أعلنت وزارة الدّفاع في الحكومة الفيدرالية الصومالية، عدم مشاركة قوات الدّفاع الوطني البورندية في عمليات البعثة الجديدة للاتّحاد الإفريقي في دعم وتحقيق الاستقرار في الصومال (أوصوم AUSSOM) التي تنطلق مع بداية العام المقبل 2025م.
ووفقا لبيان صادر عن وزارة الدّفاع الصومالية فإن الانسحاب البورندي من العملية الأفريقية الجديدة لحفظ السلام في الصومال يعود إلى اختلاف الآراء بين الصومال وبورندي حول تحديد عدد القوات البورندية المشاركة في هذه العملية، وعدم التوصل إلى تفاهم حولها مما أدى إلى إعلان الصومال صاحبة القرار الأخير في اختيار الدول المشاركة في هذه العملية، استبدال بورندي بدولة أخرى.
بدورها، أعلنت جمهورية بورندي عدم مشاركة قواتها في بعثة الاتحاد الإفريقي لدعم وتحقيق الاستقرار في الصومال (أوصوم)، حيث نشرت السفارة البورندية في أديس أبابا على حسابها في منصة (إكس/تويتر) سابقا، تغريدات تذكر فيها أن مندوب بورندي في الاتّحاد الإفريقي أبلغ -عبر مكالمة هاتفية- كلا من نظيره الجيبوتي السيد عبده محمود إيبي، الّذي يشغل حاليا منصب رئيس مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، والسفير بانكولي عدويي، مفوض الشؤون السياسية والسلمية والأمنية في الاتحاد الأفريقي، عدم مشاركة القوات البورندية في البعثة الجديدة لتعذر التوصل مع الصومال إلى تفاهم حول تحديد عدد القوات البورندية المشاركة في هذه العملية.
وكانت بورند من أوائل الدول التي استجابت لنداء الحكومة الفيدرالية الصومالية الانتقالية في 2007م، عندما طالبت بدعم عسكري، حيث شاركت في بعثتي الأميصوم والأتميس بقوات تزيد على 5 آلاف جندي، غير أنه حدّد لها هذه المرّة 2000 جندي فقط، حسبما تناقلته وسائل إعلام محلّية، الأمر الّذي لم ترحّب به بورندي.
استحضر كلا الطرفين -الصومال وبورندي- دور القوات البورندية وتضحياتها في مكافحة “الشباب”، فبينما اختتمت وزارة الدّفاع الصومالية في بيانها الآنف الذكر قولها: “إن الحكومة الفيدرالية الصومالية تقدر الدعم والتضامن من جمهورية بوروندي، وخاصة قوات الدفاع الوطني، لمساهمتها الرائعة في تحقيق السلام والأمن في الصومال. وسوف نظل مدينين لكم إلى الأبد لتضحياتكم على مر السنين“، يقول السيد أحمد معلم فقي، وزير الخارجية الصومالي، في تغريدة له على تويتر: “إننا نعرب عن تقديرنا العميق للقوات البورندية التابعة لأميصوم/أتميس، لتضحياتها في دعم أمن الصومال ونهضته ومحاربة الإرهاب. إن شجاعتهم محفورة في التاريخ، وسيظل الصومال ممتنًا إلى الأبد لإرثهم الدائم“، كما اعترف الاتحاد الإفريقي وبورندي من جهة هذه التّضحيات، حسب ما جاء في تغريدات السفارة البورندية في أديس أبابا حول هذا الموضوع.
وبهذا، تكون بورندي الدّولة الوحيدة المعلن رسميا -حتى الآن- انسحابها عن العملية الجديدة في الصومال، بينما تتضارب الأنباء حول مصير القوات الإثيوبية في الصومال، إذ إن الصومال طالبت قبل إعلان “أنقرة” سحب إثيوبيا من العملية الجديدة على خلفية مذكّرة التفاهم المثيرة للجدل والتي وقعها آبي أحمد مطلع العام الجاري 2024م، مع السيد موسى بيحي عبده رئيس إدارة صوماليلاند الانفصالية والتي بموجبها كان يحق لإثيوبيا الوصول إلى مساحات من الساحل الصومالي لأغراض عسكرية واقتصادية، الأمر الّذي رفضته الحكومة الفيدرالية الصومالية واعتبرته انتهاكا صارخا لسيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها.