لا أحد في جيبوتي يهمه أمر القطع الأثرية التاريخية …ففي مدخل مطار جيبوتي طالت يد الإهمال المنصة التي تحمل هيكل أول طائرة تهبط في الأراضي الجيبوتية عام 1932م ويرى كل زائر كيف تآكلت سطوحها وأنسجتها المعدنية المعرضة للجو بسبب تراكم مخلفات الطيور البحرية التي تغلغلت في هياكلها الخشبية وأحدثت تلفا وخدوشا قبيحة المنظر في أنابيبها الفولاية.
والطائرة التي أراد الفرنسيون إكرامها وحفظ هيكلها على هذه المنصة لتتمم زيارتها هي إحدى الطائرات الأربعة من طراز (potez 630) التي أنقذت مدينة جيبوتي من الدمار في الحرب العالمية الثانية.
ففي عام 1941م تمكن الذراع الجوي الإيطالي من توجيه ضربات جوية خاطفة لأهداف عسكرية في مدينة جيبوتي ولكن هذه الطائرة وبمساعدة من القوات الجوية البريطانية هي التي أحبطت الجهود الإيطالية الرامية إحراز نصر سريع في جيبوتي وأسهمت في إيقاف تقدم القوات الإيطالية التي كانت قد نجحت في الإستيلاء على مدينة علي صبيح وأنشأت لنفسها حصونا منيعة عند مدخل المدينة.
وعندما تأزم الوضع في جيبوتي عام 1942م وتعرضت البلاد للحصار البحري وفقدت القوات الفرنسية المنهكة عسكريا الإتصال مع القيادة المركزية في فرنسا كانت هذه التشكيلة من الطائرات هي التي تتسلل جوا الى مدينة عدن لتزويد مدينة جيبوتي ما يلزمها من الوقود.
ندعو لانقاذ هده الطائرة من الإهمال والتعرض للتلف… إن لم يكن لسبب آخر فلأنها على الأقل
أول جسم معدني يراه أهلنا وهو يحلق في السماء !