تشهد هذه الليلة، ولاية جلمدغ وسط الصومال حالة من الترقب الشديد بعد اعلان تنظيم أهل السنة والجماعة عن انهيار اتفاقها مع الحكومة الاتحادية ويحبس السكان أنفاسهم في انتظار ما ستحمل لهم الأيام المقبلة، ويبدي كثيرون مخاوفهم من تدهور الأوضاع وحدوث تطورات خطيرة تقود الإقليم نحو مصير مجهول في ظل وجود مؤشرات دالة على صعوبة التوصل إلى أتفاق شامل تتمثل في:
- اتساع رقعة الخلافات بين الحكومة الاتحادية التي يراودها الأمل في السيطرة على زمام المبادرة والتحكم في مسار القرار السياسي للولاية وتنظيم أهل السنة والجماعة الذي يخوض معركة سياسية شرسة من أجل البقاء رقما صعبا في المعادلة الوطنية من المستحيل تجاوزه .
- نقل حكومة خيري عشرات من الجنود والأسلحة والعتاد العسكري جوا إلى مدينة طوسمريب وسيطرتها على المطار وعدد من المواقع الاستراتيجية في المدينة التي ستختضن مؤتمر المصالحة وعملية انتخاب إدارة جديدة للولاية تمهيدا لتولي مسؤولية أمنها.
- إعلان قيادة أهل السنة والجماعة انهيار الاتفاق بين التنظيم والحكومة الاتحادية حول وضعية المدينة ومستقبل العملية السياسية في ولاية جلمدغ في بيان صادر اليوم الثلاثاء.
- تحركات عسكرية تقوم بها جماعة أهل السنة والجماعات لنقل آليات عسكرية وعشرات من قواتها من مناطق مختلفة من إقليم جلمدغ ودفعها إلى مدينة طوسمريب التي تشكل منذ سنوات أكبر معاقل تنظيم أهل والسنة والجماعة .
- منع آليات وجنود من القوات الجيبوتية العاملة ضمن قوة بعثة الاتحاد الافريقي لحفظ السلام ومقرها في مدينة بلدوين عاصمة إقليم هيران من دخول مدينة طوسمريب من قبل قوات تابعة لتنظيم أهل السنة والجماعة المتمركزة في مدينة “متبان ” الوقعة بين بلديون وطوسمريب.
والجدير بالإشارة إلى أن مجمل تلك الاحداث تشير إلى أن الحكومة الاتحادية تقترب من ازاحة تنظيم هل السنة والجماعة من المشهد السياسي في ولاية جلمدغ بعد حصولها على ضوء أخضر من قوات بعثة الاتحاد الافريقي وخاصة القوات الإثيوبية والجيبوتية في مسعى حثيث نحو التفرد بتقرير مصير الولاية وتشكيل حكومة موالية لها، بيد أن هذا النجاح يراها البعض جولة من جولات صراع قد تقبل ولاية جملدغ في قادم الأيام لما يتحكم العقل ولم يجنح الجميع إلى السلم.