي. وهذا أمر مؤسف  ولا يسعني الا أن قول نحن لسنا في أوروبا أو الولايات المتحدة وينبغي أن يستخدم المرشحين في حملات أقل ما يمكن من الأموال.

وفيما يتعلق بأن الرئيس  منظم فهو رئيس البلاد فاذا كان بيده مقدرات الدولة يجب على المشرفين المحلين والدولين  على الانتخابات والمنظمات المعنية بالديمقراطية  ان ييأكدوا على عدم استخدام الأموال العام في سبيل الانتخابات.

وأما توحيد المرشحين أولا ينبغي أن لا تكون المنافسة من أجل معارضة  شخص أو سقاط شخص . كل مرشح يحمل رؤية سياسية وبرنامج انتخابي خاص يريد أن ينتخب على أساسه، وبالتالي ينبغي أن يتوحد المرشحون الذين تتقارب برنامجهم الانتخابية.

زر الذهاب إلى الأعلى