انــواع النقــد {Laamaha faaf reebka sugaanta cuddoon }
النقد الأدبي عند الادباء والنقاد هو “فن دراسة الأعمال الأدبية ,دراسة تقوم على التحليل والشرح والتفسير,لتذوقها تذوقا صحيحا, والحكم لها أو عليها بموضوعية وإنصاف”
ويختلف متذوقو الأدب في نظرتهم للأعمال الأدبية وحكمهم عليها باختلاف الأسس التي يعتمدون عليها في نقدهم , والقواعد التي يتبعونها في إصدار الأحكام . ونتيجة لذلك نجد أنواعا مختلفة من النقد.
والنقد عند الأدباء والشعراء نقدان: فالاوّل: هو نقد القطعة من حيث لغتها وإعرابها وتأليفها ووزنها ، وهذا “نقد علمي” ولذلك نأخد أمثلة شعرية صومالية لكي يتوسع الفكر عند الناقد الصومالي بشعره وأدبيه .
Adduunyadu waa dharaar
Dhaahuyuhu ay daawadaan
Kolkaa lagu wada socdee
Dhammaan lagu wada socdee
فهذه قطعة أدبية فيها أخطاء من جهة الوزن والقافية وصلق الكلمات ، فحرف القافية في الأبيات السابقة هو ” حرف الطاء ” أو “dh” باللغة الصومالية ففي البيت الثالث من القصيد إنحراف شعري في القافية أو الوزن الأدبي ” sargoyn” ففي حرف زائد وهو “الكاف”ولهذا وقع الخبن الفادح ،والخلل الأدبي ،والتناقض الفاحش لأن حرف ” الكاف “يشوه القافية ويصبح البيت منكسرا ومنعرجا في الوزن والقافية ، ولو بدلنا حرف الطاء بالكاف السالف لصار البيت صحيحا وقلنا كلمة ” dhammaan ” لأنها مبدءة بالطاء وهو الحرف القافيــة .
أما الثاني فهو: نقد القطعة من حيث جمالها واسلوبها وأثرها في نفس قارئها وهو “نقد فنّيفلو ذهبنا النقد من هذا المجال لكثر الكلام والحديث فيه ، ولضاق المقام وجفت الأقلام ، ولكن نأخد شعبة من الأمثلة الشعرية _قديما وحديثا_ فها هو الشاعر المخضرم جامع كديي”jaamac kediye ” من أصول قبيلة طلمهنته”dhul-mahaynte” القاطنة من مدينة لاسعانود يهجو الى قبيلة “أسحاق” isaaq” وقد القى قصيدة حربية أو ملحمة شعرية تجاه أبناء إسحاق يتعدد فيها من ألوان الحرب الأهلي والعذاب القبلي ، والسموم القبلية الشعناء .وجاء فيها هذا البيت الخبيث المنحرف البعيد عن الحكم وأسرار الأدب الصومالي القديم. Ma caruusad baan ahay mar kaan culayo weelkooda. وردت في البيت كملة “عروسة ” وهي عربية مع أنها كلمة مستخذمة في اللغة الصومالية نفس المعنى الأول “العروسة” والعروسة عند العرف والتقاليد الصومالية لا تخذم عن تفضل ولا عن أي عمل ما، بل يخذم لها خاصة في أيام العرس والعسل .
فييم الشاعر معنى هذا البيت ويقول ” هل أنا عروسة عندما أقوم بخذمتهم ، لأن صاحب الحاجة يقوم بحاجته ، أجل صاحب الحاجة يقوم بحاجته ، وهل العروسة تقوم بحاجة الآخرين وهي لم تقم أبدا خذمة في بيتها عند العرف الصومالي ،ولهذا نقول : إن في البيت فساد وإنحراف أبي من جهة المعنى وما توحيي اليه المعاني الأدبية الفخارة ،وكذلك عار في صناعة المعاني.
الأمثلة الأدبية التي نستدلها من هذا المكان الزاخر كثيرةجدا، خاصة في فن النقد الأدبي ، وهو فن جديد عند الأدباء ،وعلم مولود غير شاذن ، يعد الشاعر الجليل علي علم “Afyarae” من أبلغ الشعراء وأفصح الأدباء مع أنه إنزلق ووقع أخطاء أدبية غير مسموحة ، مع قدر جلالته الشعريةوالادبية ، من المعلوم إنه كان أديب الثورة “Abwaan”وشاعر الحكومة “Gabayaa” الصومالية المركزية
ينتسب الشاعر من أصول قبيلة مجيرتينيا _عثمان محمود_ القاطنة في مدينة قرطو المشهودة بالكرم والفحاوة ، إنها مدينة المملكة _دارود_حيث نشأ الشاعر وترعرع فيها ، بل تدرب من حصونها الأدبية التاريخية _ وفي أيام الحكومة الصومالية المركزية_ رأى الشاعر أعمالا غير حسنة ، ينكرها العقل السليم ، ويرفضها البرهان الراجح ، حيث كثر الفسق والعصيان في عاصمة الصومال -مقديشو- فبرزن الكاسيات العريات أمام الأنام ليلا ونهارا ، ورفرف علم الفسق في بيوت الدعارة .
فهجم الأديب شعره وقصائده الفريدة خطورة هذا الفسق ، وقال ما قال ، الى أن قال: هذا البيت :
iyadoo Gumaar yuuban haddey ceeb la’ goloslayso وفي البيت كلمة تشج العرف والتقاليد الصومالية ،وهي: iyadoo gumaar yuuban أي أنها حاملة ثقيلة الطبن الفاحش ، وخاصرتها عارية من الحشم والحياء ، نعم! اليس من العيب أن يشير الأديب الصومالي بطن الفيتيان ، أليس من العار أن ينطق الشاعر الصومالي مثل هذا الكلمات .
لا اقصد هذا التحليل بنقد الشعراء والأدباء بل أريد أن أوضح ما كان مدفونا في دواوين الشعر الصومالي ،لأن النقد الأدبي في عذا العصر علم يحتاج ، ولا يستغني شاعر وأديب من الشعراء و الأدباء ، لذلك ينبغي للشعراء _الصومال _تذقيق هذا الفن ، وتحصيله بالعلم الحقيقي ، وإخراجه من الظلمات الحالكة الى أنوار العلوم الراقية حتى يستوى المعوج .