لا تتمتعحركة الشباب بقوة عسكرية أو أمنية كبيرة، الا أنها تستغل من ضعف الطرف المقابل، وتملك شبكة استخبارية معقدة تتحلى بموصفات في غاية الأهمية ، فهي تتمتع بنفس طويل وأنها ليست على عجلة من أمرها، قد تخطط وتجهز لضرب هدف واحد لسنوات وقد تنتظر صابرة من أجل تنفيذ تلك الخطة لسنوات الأخرى رجاء أن يحدث خلطا في الأوراق وسيلا من الانتقادات وضغوطا هائلا قد تجبر المؤسسات الأمنية أو الاجتماعية على التخلي عن بعض مسؤولياتها أو واجباتها أو تزرع في نفس المسؤولين حالة خطيرة من الشك واليأس والتخبط وهذا الأمر كان واضحا عندما تم استهداف مقر بلدية مقديشو.
لكن في المقابل يعاني قطاعات الأمن الصومالية عدة مشاكل تسهل عناصر حركة الشباب اختراق الدفاعات الأمنية للمنشآت الحكومية كالذي وقع في 24 من يوليو الجاري في بلدية مقديشو وأودى بسقوط عشرات من القتلى والجرحى من مسؤولي البلدية بينهم عمدة مقديشو ورئيس بلديتها عبد الرحمن يريسو، وأن تلك المشاكل هي التي توصلنا إلى معرفة السر وراء استمرار التفجيرات والهجمات الانتحارية في الصومال والعاصمة مقديشو رغم كل الاجراءات الأمنية المتعبة للحد من خطر الجماعات الاسلامية المتشددة.
أولا: إهمال الأمن الفردي
لا يهتم المسؤولون الأمنين بأدبيات الأمن القومي الحديث والذي يعطي اهتماما كبيرا بثقافة العاملين في السلك الأمني ومتطلباتهم واشباع احتياجاتهم الأمنية والمادية، فالعاملين في المقرات الأمنية عند انتهاء دوام العمل كل يذهب إلى منزله دون مراقبة أحد ودون حماية من أحد وهذا الأمر يعرض الشخص لخطر الوقوع إلى استفزازات وتهديدات الجماعات المسلحة وأن يتم تجنديه من قبلها.
ثانيا: غياب الانضباط والالتزام
يفتقر المسؤولون في الحكومة الاتحادية سواء السياسية أو الامنية منها إلى قدر من الاتزان الانفعالي واليقظة المطلوبة والانضباط والالتزام والقدرة على تحكم الغرائز فأن كثيرا منهم لم يتمرسوا بالمسؤوليات الحكومية الأمنية ولم يتكيفوا معها وتجده غالبا غير منضبطين مثرثرين ما يعطي المتربصين فرصة نادرة للاختراق والوصول إلى الأهداف بكل سهولة ويسر.
ثالثا: “سكرة” الانتصار
تعوّد المسؤول الصومالي على استعراض العضلات في أوقات الحوادث، والادعاء بالنصر الوهمي غير أن التراخي ينتابه في أوقات الهدوء وينسى كثيرا من الأعمال اليومية التي تحتاج إلى متابعة دقيقة ولذلك فالجماعات المسلحة تستفيد من هذه الخلل وأنها احيانا تستدرج الحكومة والأجهزة الأمنية إلى الادعاء بإنجازات صورية فتعطي قدرا من الانتصار من خلال خفض عملياتها ما يوفر لها نشوة الانتصار ويدفعها نحو الخمول وتقليل مخاطر العدو. لو كانت هناك متابعات يومية دقيقة لأعمال بلدية مقديشو لتم اكتشاف نقاط الضعف ومواطن الخلل التي استغلها منفذ التفجير الانتحاري في اعداد وتنفيذها مخططاته قبل الحادثة دون الكشف عنها.
رابعا: مشكلة النوايا الطيبة
لدى المسؤولين الأمنيين نويا طيبة وثقة مفرطة تجاه بعض الاشخاص نظرا لدورهم وتفانيهم في العمل وقربهم من المسؤولين أو لوضعيتهم الخاص، وغالبا ترى المسؤولين الأمنين يتساهلون مع الأشخاص المقربين من المسؤولين الكبار والأصحاب ذوي الشأن الخاصة وحاملي البطاقات والهوية الحكومية والأمنية الرفيعة ويسمحون لهم بما لا يقبلون من الأشخاص الآخرين.