معنى الإسرائليات:
الإسرائيليات هي كل ما رُوي عن بني إسرائيل من كتبهم أو عن علمائهم .
وهي نسبة إلى ” إسرائيل ” وتعني في العبرية: عبد الله , أو صفوة الله، قد يُراد بالإسرائيليات أعم ممّا يُذكر عن اليهود، كأخبار النصارى , أو ما يورد عمّن يطعنون في الإسلام, أو ما يكون من قبيل الموضوعات في التفسير .
والمقصود في هذا البحث بمصطلح ” الإسرائيليات ” كلِّ دخيلٍ في التفسير.
لقد تعرض التراث الإسلامي بوجه عام إلى الدسّ والتحريف والزيادة كما كشفت عن ذلك عديد من الدراسات الحديثة. ولم تسلم من ذلك تفاسير القرآن الكريم، والأحاديث التي تنسب إلى سيد الأولين والآخرين والتي منها الآلاف بين معلول سندا ومتنا وموضوعاً.
وقد خرجت الدراسات الحديثة التي قام بها الباحثون بنتائج مرعبة مما حشيت به كتب التفاسير.
فقد كتب الباحث المصري الأستاذ محمد عبد الخالق في مجلة الأهرام العربي المصرية بحثا تحت عنوان:
هل نلقي كتب التفاسير في البحر أم يستمر صمت الأزهر والعلماء إزاء سرطان الإسرائليات في تفاسير القرآن؟ جاء فيه:
في منتصف الستينيات كلف الشيخ عبد الحليم محمود الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد أبو شهبة، أستاذ علوم القرآن والحديث في جامعة الأزهر بتأليف كتاب حول الإسرائيليات في تفاسير القرآن الكريم. وفي أول مارس 1971م انتهى أبوشهبة من أول كتاب إسلامي يتعرض للإسرائيليات المدسوسة على الإسلام منذ نحو أربعة عشر قرنا من الزمان لكنه لم يكمل فكان كمن ألقى حجرا في المياه الراكدة.
حاول علماء آخرون مع الشيخ جاد الحق إكمال الموضوع لكنه رأى الأمر مكلفا للغاية.
شكل المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية لجنة لإعادة فحص التفاسير القديمة، وقد قرر أن تكون البداية بالتفسير النفسى ثم توقف عمل اللجنة.
ورصدت باحثة في جامعة القاهرة 2500 رواية إسرائلية في تفسير الإمام الطبري، ونشرت وزارة الأقاف تلك الدراسة في كتاب جديد.
ينما نال باحث في كلية أصول الدين عن الإسرائليات في تفسير الإمام السيوطي درجة الدكتوراة في جامعة الأزهر فرع أسيوط بعنوان ( الدخيل في تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي) ووضع يده على كثير من الإسرائيليات.
وفي كلية دار العلوم في جامعة القاهرة نالت الدكتورة آمال ربيع درجة الدكتورة عن دارسة بعنوان: الإسرائليات في تفسير الطبري) أشرف عليها الدكتور عبد الصبور شاهين ووضعت يدها على 2500 نصا مشكوكا فيها.
وعن أسباب اختيارها لتفسير الطبري على وجه التحديد تقول آمال:
إن ذلك يرجع إلى أنه أكثر التفاسير المتداولة لدى المسلمين، كما أن الطبري كتب تاريخ الملوك والمماليك، ويغلب على كتبه وصف المؤرخ ولأن أكثر الإسرائيليات المدسوسة على الإسلام هي: قصص وتاريخ الأنبياء ونشوء الخلق فكان تفسير الطبري هو أفضل كتب التفاسير للبحث فيها…..
وعن أسباب الطرح تقول آمال: علماء المسلمين متفقون على وجود تلك الإسرائيليات وخطورتها على العقل والفكر، وخاصة أنها أصبحت أداة لضرب الإسلام، وباتت هناك تحديات كبيرة تعرض على علماء الأمة الإسلامية ضرورة التكاتف لتخليص الفكر والعقل الإسلامي ماشابه من شوائب، وأن هذه الخرافات أصبحت من ثوابت الدين….
ومن جديد نتساءل لماذا ترك علماؤنا الإسرائيليات في تراثنا لمدة أربعة عشر قرنا؟ وما المانع لمجمع العلماء أن يقوم بتنقية تلك التفاسير؟ فلماذا التناسي مع أن الموضوع من أهم الموضوعات التي تناط بلجنة في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي هو مؤهل بإمكاناته وأعضائه لهذ الأمر