سنة الله في الكون لا تتغير ولا تتبدل
فالاجتماع والوحدة والتعاون في مختلف مناحي الحياة سبب لبقاء الأمم ووجودها وتطورها، والاختلاف والتفرق والتشرذم والتنازع والأنانية سبب لفشل الأمم وذهاب دولها وضعف قوتها، ومصداق ذلك قوله تعالى: ( … ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم …)
وقال تعالى: … (فلن تجد لسنَة الله تبديلا ولن تجد لسنَة الله تحوبلا)
فالأمة الصومالية كانت أمة موحدة ومتماسكة ومتعاونة، وكان لها حكومة قوية تحمي البلاد من التدخل الأجنبي أيا كان نوعه، وكانت مرهوبة الجانب يحسب لها ألف حساب من دول الجور ومن دول العالم أجمع.
سعى إلى حتفه بظلفه:
فالمجتمع الصومالي بتناحره القبلي وتعصبه الجهوي وجهله بسنن الله في الخلق والكون أسقط دولته وهجر سكان بلاده وحطم حدود دولته معنويا وماديا، فصارت البلاد وما عليها كلأ مباحا لكل نهم ومرتعا خصبا لكل باغ وعاد.
القوات الدولية:
فالقوات الدولية لتدخل البلاد وحفظ الأمن أو إيجاد الأمن – حسب عرف الدولي – مشهورة عالميا بانتهاك حقوق البشر من: زهق الأرواح وهتك الأعراض ونهب الممتلكات وإذلال الشعوب.
القوات الإفريقية في الصومال:
فالقوات الإفريقية في الصومال والتي تختصر اسمها ( بأميصوم) دأبها مثل مثيلاتها في العالم من: قتل البشر وانتهاك الحرمات وهدم الممتلكات وإذلال الشعب الصومالي المغلوب على أمره.
الحدث الأخير في مدينة مركا عاصمة شبيلى السفلى:
قتلت القوات الإفريقية المتمركزة في مدينة مركا الساحلية عشرات من الصوماليين، بدون سبب ولا بحث جنائي، وكان يقتلون الأفراد في بيوتهم ومساجدهم وشوارعهم عشوائيا، ولم يحترموا حرمة المساجد – وقتلوا مؤذنا مشهورا في البلد- ولا حرمة البيوت ولم يفرقوا بين شيخ وشاب ولا بين الرجال والنساء.
الأسباب:
1-عدم رقيب ولا حسيب:
فالقوات الإفريقية( إميصوم) قتلت النفوس وهتكت الأعراض ودمرت الممتلكات، ولم تلق أي مسائلة ولا استجواب وحتى ولا توقيف من الحكومة الحالية، فصار الاعتداء من شيمهم وطبيعتهم المتكررة.
2- الثأر من الشعب الأعزل:
فالقوات الإفريقية ( أميصوم) على معركة كرّ وفرّ مع حركة الشباب فيقتل بعض إفرادها ويجرحون، فينتقمون من الشعب الأعزل قتلا وتجريحا وتهجيراً، وعند ما يسأل لما ذا قتلتم الشعب الأعزل؟ الإجابة جاهزة هم: من أعضاء من حركة الشباب.
التداعيات للإعتداآت المتكررة:
1- ثورة شعبية عارمة دفاعا عن النفس والأعراض والحرمات، لذا هبَ سكان مدينة مركا عند ما قتلت قوات أميصوم عشرات من الشعب ومن بينهم مؤذن مسجد مشهور، وجابوا شوارع المدينة معبرين عن امتعاضهم لفعلة القوات الإجرامية.
2- الشعور العام لدى الشعب الصومالي بضعف الحكومة الحالية التي لا تستطيع مسائلة القوات الإفريقية لقتلها الشعب الأعزل، فضلا عن محاكمة الجناة وتنفيذ العدالة المطلوبة.
وأخيرا:
1- يرجى من الحكومة الحالية أن تضطلع بدورها المنوط على عاتقها، وأن تقوم ببحث الجناة وتعقبهم وتقبضهم وتوقفهم أمام المحاكم وتنفذ عليهم حكم العدل، وإن لم تستطع فعل ذلك فعليها أن تقوم- على الأقل- أضعف درجات سلوك الدول: الشجب والإنكار والتنديد؟
2- يرجى من الشعب الصومالي لملمة صفه وتوحيد كلمته وتقوية آواصره، ومصالحة نفسه بنفسه وإنقاذ بلاده، والسعي الجاد عن الاستغناء عن القوات الأجنبية، وصدق من قال:
ما حكّ جلدك مثل ظفرك فتولَ أنت جمع شئونك
وقبل كل شيء الاستعانة بالله والتوكل عليه.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
الاستاذ/ محمود شيخ أحمد حسن