وصل السيد حمزة عبده برّي، رئيس وزراء الصومال، أمس السبت إلى مدينة “لاسعانود”، حاضرة محافظة سول التابة لإدارة “خاتمة الانتقالية” لمناطق سول، سناغ وعين، في زيارة تاريخية لمسؤول صومالي رفيع المستوى منذ ما يزيد على 4 عقود تقريبا.
وأطلق مكتب رئيس الوزراء الصومالي على هذه الزيارة بزيارة “الوحدة والسلام” التي تسعى من خلالها حكومة “مصلحة وطنية” إلى تعزيز وحدة البلاد وتطوير الخدمات الحكومية الأساسية لسكان مناطق إدارة “خاتمة” كما جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس وزراء الصومال.
وانطلاقا من ذلك، فقد دشن السيد حمزة عبده بري، اليوم الأحد، في مدينة “لاسعانود”، مقرّ مكتب الهيئة الوطنية للتسجيل والهوية، الّذي يقدّم لسكان المنطقة خدمة ضرورية تتمثل في استخراج بطاقات الهوية الوطنية، ليستغنوا بذلك ن الأسفار الطويلة والمشاق التي كانوا يتكبّدونها للحصول على هذه البطاقة.
كما وضع السيد رئيس الوزراء اليوم الأحد –أيضا- 8 مشاريع تنموية أبرزها:
- مبنى رئاسة إدارة منطقة “إس إس سي خاتمة”
- مكتب الهجرة والجنسية، فرع “لاسعانود”
- مقرّ شرطة إدارة منطقة “إس إس سي خاتمة”
- مركز السيد محمد للحرف اليدوية
- مشروع شارع معبّد يربط بين “سمكاب وبوهودلي”
- مكاتب مختلفة لإدارة منطقة “إس إس سي خاتمة”
- المقر الوطني للطوارئ والإسعافات
- المستشفى الحكومي في منطقة إدارة “إس إس سي خاتمة”
وعلى الرغم من إنجاز هذه المشاريع، فإن إدارة منطقة “إس إس سي خاتمة” تتطلع إلى تحقيق أكبر من ذلك خلال هذه الزيارة، كالحصول على دور سياسي لها واعتراف إدارتها كولاية إقليمية رسمية لها دور في توجيه سياسة البلاد والمشاركة في تقرير مصير القضايا الوطنية، إلى جانب تنظيم قواتها وضمها في الجيش الوطني الصومالي وصرف الرواتب لها من خزينة الدولة أو رفع الدعم المقدم لميزانية الإدارة.

الأبعاد السياسية والاجتماعية:
إن إطلاق رئاسة وزراء الصومال على هذه الزيارة بزيارة “الوحدة والسلام”، كفيلة بإظهار بعدها السياسي، ذلك أن الزيارة تأتي وسط ضجيج وصخب، أحدثته إدارة صوماليلاند الانفصالية لمحاولة منع رئيس الوزراء من القيام بهذه الزيارة التي اعتبرتها صوماليلاند انتهاكا “لسيادتها الوطنية”، في حين تمثل هذه الزيارة لجانب “لاسعانود”، محو المنطقة من وصف “منطقة متنازع عليها” وبالتالي إثبات تبعيتها الرسمية للحكومة الفيدرالية الصومالية سياسيا وجغرافيا، كما أنها تمثل لرئيس الوزراء الصومالي شخصيا، مكسبا سياسيا يسمح له بتفنيد المقولات الشائعة في أنه لا يستطيع زيارة دوائرها الانتخابية في الوقت الّذي تسعى فيه حكومته إلى إجراء انتخابات عامة بالبلاد في الموسم الانتخابي المقبل، الأمر الّذي قد يشجع حكومته على إقناع سلطات هذه المنطقة بدعم خطة حكومته نحو تحقيق هذه الانتخابات.
لكن موقف صوماليلاند وردّها على هذه الزيارة، يفتح بابا من تحدّيات سياسية، تواجهها الحكومة الفيدرالية الصومالية، وخاصة في مجال محاولتها لتحسين علاقاتها مع الإدارة الانفصالية، ذلك أن مجلس النواب في صوماليلاند أدان هذه الزيارة وأيد موقف الحكومة التي اعتبرتها تدخلا سافرا في صوماليلاند، داعيا في الوقت ذاته إلى اتخاذ إجراءات سريعة لحماية الحدود الوطنية، وإلغاء المفاوضات مع الحكومة الفيدرالية الصومالية، مادامت قد اتخذت تصعيدا سياسيا بقيام السيد حمزة عبده برّي بهذه الزيارة!
من جانبه، وصف السيد عبدالرّحمن عبدالله عرّو، رئيس إدارة صوماليلاند الانفصالية، الزيارة، بزيارة غير مسؤولة، محمّلا الصومال ومن دفعها نحو ذلك، مسؤولية العواقب الوخيمة الناجمة عن هذه الزيارة، وأضاف السيد عرّو بأن صوماليلاند تعمل في تحقيق السلام، كما تعمل في الوقت ذاته على تحمل مسؤولياتها تجاه شعبها ودفاع أراضيها.
وعموما، فإن هذه الزيارة، تمثل مكسبا لكل من الحكومة الفيدرالية الصومالية وإدارة منطقة “إس إس سي خاتمة”، وسيكون لها دور في رسم السياسة الصومالية الجديدة، خاصة، بعد أن دعا السيد الدّكتور حسن شيخ محمود عشية عيدالفطر المبارك لعام 1446هـ/2025م، القوى السياسية الصومالية إلى المشاركة في مؤتمر وطني عام لنقاش القضايا السياسية العالقة بالبلاد، كما أن السيد حمزة عبده برّي رئيس الوزراء الصومالي، قد أكّد اليوم الأحد مشاركة السيد عبدالقادر فرطيي، زعيم إدارة منطقة “إس إس سي خاتمة”، في مؤتمر المجلس الوطني الاستشاري المزمع انعقاده بمقديشو في الفترة ما بين الـ 1 – 2/مايو- أيار/2025م.