الأستاذ الدكتور كمال محمد جاه الله الخضر – سوداني مقيم في القاهرة
مدخل:
يحاول هذا المقال معرفة طبيعة العلاقة بين اللغة العربية واللغة الصومالية، أولا: في ضوء علاقة الأصول المشتركة بين اللغتين، اللتين تنتميان إلى أسرة لغوية واحدة، هي أسرة اللغات الإفريقية- الآسيوية، فالعربية تنتمي إلى فرع اللغات السامية. أما الصومالية فتنتمي إلى الفرع الكوشي. وهما فرعان مهمان في هذه الأسرة اللغوية الوحيدة في إفريقيا، التي تجمع لغات تنتمي إلى قارتي إفريقيا وآسيا. وثانيا: في ضوء علاقة الاتصال المباشر بين متحدثي اللغتين، الذين تساكنوا لعدد من القرون في الصومال. وقد ترتب على ذلك تأثير مباشر من اللغة العربية على اللغة الصومالية. وللتمهيد لمعرفة طبيعة العلاقة بين اللغتين- يتحتم علينا تقديم إفادات تاريخية عن دخول الإسلام واللغة العربية إلى منطقة شرق إفريقيا، التي يعد الصومال جزءا أصيلا فيها.
الإسلام واللغة العربية إلى شرق إفريقيا:
عرف العرب الساحل الشرقي لإفريقيا قبل ظهور الإسلام بزمن طويل، وربما كانت لهم الأسبقية في الوصول إلى تلك المناطق، وإقامة علاقات تجارية واجتماعية متطورة مع السكان الأصليين. وربما سبقوا الأفارقة أنفسهم في الوصول إلى بعض الجزر النائية في القارة[1].وفي تلك الفترة التي سبقت الإسلام- كوّن العرب المهاجرون مراكز تجارية، واشتغلوا بالتجارة. وقد هاجر هؤلاء العرب من حضرموت واليمن وعمان، واختلطوا بالسكان الأصليين، وذابوا فيهم بسبب قلة أعدادهم، ثم ازدادت أعدادهم زيادة كبيرة بعد ظهور الإسلام، وهجرة الكثير من العرب إلى هذه المنطقة لأسباب عديدة[2]. لعل أهمها: التجارة، والاستيطان، والبحث عن الأمن والأمان، والدعوة إلى الدين الجديد، التي وإن لم تكن سببا أصيلا، إلا إنها صاحبت تحرك العربي التاجر، وغير التاجر في رحلته إلى الموطن الجديد.
والنتيجة التي ترتبت على النشاط التجاري المكثف على ساحل شرق إفريقيا- هي انتشار الإسلام على الساحل والجزر المقابلة له، وارتباط هذا الساحل الشديد بعالم العروبة والإسلام منذ القرون الأولى للإسلام[3]، بل كان لهجرات العرب إلى شرق إفريقيا- أثرها الكبير في نشر العروبة والإسلام والثقافة العربية بين الأفارقة في شرق إفريقيا، حتى وجدنا عالما إسلاميا زاخرا بالتقاليد الإسلامية الكاملة في قلوب السكان والأهالي حتى اليوم[4]. ويدل ذلك على أن الاحتكاك والتفاعل بين شعوب شرق إفريقيا وشعوب منطقة شرق إفريقيا- قد بلغا قمتهما، لذلك كان تأثير القادمين الجدد إلى شرق إفريقيا شاملا مناحي الحياة المختلفة، وصل الحد الذي تقام في المنطقة ممالك إسلامية زاهرة، على النحو الذي سيتضح لاحقا.
وإذا تمّ التركيز على العرب العمانيين، وعلاقتهم بشرق إفريقيا– فيمكن القول إن العلاقات التجارية بين عمان وشرق افريقيا قبل الإسلام- يعود تاريخها إلى فترات موغلة بالقدم، حيث اتصلوا بالمدن والموانيء المطلة على الساحل الشرقي الإفريقي، التي امتدت من الساحل (بنادر) في الصومال، مرورا بمقديشو شمالا إلى سفالة الزنج جنوبا، وقنبو وحتى ساحل موزمبيق، بل إنهم وصلوا نهر الزمبيزي، بالإضافة إلى جزر: سقطرى، وبمبا، وزنجبار، ووسعوا تجارتهم إلى أزانيا (المنطقة الممتدة حاليا من ساحل جنوب الصومال إلى كينيا ثم إلى أقصى جنوب تنزانيا) بهدف التجارة والاستئطان[5]. وبذا استطاع العرب العمانيون عن طريق التجارة، قبل شروق شمس الإسلام، من التمدد في سواحل شرق إفريقيا، وفي مدنها المختلفة، وفي جزرها المتناثرة، ومن ثم خلق علاقات وطيدة مع شعوبها- تمهيدا لروابط سياسية واجتماعية وثقافية أشمل قادمة في المستقبل.
الحق أنه كان للعرب العمانيين نشاط بحري كبير قبل الإسلام. وكان للموقع الجغرافي المهم، الذي تشغله عمان في أقصى الطرف الجنوب الشرقي من جزيرة العرب- أعظم الأثر فيما أحرزه الملاحون العمانيون منذ أقدم العصور من شهرة بحرية. وكان للعمانيين مسالك بحرية تجارية، منها الطريق البحري إلى بلاد الشرق الأقصى، والطريق البحري إلى شرق إفريقيا[6]، لذلك عظم تأثيرهم في شرق إفريقيا، سواحل ومدنا وجزرا، بسبب الخبرة، التي اكتسبوها في تواصلهم مع هذه المنطقة عبر الرحلات التجارية، التي كانت تتم عن طريق النشاط البحري.
تظل هجرة سليمان وسعيد ابني عباد الجلندي بن المستكبر- هي أول هجرة موثقة من الهجرات العمانية إلى الساحل الإفريقي الشرقي، إذ إن الوضع السياسي الذي حلّ بعمان في ذلك الزمان، والمتمثل في الحروب الطاحنة، التي دارت رحاها بينهما، والوالي الأموي الحجاج بن يوسف الثقفي، لإخضاع عمان للدولة الأموية في عهد عبد الملك بن مروان، في القرن الأول الهجري (السابع الميلادي)، تحديدا عام 74هـ- هذا الوضع السياسي المتأزم أجبر حاكمي عمان: سليمان وسعيد، ومعهما قسم كبير من قبيلة الأزد العمانية- إلى الفرار من عمان. ولا يعرف تحديدا المكان، الذي استقرا فيه مع أتباعهما، وإن كانت بعض الدراسات- تشير إلى احتمالية أن يكون مكان الاستقرار جزيرة مافيا، أو جزيرة لامو التابعة لجمهورية كينيا حاليا، بينما اتجهت دراسة أخرى إلى أن مكان الاستقرار، إنما هو جزيرة بمبا في زنجبار[7]. وبغض النظر عن مكان الاستقرار، فإنهما قدما إلى منطقة سبقهما إليها أجدادهما بأزمنة، فلم يجدا مشقة في منطقة اللجوء الجديدة.
يرى رأفت غنيمي، في هذا السياق، أن من الهجرات العربية المهمة- هجرة الأسرة النبهانية في القرن الثالث عشر الميلادي، وكسابقتها أسرة عباد الجلندي– كانت أسرة النبهاني أيضا أسرة حاكمة، هاجر بعض أفرادها مع لفيف من أتباعهم، واستقروا في باتي Pate حيث وجدوا تأييدا من بعض المجموعات العربية، التي سبقتهم إلى هناك، وحازوا على الحكم في موطنهم الجديد، وبسطوا نفوذهم إلى بعض المناطق المجاورة. وإذا كانت أسرة الجلندي قد هاجرت من عمان لشرق إفريقيا، نتيجة لخلافات وحروبات مع الحجاج بن يوسف الثقفي، وعبدالملك بن مروان- فقد هاجرت الأسرة النبهانية بقيادة سليمان بن سليمان بن مظفر النبهاني نتيجة لخلافات سياسية– وقد امتد نفوذ هذه الأسرة النبهانية في شرق إفريقيا من القرن الثالث عشر، وحتى القرن الثامن عشر الميلاديين[8]، أي لفترة لا تقل عن خمسة قرون، وهي فترة كافية لإحداث تأثيرات عميقة على المجتمعات المحلية، التي امتد نفوذهم إليها.
وفقا لسيد حامد حريز- فإن الأسرة النبهانية لعبت دورا متعاظما في نشر الحضارة العربية والإسلامية في شرق إفريقيا. وفي الحقيقة لقد استمر بعض أفراد الأسرة النبهانية- يشاركون في بعث ونشر التراث العربي والإسلامي لسنوات، بل لقرون عديدة، بعد تقلص وزوال النفوذ السياسي لتلك الأسرة. ويذكر حريز في هذا المجال- مساهمات الشاعر والمؤرخ أحمد شيخ نبهاني، سليل تلك الأسرة النبهانية، والذي ما يزال يقوم بدور مؤثر في حفظ ونشر الثقافة العربية الإسلامية[9]، التي فقدت بعض بريقها في المنطقة، بعد أن توطدت دعائمها لقرون عديدة، تفاعلا وتلاقحا مع العادات والثقافات المحلية في شرق إفريقيا.
ولا شك أن العصر الذهبي للوجود العربي العماني في شرق إفريقيا، بل ولشرق إفريقيا، هو عصر البوسعيديين، لا سيما في فترة حكم السيد سعيد بن سلطان، وخلال تلك الفترة لم تعد سيطرة عمان على شرق إفريقيا بعيدة واسمية، فقد نقل السيد سعيد بن سلطان عاصمته من مسقط إلى زنجبار عام 1832. وعلى غير العادة صارت عمان تحكم من إفريقيا. ولقد ساعد الاستقرار، الذي ساد تلك الفترة، وقوة شخصية الشيخ سعيد بن سلطان، ودبلوماسيته- على الازدهار في شتى مجالات الحياة، التي يذكر منها سيد حامد حريز ما تحقق من ثورة زراعية، بعد إدخال زراعة القرنفل في ممباسا وزنجبار، والتوسع فيها[10]. فاستحق عهد السيد سعيد بن سلطان، بذلك- أن يكون، بلا منازع، العصر الذهبي للتأثير الحضاري العماني في شرق إفريقيا.
على كل حال- فإن التواصل الإنساني والحضاري بين العرب من عمانيين ويمنيين، وغيرهم، مع شرق إفريقيا- لم ينقطع منذ قدوم الهجرات، التي حدثت أيام النبهانية واليعاربة، ودولة البوسعيد في العصر الحديث حتى اليوم، ولكن لكل عصر طريقته، وخياراته في التواصل الإنساني والحضاري. مع ملاحظة أن الوجود العربي في شرق إفريقيا وما جاورها، في تلك الفترة- يغلب عليه القادمون من عمان، الذين كانت لهم تجربة ثرة في مجال ركوب البحر، والتجارة عبره مع شعوب شرق إفريقيا وغيرها.
الأصول المشتركة بين اللغة العربية واللغة الصومالية:
أشرنا من قبل إلى أن اللغة العربية- تنتمي إلى الفرع السامي من أسرة اللغات الإفريقية- الآسيوية. أما اللغة الصومالية، فمثل اللغة الأورومية- تنتمي إلى الفرع الكوشي من الأسرة نفسها. ومن هذا المنطلق يتوقع وجود أصول مشتركة بين اللغة العربية واللغة الصومالية. ومن تلك الأصول، وفقا لعبد الرازق حسين حسن، الاشتراك بين اللغتين في بعض الأصوات، وهي: الحاء (ح)، والقاف (ق)، والخاء (خ). إضافة إلى الاتفاق بينهما في ضمير المتكلم في جميع الأوجه، وكذلك الاتفاق في ضمير المفرد الغائب، سواء أكان مذكرا أو مؤنثا[11]. دون أن يتم إيراد أمثلة- تعضد ما قاله عبد الرازق حسين حسن.
يورد فوزي محمد بارو- في هذا المجال، ما يرى أنه علاقة اشتراك في الأصول بين اللغة العربية واللغة الصومالية. فهو يتحدث عن الضمائر، التي تستخدم مع الأفعال في الصومالية، مثل: Abtugi أبْتُكِ (كَتَبَ)، وAbtugti أبْتُكْتِ (كَتَبَتْ). وضمائر الملكية، حيث نجد أن الياء مشتركة في الكلمتين العربية والصومالية، مثل: Kitaabkii كِتَابْكِي (كتابي)، وQalinkii قَلِنْكِي (قلمي). وأسماء الإشارة، مثل: Kan كَنْ (هذا)، وTan تَنْ (هذه). والتعريف بالمذكر والمؤنث، مثل: Wiilka وِيلْكَ (ولد)، وGabarta قَبَرْتَ (بنت) (علامة التأنيث t، وعلامة التذكير k). ومن الاشتراك في الجانب الصوتي في اللغتين وجود الاشتقاق والإبدال والقلب. ومن أمثلة الإبدال والقلب: Asxaan أَسْحَانْ (إحسان)، وSinji سِنْجِ (جنس)، وXawayaan حَوَيَان (حيوان)[12].
ومن ناحية أخرى توجد أصول مشتركة بين اللغة العربية ولغة الأورومو- قوامها ألفاظ أساسية مشتركة بين اللغتين (الألفاظ المشتركة هي: عدد محدود من الألفاظ لا تلجأ اللغات عموما لاقتراضها من اللغات الأخرى، ويفترض أن تكون أصيلة في كل لغة)- يمكن عرض أمثلة لبعضها في الجدول التالي[13]:
الكلمة العربية | الكلمة الصومالية | النطق بالحرف اللاتيني |
أنا | أَنِ | ?ani |
فم/ فو | أَفْ | ?af |
أرض | أَرْلُو | ?arlo |
سماء | سَمو/سَمَدْ | samo/samad |
موت | أَمُوتْ | ?amuut |
يعرض الجدول أعلاه- ألفاظا مشتركة بين اللغة العربية واللغة الصومالية، ضمنها أسماء لبعض ضمائر، وأسماء لبعض أجزاء جسم الإنسان، وأسماء لبعض الموجودات، وغير ذلك. وهي عادة ألفاظ لا تقترض بين اللغات.
الألفاظ العربية المقترضة في اللغة الصومالية وحقولها الدلالية:
أتاح التساكن والاتصال المستمران عبر القرون بين متحدثي اللغة العربية القادمين من شبه الجزيرة العربية، والمتحدثين باللغة الصومالية القاطنين في منطقة القرن الإفريقي- أتاحا فرصة للغة العربية أن تؤثر على اللغة الصومالية، عبر إقراضها مجموعة من الألفاظ، التي تعبر عن حقول دلالية مختلفة.
وفي هذا السياق يرى عبد الرازق حسين حسن- أنه فيما يتصل بالعلاقة بين اللغة الصومالية واللغة العربية- فقد تأثرت اللغة الصومالية باللغة العربية تأثرا كبيرا في مجال اقتراض الألفاظ؛ الأمر الذي لاحظه عندما أعد مسحه اللغوي في الصومال. إذ لاحظ أن العديد من الألفاظ الصومالية، تقدر بـ 165 لفظة- هي في الحقيقة ألفاظ عربية، وفقا لمسح أجراه[14]. وقد قسّم عبد الرازق، في موضع آخر، الألفاظ العربية التي دخلت معجم اللغة الصومالية، سواء أكان ذلك من العربية القديمة، ومفردات الدين، أو العربية المعاصرة- إلى نوعين، النوع الأول: مفردات احتفظت بشكلها الكتابي، والدلالي، ومن ذلك: فأل، وأهبل، وعريش، وقرح، وسفر، وحرير، وقياس، ومهر، وبرق، ودرع، وبخت. أما النوع الثاني فيشمل كلمات تغير شكلها الكتابي، ولم تتغير دلالاتها، ومنها على سبيل المثال: سبن (زمن)، وختل (قتل)، وندامو (ندم)، وكاتن (خاتم)، وآدن (آدم)، وكربو (كرب)، ومرسو (مرسى)، وقود (قوت)، ودوو (دواء)، ومدو (مدة)[15].
قبل أن نشير إلى عدد من الألفاظ العربية المقترضة في اللغة الصومالية، مرفقة بحقولها الدلالية- نورد هنا ألفاظا عربية اقترضتها الصومالية للتعبير عن أيام الأسبوع، وبعض المناسبات الدينية، تصلح لتكون مدخلا لتفاصيل أشمل للألفاظ العربية المقترضة في اللغة الصومالية، وذلك على النحو التالي[16]:
أولا: جدول مسميات أيام الأسبوع:
اللفظ العربي | اللفظ الصومالي | الكتابة بالحرف اللاتيني |
السبت | سَبْتِ | sabti |
الأحد | أَحَدْ | ?ahad |
الاثنين | إسْنِينْ | ?isniin |
الثلاثاء | تَلادُو | talaado |
الأربعاء | أرْبَعُ | o؟arba |
الخميس | خَمِيسْ | khamiis |
الجمعة | جِمْعى | e؟jim |
ثانيا: جدول مسميات بعض المناسبات الدينية:
اللفظ العربي | اللفظ الصومالي | الكتابة بالحرف اللاتيني |
العيد | عِيدَ | iida؟ |
عيد الأضحى | عيد الأضحى | iiduladhaa؟ |
عيد الفطر | عيد الفطر | iidulfitri؟ |
يتضح من الجدولين السابقين- أن اللغة الصومالية اقترضت ألفاظا عربية، تعبر عن أسماء أيام الأسبوع، وبعض المناسبات الدينية، انسجاما مع البيئة التي تهيأت بعد انتشار الإسلام وترسيخه في الصومال. وزيادة في التعرف أكثر، على مزيد من الألفاظ العربية المقترضة في اللغة الصومالية- نعرض في الجدول التالي بعضا من تلك الألفاظ، على أن نكملها لاحقا عند الوقوف على أهم الحقول الدلالية[17]:
اللفظ العربي | اللفظ الصومالي | الكتابة بالحرف اللاتيني |
حرام | حَرانْ | haraan |
نار | نارْ | naar |
صدقة | صَدَقُ | sadaqo |
ميزان | مِِيسانْ | miisaan |
رخيص | رَخِيصْ | rakhiis |
قلم | قَلِن | qalin |
لوح | لُوحْ | looh |
وزير | وَسِيرْ | wasiir |
حزب | حِسْبي | hisbi |
أسرة | أُسْرو | ?usro |
حفلة | حَفْلَدْ | haflad |
يبين الجدول أعلاه، مع إضافة مجموعة من الألفاظ العربية المقترضة في اللغة الصومالية- أن تلك الألفاظ تتقاسمها على الأقل خمسة حقول دلالية، هي: حقل الألفاظ ذات الصلة بالإسلام، وحقل التجارة، وحقل التعليم، وحقل الألفاظ السياسية، وحقل الألفاظ الاجتماعية، التي يمكن عرضها في النقاط التالية[18]:
أولا: حقل ألفاظ الدين الإسلامي: حلال (حَلالْ halaal)، وحرام (حَرانْ haraan)، وعقيدة (عَقِيدُ aqiido)، وإيمان (إيمانْ ?iimaan)، وجنة (جنَّ janna)، ونار (نارْ naar)، ودين (دِينْ diin)، وصدقة (صَدَقُ sadaqo)، وإمام (إمامْ ?maam)، وزكاة (سَكُ sako).
ثانيا: حقل التجارة:ميزان (مِِيسانْ miisaan)، ومتجر (دكان) (دُكَان dukaan)، ورطل (رُدُلْ rodol)، ورُبْعٌ (رُبُعْ ؟rubu)، وأوقية (وِقِِيَا wiqiya)، وتجارة (تِجارو tijaaro)، وغالٍ (غَالِي qalii)، ورخيص (رَخِيصْ rakhiis).
ثالثا: حقل التعليم: قلم (قَلِن qalin)، ولوح (لُوحْ: looh)، ومعلم (مَعَلِن alin؟ma).
رابعا: حقل الألفاظ السياسية: وزير (وَسِيرْ wasiir)، ودولة (دُولَد dowlad)، وحصانة (حَسانَد hasaanad)، واستقلال (إستقلالْ?istiqlaal)، ومعارض (مُعارَدْ aarad؟mu)، حزب (حِسْبي hisbi).
خامسا: حقل الألفاظ الاجتماعية: أسرة (أُسْرو?usro)، ومجتمع (مُجْتَمعْ ؟mujtama)، وحفلة (حَفْلَدْ haflad)، وسلطان (سُلْدَان suldaan).
ولعل الإكثار من اقتراض الألفاظ الخاصة بهذه الحقول الخمسة، على وجه التحديد، يعكس عمق الاتصال المباشر بين متحدثي اللغة العربية واللغة الصومالية، بمنطقة القرن الإفريقي، فاقترضت الأخيرة، بعد أن صارت متحدثوها من جملة المسلمين، ومن جملة الذين يتحدثون العربية، ومن جملة ممن يحتكون تجاريا وثقافيا من القبائل العربية في المنطقة.
خاتمة:
نخلص مما تم عرضه أن هناك علاقة وطيدة بين اللغة العربية من جهة، واللغة الصومالية من جهة أخرى، فاللغتان بينهما أصول مشتركة، مصدرها الانتماء إلى أسرة اللغات الإفريقية- الآسيوية. إضافة إلى ذلك فإن علاقة الاتصال المباشر بين متحدثي اللغتين، التي استمرت لقرون عديدة- أفضت إلى أن تتأثر اللغة الصومالية باللغة العربية عبر اقتراض عدد من الألفاظ العربية، التي تعبر
[1] الأمين أبو منقة محمد (2005): “التراث العربي الإسلامي في شرق إفريقيا وفي غربها، دراسة مقارنة”، دراسات إفريقية، إصدار: مركز البحوث والدراسات الإفريقية، جامعة إفريقيا العالمية، العدد 34، ديسمبر، ص. ص (43- 74)، ص 45.
[2] فتحي غيث (د. ت):الإسلام والحبشة عبر التاريخ، القاهرة: (لا توجد دار نشر)، ص. ص 27- 28.
[3] رجب محمد عبد الحليم (1999):العروبة من الإسلام في إفريقيا الشرقية من ظهور الإسلام إلى قدوم البرتغاليين، القاهرة: دار النهضة العربية، ص 33.
[4] المرجع نفسه، ص 55.
[5] شاكر مجيد ناظم الحواني (2014): “العلاقات التجارية بين عمان وشرق إفريقيا قبل الإسلام، دراسة تاريخية”، موضوعات بحوث مؤتمر الحضارة الإسلامية والدور العماني في دول البحيرات العظمي الإفريقية، إصدار: هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، سلطنة عمان، ص 40.
[6] محمد بن قاسم ناصر بو حجام (2014): “أثر العمانيين الملاحي والتجاري في شرق إفريقيا في ثراء علم الملاحة، أحمد بن ماجد نموذجا”، موضوعات بحوث مؤتمر الحضارة الإسلامية والدور العماني في دول البحيرات العظمي الإفريقية، إصدار: هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، سلطنة عمان، ص 59.
[7] ناصر بن عبد الله الرباعي (2009)): زنجبار شخصيات وأحداث، مسقط: مكتبة بيروت، ص 23.
[8] رأفت غنيمي (1981): “دور عمان في بناء حضارة شرق إفريقيا”،حصاد ندوة الدراسات العمانية، المجلد الثالث، مسقط، ص. ص 150- 151.
[9] سيد حامد حريز (1988): المؤثرات العربية في الثقافة السواحيلية في شرق إفريقيا، بيروت: دار الجيل، ص 15.
[10] المرجع نفسه، ص 20.
[11] عبد الرازق حسين حسن (1991): المسح اللغوي في الصومال، وتأثير اللغة العربية في اللغة الصومالية، الدوحة (قطر): الشركة الحديثة للطباعة، ص 24.
[12] فوزي محمد بارو (فوزان) (2019): تاريخ اللغة العربية في جمهورية الصومال، الرياض: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، ص. ص 2014- 216.
[13] عبد القادر غولني (مقابلة) صومالي- دكتوراة في العلوم السياسية، عبر الواتس، 11 يونيو 2023.
[14] عبد الرازق حسين حسن (1991): المسح اللغوي في الصومال، مرجع سابق، ص 26.
[15] المرجع نفسه، ص 25- 26.
[16] عبد القادر غولني (مقابلة) صومالي، مرجع سابق.
[17] عبد القادر غولني (مقابلة) صومالي، مرجع سابق
[18] عبد القادر غولني (مقابلة) صومالي، مرجع سابق. وانظر أيضا: فوزي محمد بارو (2023): “أثر اللغة العربية في اللغة الصومالية والعلاقة بين اللغتين”، متابعات إفريقية، إصدار: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، تحرير: محمد السبيطلي، العدد 34، ص. ص (62- 79)، ص. ص 70- 71.