السفير الصومالي لدى الكويت في حوار مع جريدة الأنباء  الكويتية

أكد السفير الصومالي لدى البلاد عبدالله محمد أودوا قوة ومتانة العلاقات الصومالية ـ الكويتية والتي وصفها بالتاريخية والمتطورة على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، موضحا ان بلاده لا تنسى مواقف الكويت المشرفة ودعمها المادي والمعنوي اللامحدود للشعب الصومالي، مبينا أن الزيارات المتبادلة بين البلدين تعكس عمق العلاقات الثنائية.

وأوضح أودوا لـ «الأنباء»، في أول لقاء له مع صحيفة محلية، أن بلاده تتوافق مع الكويت حول العديد من القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بقيادته للمساعي الحميدة لرأب الصدع الخليجي والحفاظ على وحدة كيانه يبني سياجا إقليميا واقيا لدول مجلس التعاون، مشيدا بالديبلوماسية الكويتية ودورها الفعال إقليميا ودوليا، مشددا على أن الكويت صوت من لا صوت له في مجلس الأمن وإنجازاتها بالمجلس محل تقدير المجتمع الدولي.

وأوضح ان الصندوق الكويتي للتنمية العربية يعتبر احد أبرز شركاء التنمية الصومالية، حيث مول العديد من المشاريع التنموية الكبرى في قطاع الزراعة والبنية التحتية، مشيرا إلى أن بلاده تتفاوض مع الجانب الكويتي على القروض السابقة المستحقة عليها لتستأنف الاستفادة من دعم الصندوق الكويتي للتنمية العربية.

في السطور التالية تفاصيل اللقاء:

كيف تصف العلاقات الثنائية بين البلدين وأهم سبل دعمها وتعزيزها بالإضافة إلى رؤيتك لآفاقها المستقبلية؟

٭ العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين دائما في أعلى مستوياتها لأنها بنيت على أسس صلبة وراسخة من الأخوة والصداقة والثقة والاحترام المتبادل برعاية القيادة السياسية في البلدين الشقيقين والتي تحرص دوما على توثيق روابط التعاون الأخوي والتنسيق والتفاهم المشترك في كل ما يخدم مصلحة الشعبين، ولذلك فإن العلاقات الثنائية ممتازة وتاريخية، حيث بدأت العلاقات الشعبية بين البلدين الشقيقين منذ قرون مضت عندما اعتاد البحارة ورجال الأعمال والكويتيون القدامى زيارة الموانئ الصومالية الكبيرة – مثل بربرة ومقديشو وزيلة.

في الواقع ان الدوليتين الشقيقتين يجمعهما العديد من روابط التعاون المشترك على صعيد عضويتهما في المنظمات الدولية، فكلا البلدين أعضاء في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

ولا ننسى مواقف الكويت المشرفة معنا ودعمها المادي والمعنوي اللامحدود لأشقائها في الصومال.

منذ استقلال البلدين نجد أن العلاقات الصعيد السياسي تشهد توافق سياسي كبير حول العديد من القضايا والملفات على الساحتين الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ولذلك كانت وجهات النظر السياسية العالمية للبلدين مكملة وداعمة لبعضها البعض عندما يتعلق الأمر بالقضايا الإقليمية والدولية الأساسية مثل القضية الفلسطينية، وتعزيز أجندة حقوق الإنسان العالمية واحترام سيادة الدول والحرص على عدم التدخل في شؤونها.

ماذا عن الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين؟

٭ منذ زمن وقبل نشوب الحرب الأهلية في الصومال مع بداية التسعينيات، عدد كبير من المسؤولين بالحكومة الكويتية في هذه الفترة زاروا الصومال، كما اعتاد كبار المسؤولين بالحكومة الصومالية زيارة الكويت بانتظام لبحث سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. ولكن لسوء الحظ، بعد الحرب الأهلية في عام 1991 وبسبب انعدام الأمن في البلاد، لم يكن هناك الكثير من الزيارات من الكويت إلى الصومال.

ولكن الجدير بالذكر انه بعد انتهاء الحرب ومع بدء استقرار الأوضاع في الصومال جاءت زيارة وزير خارجية الكويت على رأس وفد من الجامعة العربية في الشهر الأخير من عام 2014م، وكانت بمنزلة نقطة فارقة شجعت الرؤساء والوزراء من مختلف دول العالم على زيارة الصومال.

كما كانت الكويت – أيام المجاعة في الصومال – أول دولة هبطت طائراتها في مطار مقديشو وهي تحمل كل ما كان يحتاجه الشعب الصومالي من المواد الغذائية والدوائية، بصفة عامة الكويت لها دائما الدور الاول والبارز في مواقفها الداعمة للصومال، ولها الشكر والامتنان.

وفي السنوات الأخيرة زار الكثير من الوفود الرسمية الصومالية رفيعة المستوى الكويت لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين.

على سبيل المثال زيارة وزير الخارجية الصومالي للكويت عام 2018، كما استضافت الكويت في غضون الأشهر الخمسة الماضية بعض وفود وزارة المالية والتعليم وآخرها زيارة وفد رفيع المستوى من القوات المسلحة الصومالية برئاسة اللواء طاهر ادن علمي قائد القوات المسلحة الصومالية.

حدثنا عن دور الصندوق الكويتي للتنمية العربية في دعم جهود تنمية الصومال.

٭ الصندوق الكويتي للتنمية العربية احد أبرز شركاء التنمية الرئيسيين للحكومة الصومالية، حيث قام بتمويل العديد من المشاريع التنموية الكبرى التي شملت تطوير أراضي المراعي في المناطق الشمالية، وتنمية القطاع الزراعي والبنية التحتية، وانطلاقا من العلاقات المتميزة بين بلدينا الشقيقين.

وهدفا لتحقيق المصالح المشتركة، تسعى الحكومة الصومالية لأسقاط الديون المستحقة على الصومال عالميا لدى المؤسسات والدول والحصول على دعم لميزانيتها، وهذا ما أكدت عليه كل من قمة بيروت وقمة القدس في الظهران، وعملية تنفيذها مما سيتيح للصومال فرصا استثمارية ودعما ماليا لتحقيق الأهداف الأمنية والتنموية في الصومال.

وفي هذا الصدد، يناقش الجانبان الصومالي والكويتي كيفية إعادة التفاوض على القروض السابقة للصومال لاستئناف العلاقة الثنائية بطريقة قد تسمح لحكومة الصومال مرة أخرى بالاستفادة من دعم الصندوق. وبالتالي، ركزت الزيارة الأخيرة لوزير المالية الصومالي على تلك القضايا.

دور الديبلوماسية الكويتية

كيف تقيم الدور الذي تلعبه الديبلوماسية الكويتية اقليميا ودوليا على صعيد حل النزاعات وإحلال السلام؟

٭ أكدت الكويت من خلال مؤسساتها المحلية والدولية وكذلك عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن على موقفها الثابت والداعم للسلام والاستقرار العالميين، فصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد هو قائد الإنسانية بل من تربع على عرش الإنسانية فرغم التحديات العديدة ومنها حوادث الإرهاب واشتعال الحروب في الجوار الإقليمي إلا ان سموه مستمر في بناء النسيج الديبلوماسي، بقيادته للمساعي الحميدة، لرأب الصدع بين رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي، وينسج بخيوط من ذهب السياج الإقليمي الواقي لدول الخليج.

فعلى سبيل المثال، فإن الدور الرائد لصاحب السمو الأمير في الوساطة في الأزمة الخليجية أمر رائع، حيث ساهمت جهود سموه بحكمته وحنكته من الحفاظ على كيان ووحدة مجلس التعاون الخليجي، فمثل هذه الأزمات الداخلية بين الدول الشقيقة تتطلب الحكمة والخبرة والقيادة الرشيدة، والصومال حكومة ورئيسا تدعم كامل مبادرات صاحب السمو الأمير من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ونأمل أن تستمع جميع الأطراف المعنية للنصح وصوت الحكمة وأن تعود ثانية إلى طاولة المفاوضات لحل هذه الأزمة بطريقة سلمية وأخوية.

كما ان الدور الإنساني للكويت محل إشادة المجتمع الدولي ومنظماته الأممية والإنسانية، حيث يشهد القاصي والداني بكرم الكويت وسخاء دعمها الإنساني للشعوب المنكوبة والمشردين من جراء الكوارث الطبيعية والإنسانية في جميع أنحاء العالم.

كيف ترى عضوية الكويت غير الدائمة في مجلس الأمن؟

٭ أعتقد أن الكويت، من خلال وجودها في مجلس الأمن، أثبتت مدى استحقاقها وبجدارة مطلقة للعضوية، حيث كانت صوتا لمن لا صوت له وخير من يمثل الأمتين العربية والإسلامية في المجلس.

وسيفتقد العالم مساهمة الكويت ودورها البارز في دعم السلام في العالم عندما تنتهي عضويتها بالمجلس، كما أن الوفد الكويتي في مجلس الأمن تميز بدوره الشجاع الداعم لقضية فلسطين واللاجئين السوريين والمهاجرين والمشردين داخليا وغيرهم من الفئات الضعيفة الأخرى، وسيتذكر العالم هذا الدور الغاية في الأهمية.

كيف ترى الأزمات المستمرة في الشرق الأوسط؟

٭ المنطقة لديها ما يكفي من الأوجاع والصراعات وقدر كبير من عدم الاستقرار، ونحن جميعا بحاجة إلى التعلم من تجارب الماضي.

لا يمكن أن يكون لديك سلام بينما يكون لديك نزاع مع جيرانك المباشرين، وبالتالي، فإن استراتيجية الكويت لحل جميع النزاعات بطريقة سلمية وتبنيها للحوار كحل ناجع لا بديل عنه هو الحل الأمثل الذي يجب ان تتبناه جميع الأطراف المشاركة في النزاع الحالي في الشرق الأوسط.

لقد عانينا نحن الصوماليين من ويلات الحرب، ونحن لا نشجع غالبا على حل النزاعات العالمية بالقوة. لذلك، أود أن أغتنم هذه الفرصة للتأكيد علي دور الصومال الداعم بالكامل للسلام ودعوة جميع الأطراف إلى التحلي بالحكمة واستخدام القنوات الديبلوماسية في حل الأزمات والنزاعات.

لحظة فارقة

وصف السفير الصومالي لدى البلاد عبدالله محمد أودوا لقاءه بصاحب السمو الأمير خلال تقديم أوراق اعتماده باللحظة الفارقة التي لن ينساها في حياته المهنية، مشيرا إلى أن لقاءه بصاحب السمو الأمير كان وديا للغاية وعكس المكانة الخاصة التي يحملها سموه للصومال وشعبها.

الكويت التي نعرفها

شدد السفير الصومالي لدى البلاد عبدالله محمد أودوا على المكانة الكبيرة التي تحتلها الكويت في نفوس الصوماليين، موضحا ان الكويت التي يعرفونها ويعرفها الجميع هي بلد المحبة والسلام وبلد الخير والعطاء، متمنيا للكويت أميرا وحكومة وشعبا التقدم والازدهار.

الذكرى الـ 59 للاستقلال

أكد السفير الصومالي خلال اللقاء على تميز الأسبوع الأخير من شهر يونيو، حيث يصادف ذكرى عزيزة على نفس كل مواطن صومالي، حيث تحتفل بلاده بالذكري الـ 59 لاستقلال ووحدة الصومال في أجواء تسودها البهجة والفرح الغامر، مشيرا إلى أن استقلال الشمال الصومالي من الاستعمار البريطاني في 26 يونيو 1960، وبعد ذلك استقلال جنوب الصومال من الاستعمار الإيطالي في تاريخ الأول من يوليو وفي اليوم نفسه اتحد الشمال والجنوب وأعلنت «جمهورية الصومال».

وأشار إلى أن هذه الأحداث الخالدة في تاريخ الصومال المسطرة على صفحات من النور، وهذه الأيام تذكرهم بكفاح الآباء والأجداد لأجل الحرية والاستقلال، مشددا على أن واجبهم المحافظة علي هذه الحرية والوحدة والكرامة، فبالمحافظة عليها نعيش بين الأمم معززين مكرمين.

وتابع: لقد أشرقت على الصومال شمس الأمل ولا عودة الي المراحل المظلمة، فعلى كل واحد منا بذل قصارى جهده للاستمرار في مرحلة إعادة إعمار الصومال والتي بدأنا بها من عدة سنوات وحان الآن وقت قطف ثمار الجهود المبذولة لبناء الصومال الجديد، مستذكرا.

موقف الدول الشقيقة والصديقة الذين وقفوا الى جانبنا وكانوا عونا لنا في كل المراحل والمحن.

الجالية الصومالية

أشاد السفير الصومالي بالرعاية التي تحظى بها الجالية الصومالية في الكويت، مشيرا إلى أن جالية بلاده في الكويت جالية صغيرة تقدر بـ 3560 نسمة.

 جريدة الأنباء

زر الذهاب إلى الأعلى