زيارة الرئيس الصومالي لجمهورية جيبوتي: الأسباب والدّوافع

يزور السيد الدّكتور حسن شيخ محمود، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، جمهورية جيبوتي الشقيقة، حيث التقى هناك بنظيره الجيبوتي السيد إسماعيل عمر غيللي.

ووفقا لبيان صادر عن الرئاسة الصومالية حول لقاء الرئيسين فإنهما بحثا في اجتماعهما سبل تعزيز العلاقات الأخوية والتعاون الإستراتيجي بين البلدين، فضلا عن المباحثات العميقة حول استئناف التعاون الوثيق في المجالات الأمنية والاقتصادية والتجارية والسياسية، مشيدين في الوقت ذاته العلاقات الأخوية والتعاونية بين البلدين والقائمة على مصالح الشعبين الجيبوتي والصومالي.

وعلى الرغم من البيان الصادر عن الرئاسة الصومالية حول زيارة الرئيس الصومالي لجيبوتي، إلا أن هناك أنباء متداولة في الوسط الإعلامي الصومالي، مفادها بأن زيارة الرئيس الصومالي لجيبوتي تأتي في إطار مباحثات حول إمكانية توفير الصومال للولايات المتحدة قاعدة عسكرية بحرية في الصومال، يمكن لأمريكا أن تهاجم منها جماعة الحوثي المتمركزة في اليمن والتي تعتقدها أمريكا بأنها تهدد المصالح التجارية الدّولية في البحر الأحمر والأمن العام في المنطقة.

وتضيف الأنباء غير الرسمية بأن توقيت الزيارة وتزامنها مع نشر رسالة قيل إنها بعث بها الرئيس الصومالي إلى نظيره الأمريكي، تزيد من احتمالية طبخ مخطط كبير في المنطقة، بموجبه قد تحصل أمريكا على قواعد عسكرية في الصومال، طالما رفضت جيبوتي الطلب الأمريكي لتبعاته الأمنية والعسكرية والاقتصادية، إذ إن جماعة “الحوثي” لا تتحاشى في إطلاق صواريخها على أي جهة تأتي منها الضربات الموجّهة إلى الجماعة، وجيبوتي ليست مستعدّة لذلك، وفق الأنباء المتداولة.

في تغريدة له، على حسابه في منصة “إكس X / تويتر” سابقا، يقول السيد فهد ياسين حاج طاهر الرئيس السابق لجهاز المخابرات والأمن الوطني الصومالي: “ الدّول الحرّة والمستقلّة لا  تسمح لبلادها أن تكون مسرحا لصراعات ليست جزءا منها، أحذّر  قادة الوطن من الاستجابة للطلب الجيبوتي، المبني على “خفف العبء عني وتحمّله منّي” … “.

ويرى محللون أن الصومال ليست قادرة – على الأقل في هذا الوقت بالذات- قبول الطلب الأمريكي أو الجيبوتي لما يترتب ذلك من مضاعفات أمنية وعسكرية قد تحوّل الصومال إلى ساحة للحروب الإقليمية والدّولية، مما يهدّد استقرار البلاد ويعيق تقدّمه ويعرقل تنميته الاقتصادية.

يذكر أنه ربما قد يكون من دوافع الصومال نحو قبول الطلب الأمريكي أو الجيبوتي، أملها في قطع الطريق أمام محاولات اعتراف صوماليلاند الانفصالية كجمهورية مستقلة من قبل الولايات المتحدة والتنسيق معها في تقييد حركة “الحوثي” ونفوذ إيران في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى