من الصعب أن تنجح الخطة التي أعلنها الرئيس محمد عبد الله فرماجو لإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد، ولا يمكن أن تحقق حالة الطوارئ ، وتقديم عفو لعناصر الشباب ودعوتهم للاستسلام وإلقاء السلاح، نتائج ملموسة ما لم تشمل الخطة جوانب تجاهلتها الحكومات السابقة وهي جوانب ضرورية لإنهاء تمرد الحركات الاسلامية المتشددة، وكذلك التغييرات التي شهدتها في قيادات العليا للأجهزة الأمنية المختلفة وحدها لا تكفي، ما لم تتبع خطوات إضافية أخرى تستهدف هذه المرة رأس الأفعى وتقطع الحبل السري بين المشددين ورجالاتهم في أجهزة الدولة، واستئصال الرئة ألتي يتنفسون من خلالها .
أعلن رئيس الجمهورية محمد عبد الله، يوم الخميس الماضي الحرب على تنظيم الشباب المسلح، وعين قيادات جديدة للجيش، والشرطة، والاستخبارات وبلدية مقديشو.
أقال الرئيس رئيس جهاز المخابرات اللواء عبد الله غافو من منصبه وعين بدلا عنه عبد الله محمد علي سنبلولشي، في حين عين اللواء أحمد محمد جمعالي عرفيد قائدا جديدا للجيش، واللواء عبد الله علي عانود رئيسا للأركان.
كما قرر الرئيس إعفاء القائد العام لقوات الشرطة محمد شيخ حامد من منصبه ليحل محله عبد الحكيم ساعد .
وقدم الرئيس فارماجو أيضا عفوا مدته 60 يوما لعناصر تنظيم الشباب ليسلموا خلالها انفسهم وأسلحتهم، متعهدا لهم بالتأهيل واتاحة لهم فرص التعليم والتوظيف.
وبحسب مسؤولين في الحكومة فإن هذه الخطوات تأتي في إطار حظة حاسمة تشارك فيها جميع أجهزة الدولة والشعب لتصعيد الحرب على تنظيم الشباب الذي قام في الآونة الأخيرة بتنفيذ سلسلة هجمات انتحارية على مواقع حكومية ومدينة في مقديشو، وكان آخرها انفجار سيارة مفخخة كان يقودها انتحاري بالقرب من وزارتي الشباب والرياضة والأمن ما أدى إلى مصرع سبعة أشخاص على الأقل وجرح عدد آخرون من بينهم طلاب في مدرسة ياسين عثمان التي تقع ايضا بالقرب من موقع الانفجار في مديرية بونطيري بمقديشو.
يمكن القول إن الإجراءات الجديدة تهدف إلى تعزيز المكاسب التي حققتها بعثة الأمم المتحدة في الصومال والقوات الصومالية، وفيما يبدو أنها تتماشى كذلك مع خطة الحكومة الأمريكية التي أعلنت أجزاء من الصومال “منطقة أعمال قتالية نشطة” لمدة لا تقل عن 180 يوما بعد حصول الجيش الأمريكي تفوضا لشن هجوم أوسع ضد تنظيم الشباب في الصومال.
على الرغم من أهمية هذه الجهود، ففرص نجاحها ضئيلة ؛ لأنها تفتقد عوامل أساسية لتحقيق انتصار غير وهمي وهذه العوامل تتمثل في انهاء الصراع العشائري، وإجراء مصالحة شاملة بين القبائل في مناطق التماس مع تنظيم الشباب، والاستعانة بأبنائها في الحرب ، وتشكيل الإدارات المحلية في الأقاليم التي أنهكتها الصراعات القبلية بالإضافة إلي تغيير القيادات الوسطى للقوات الأمنية ولاسيما التي تعمل في الخطوط المواجهة مع الاسلاميين المتشددين والمتهمة بإثارة الفتن القبلية .