بعد انسحاب أحمد مذوبي عن الاجتماع.. ما مصير اجتماعات المجلس الوطني الاستشاري وقراراته؟

وصل السيد أحمد محمد إسلام (أحمد مذوبي)، رئيس ولاية جوبالاند جنوب الصومال، اليوم الإثنين، إلى مدينة “كسمايو” حاضرة محافظة جوبا السفلى والعاصمة المؤقتة لولاية جوبالاند جنوب الصومال.

ويأتي وصول السيد أحمد مذوبي إلى مدينة “كسمايو”، بعد انسحابه ومقاطعته لاجتماعات المجلس الوطني الاستشاري الجارية في العاصمة الصومالية “مقديشو”، حسبما تناقلته وسائل إعلام مختلفة، غير أن البيان المقتضب الصادر عن رئاسة ولاية جوبالاند، أكّد فقط بوصول السيد أحمد مذوبي إلى كسمايو، دون ذكر لأسباب عودته إلى المدينة قبل إعلان انتهاء أعمال مؤتمر المجلس الوطني الاستشاري المنعقد في العاصمة “مقديشو”.

أسباب الانسحاب عن المؤتمر:

على الرّغم من أن الرئاسة الصومالية ورئاسة جوبالاند، لم تشيرا إلى أسباب عودة أحمد مذوبي إلى مدينة كسمايو، إلا أن مصادر مختلفة، أفادت بأن السيد أحمد مذوبي، عارض الخطة الحكومية الرّامية إلى إجراء انتخابات صوت واحد لشخص واحد، في جميع أنحاء البلاد، في موعد انتخابي يوحّد بين انتخابات المركز والولايات.

وتضيف الأنباء بأن أحمد مذوبي يحتج بعدم إمكانية إجراء هذه الانتخابات، وخاصة، في ظل غياب كل من ولاية بونتلاند وإدارة خاتمة الانتقالية، عن طاولة النقاشات المقررة لمصير البلاد، وبالتالي، فمن الضروري البحث عن توافق وإجماع سياسي يتم عبر إقناع بونتلاند الحضور إلى الاجتماعات التشاورية، وإلا فلا بد من إجراء الانتخابات غير المباشرة المعتادة، حتى يتم التوافق التام.

إشادة وترحيب بموقف أحمد مذوبي:

نال السيد أحمد مذوبي، رئيس ولاية جوبلاند، إشادة وترحيبا، من قوى سياسية، مختلفة، بسبب موقفه هذا، إذ قال السيد إلياس لوغوتور، نائب رئيس ولاية بونتلاند في حديثه لوسائل الإعلام: “نتابع عن كثب اجتماع المجلس الوطني الاستشاري في مقديشو، … أشيد بموقف رئيس جوبالاند، أحمد مذوبي، الرافض لغياب كل من بونتلاند وخاتمة، وهذا هو المطلوب من رؤساء الولايات الإقليمية الأخرى”، مضيفا بأن هناك حاجة إلى إجراء انتخابات الولايات الإقليمية في موعدها المحدّد والابتعاد عن تمديدها.

بدورهم، أشاد كلّ من السيد شريف شيخ أحمد، الرئيس الصومالي السابع، وحسن علي خيري، رئيس الوزراء الأسبق، والنائب عبدالرّحمن عبدالشكور ورسمي، في بيان مشترك، بالموقف الّذي اتّخذه السيد أحمد مذوبي، إزاء محاولات الحكومة الفيدرالية للتمديد الإداري بدعوى إجراء انتخابات صوت واحد لشخص واحد، داعين في الوقت ذاته، بقية رؤساء الولايات الإقليمية إلى اتخاذ موقف مثل موقف أحمد مذوبي، ورفض الخطط غير القانونية.

انسحاب أحمد مذوبي وتأثيراته على المجلس الوطني الاستشاري:

إن انسحاب أحمد مذوبي، من اجتماعات المجلس الوطني الاستشاري ومقاطعتها، تعدّ ضربة قوية موجّهة إلى مشروع الرئاسة الصومالية الهادف إلى إجراء انتخابات عامة ومباشرة متزامنة في جميع أنحاء البلاد، والّذي كان –أي المشروع- يفتقر أصلا إلى موافقة سياسية كاملة، كما سيعزّز هذا الانسحاب، في المقابل، الجهة المتخوّفة من محاولات التمديد بدعوى الإعداد لانتخابات عامة وموحّدة في ربوع البلاد، في الوقت الّذي لا تظهر لهذه الجهة –على الأقل- أيّ ملامح أو ظروف أمنية وسياسية واجتماعية، مهيّأة لهذا النوع من الانتخابات.

كذلك، من شأن انسحاب أحمد مذوبي عن الاجتماعات، أن يوسّع الهوة بين الحكومة الفيدرالية والولايات الإقليمية التي تشهد تدهورا ملحوظا، إذ سبق وأن أعلنت ولاية بونتلاند منذ فترة، وقف تعاونها مع الحكومة الفيدرالية، بينما يحيط غموض كبير حول طبيعة العلاقات بين الحكومة الفيدرالية وولاية جنوب غرب الصومال، التي شهدت في الآونة الأخيرة تراجعا وتدهورا، وصل في بعض الحالات إلى منع مسؤولين من السفر إلى هذه الولاية لأسباب سياسية.

إن اتساع هوّة الخلاف بين رؤساء الولايات الإقليمية وقادة الحكومة الفيدرالية، من شأنه أن يضعف قرارات المجلس الوطني الاستشاري، وأن لا يكون لها مفعول في الواقع السياسي، وبالتالي، يؤدّي ذلك إلى انهيار المجلس أو توقّف أنشطته ريثما تتّفق الأطراف وتتفاهم في القضايا العالقة، ما لم تتبع القوى السياسية نهجا جديدا جامعا، يقدم المصلحة الوطنية العامة على المصلحة الشخصية الخاصة.

زر الذهاب إلى الأعلى