يستضيف الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي، اليوم الأحد، أول لقاء علني ورسمي بين رئيس الصومال محمد عبد الله فرماجو ورئيس اقليم أرض الصومال موسى بيحي بحضور رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.
قال الرئيس اسماعيل عمر جيلي في تغريدة عبر حسابه على تويتر: “غداً في جيبوتي ، سأترأس اجتماعا بين الرئيس محمد عبد الله فارماجو والرئيس موسى بيحي لمتابعة جهود الوساطة بين الزعيمين”.
وأضاف أنه دعا رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد إلى حضور الإجتماع .
ومن جهتها رحبت رئاسة الصومال باللقاء المرتقب، في حين لم يصدر أي بيان رسمي من قبل إدارة أرض الصومال بخصوص الاجتماع.
وأوضح الناطق بإسم الرئيس الصومالي عبد النور محمد أن الرئيس فرماجو منفتح على جميع الجهود التي تؤدي إلى مفاوضات مثمرة مع أرض الصومال.
وأكد عبد النور أن اللقاء يتماشي مع نهج الرئيس فرماجو التصالحي ، ويعزز مواقفه إزاء ديمومة رابط الأخوة بين الصوماليين.
وساطة دولية محايدة
قال الرئيس موسى بيحي في وقت سابق إنه اتفق مع الرئيس فرماجو خلال لقاء أديس أبابا في فبراير الماضي على مواصلة المفاوضات وإنهاء القضايا عبر الطرق السلمية، لكنه أكد في الوقت ذاته على الحاجة إلى وساطة دولية محايدة.
جاء هذا التصريح في مقابلة مع إذاعة صوت أمريكا قسم الصومال في 6 من يونيو الجاري.
ولفت بيحي إلى أن الحكومة الإتحادية في مقديشو تمثل العقبة الرئيسية أمام حصول أرض الصومال على الاستقلال والإعتراف الدولي .
وقال إننا نواجه أكبر معركة من الحكومة في مقديشو ، التي تستخدم اعترافها ودعمها الدوليين لمحاربة أرض الصومال ، سواء كان ذلك عبر ضغط اقتصادي أو التحريض على العنف داخل الاقليم أو نشر حرب دعائية.
ضغوط إقليمية ودولية
وبحسب مراقبين تتعرض الصومال وأرض الصومال ضغوطا من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من أجل استئناف المحادثات بينهما التي ظلت متوقفه منذ عام 2015.
كما أن إثيوبيا تضغط بجانبها إلى التوصل إلى اتفاق بين الحكومة الصومالية وإدارة أرض الصومال مما يساعدها على حماية مصالحها في الصومال وخصوصا فيما يتعلق بمشروع ميناء بربرة الذي يعتبر مهما لمسعى إثيوبيا الاستراتيجي للوصول إلى البحر، واستضاف رئيس الوزراء الإثيوبي في فبراير الماضي ، أول اجتماع مباشر بين الرئيس فرماجو والرئيس موسى بيحي في العاصمة أديس أبابا والذي كسر حاجز الشك بين الطرفين.
الصومال منزعج من مشروع بربرة
أبدى الصومال انزعاجه من مشروع بربرة الذي يتوقع أن يحول أرض الصومال إلى مركز تجاري إقليمي، وحذر الرئيس فرماجو ، من دون ذكر أسماء ، الدول والشركات الأجنبية من “تجاوز الحدود والتشكيك في سيادة الصومال.”
وعلى الرغم من تعهد أبي أحمد باحترام سيادة الصومال بعد بضعة أشهر من توقيع اتفاقية ثلاثية بين أرض الصومال والإمارات وإثيوبيا بشأن مشروع بربرة الا أنه لم يبد أي إشارات دالة على استعداده للتخلي عن مشروع بربرة وخاصة في ظل العلاقة الباردة مع جيبوتي منذ تقاربه مع إريتريا الأمر الذي وضع علامة استفهام كبيرة على المنفذ البحري الرئيسي لإثيوبيا عبر جيبوتي.
في 1 يونيو ، افتتح رئيس أرض الصومال موسى بيحي رسميًا أول 12 كيلومترا من مشروع طريق بربرة الذي يربط إثيوبيا بميناء بربرة على خليج عدن. وأن هذا الطريق ضمن مشروع يشمل على توسعة الميناء وتطويرها لتنافس نظيراتها في منطقة القرن الإفريفي، ويمول المشروع شركة موانئ دبي بقيمة مالية تقدر بـ 442 مليار دولار أمريكي.
انتصار معنوي
الرئيس فرماجو مهتم بإستئناف المفاوضات مع أرض الصومال أملا في أن يخفف الضغط السياسي الذي تواجه حكومته في الأوانة الأخيرة من قبل المعارضة وبعض الحكومات الإقليمية، ويحقق انتصارا معنويا يساعده في إعادة إنتخابه.
لكن البعض يعتقد أن الرئيس فرماجو يجب أولا أن يقوم بترتيب البيت الداخلي قبل التفكير في إضافة عضو آخر إلى عائلته المتصدعة.
الإستقلال بحكم الواقع
يجب الإشارة إلى أن حسم قضية أرض الصومال أمر في غاية الصعوبة ولاسيما في هذه المرحلة التي لا تزال الأوضاع في جنوب الصومال غير مستقرة والحكومة في مقديشو ضعيفة، وأنه فيما يبدو سيضطر الإقليم إلى قبول الاستقلال بحكم الواقع وليس بحكم القانون على الأقل لفترة طويلة بحسب مراقبين.