إعادة تعيين الجنرال أذوا يوسف قائدا للجيش الصومالي .. الأسباب والأهداف

وافق مجلس الوزراء الصومالي البارحة على اقتراح وزارة الدّفاع في الحكومة الفيدرالية الصومالية حول إعادة تعيين الجنرال أذوا يوسف راغي، قائدا للجيش الوطني الصومالي، وخلفا للجنرال إبراهيم شيخ محي الدّين الّذي شغل هذا المنصب منذ يونيو_حزيران 2023م، عندما أقيل حينها الجنرال أذوا من هذا المنصب بقرار من المجلس الوزاري الصومالي نفسه.

ويأتي تعيين الجنرال أذوا يوسف راغي قائدا للجيش الصومالي للمرّة الثانية، وسط تعديلات في قيادة الجيش الصومالي وإعادة ترتيبه، إذ عُيّن قبل أيّام المدير السابق لمخابرات ولاية جوبالاند جنوب الصومال، الجنرال سهل عبدالله المعروف بخالد، قائدا للقوات البرية الصومالية.

كما يتزامن تعيين الجنرال أذوا يوسف راغي، مع وقت تشهد فيه البلاد، استعدادات لاستقبال البعثة الأفريقية الجديدة للسلام (أوصوم)، وللتحضير للانتخابات الولائية والمركزية التي يحيط بها الكثير من الجدل السياسي.

وفي الجانب العسكري والميداني، يأتي تعيين الجنرال أذوا، في ظل تراجع العمليات العسكرية المكثقة ضدّ “الشباب”، وهو الّذي اتّسم في فترة قيادته السابقة(2022 – 2023م)، بقيادة العمليات العسكرية التي أدت إلى استعادة الحكومة الفيدرالية الصومالية للعديد من المناطق الخاضعة للشباب لأكثر من 10 أعوام!

وهنا يرى بعض المتابعين والمحللين أن الحكومة الفيدرالية الصومالية، تهدف من وراء تعيين الجنرال أذوا يوسف راغي قائدا للجيش الصومالي، إلى تفعيل حربها على “الشباب” وبعث روح النضال في الجيش الّذي خاض معه على مدار عام حربا شرسة ضدّ حركة الشباب.

وعليه فإنّه إذا نجحت القوات الصومالية في طرد الشباب من مناطق جديدة في البلاد، فسيعزّز ذلك من مشروعها الدّاعي إلى إجراء انتخابات “صوت واحد لشخص واحد”، إذ الحجة الكبرى التي يوضع أمامها الآن هي عدم إمكانية إجراء هذه الانتخابات في كافة البلاد، بسبب وقوع بعضها في سيطرة الشباب، وباستعادة هذا المناطق تزول هذه الحجة مبدئيّا!

وبناء على ذلك، فإن هذا الهدف بحدّ ذاته، يعبّر عن الانقطاع الحاصل للعمليات العسكرية ضدّ الشباب، منذ إقالة الجنرال أذوا يوسف راغي في يونيو 2023م، ليكون بذلك سببا رئيسيا من الأسباب المحتملة لإعادة تعيينه وإقالة الجنرال إبراهيم شيخ محي الدّين الّذي قاد الجيش الصومالي في الفترة ما بين يونيو2023م – نوفمبر 2024م!

ويذهب فريق آخر من المحللين إلى أن إعادة تعيين الجنرال أذوا يوسف راغي، في هذه الظروف المعقّدة، لا يخلو من أهداف سياسية، خاصة أن الجنرال أذوا يوسف راغي، وجّهت إليه انتقادات إبان قيادته للجيش الصومالي في أواخر عهد فرماجو.

إن إعادة تعيين الجنرال أذوا يوسف راغي، لها دلالات أبرزها أنه رجل المرحلة الانتقالية، التي تتبادل فيها (أتميس) الأدوار مع (أوصوم)، إلى جانب الجهود الحثيثة للحكومة الفيدرالية الصومالية في وضع خطة الانتخابات المباشرة، فضلا عن كونه صاحب الميادين العسكرية الّذي حقّق نجاحات ملموسة ضدّ حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، أثناء الحرب الشاملة التي تشنها الحكومة الفيدرالية على الشباب منذ أغسطس 2023م.

زر الذهاب إلى الأعلى