تدخل مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى القمة الافريقية مع انطلاقها غدا الجمعة برصيد كبير فى عمليات حفظ السلام بمناطق القارة الافريقية.
وتعد مصر من أكبر الدول المساهمة بقوات في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام حيث تشارك حالياً بنحو ٢٦١٣ فرداً في البعثات الأممية المنتشرة فى عدة مناطق ودول بالقارة السمراء وذلك فى اطار استمرار الدور المصري في دعم الأمن والاستقرار داخل القارة الأفريقية.
وتسهم مصر بهذا العدد من ضباطها والخبراء العسكريين فى كل من بعثة الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء فى الصحراء الغربية “مينورسو” ، وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهوريو افريقيا الوسطى “مينوسكا” ، وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي “مينوسما”، والبعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور “يوناميد”، وبعثة الامم المتحدة فى ليبيريا “يونميل”، وبعثة الامم المتحدة بجنوب السودان “يونميس”، بالاضافة الى بعثة الامم المتحدة فى كوت ديفوار “يونوسى”.
ويشير موفد وكالة انباء الشرق الاوسط للقمة الافريقية الى ان القيادة العامة للقوات المسلحة تحرص على الإعداد المتميز للعناصر المشاركة فى هذه البعثات وتجهيزها إداريا وفنيا وتدريبيا وفقا لأعلى المستويات، لأداء دورها الإنساني في دعم الأشقاء بدول القارة الأفريقية.
ويقوم مركز القاهرة الإقليمي للتدريب على فض المنازعات وحفظ السلام في أفريقيا التابع لوزارة الخارجية بدور كبير ايضا فى مهام التدريب على حفظ السلام والاستقرار فى ربوع القارة، حيث شهد المركز خلال العام المنصرم نقلة نوعية سواء من حيث عدد الأنشطة التي ينظمها، والتي بلغت خلال العام المنصرم 24 دورة تدريبية شارك فيها 578 متدرباً من 30 دولة أفريقية بزيادة تقدر بحوالي 120% عن العام الاسبق، أو من حيث تنوع مجالات التدريب.
وبالإضافة للمجالات التقليدية لعمل المركز مثل حفظ وبناء السلام وإدارة وفض المنازعات، تناولت الأنشطة التدريبية للمركز هذا العام موضوعات مثل إدارة الأزمات، ومكافحة الاتجار في البشر، ومكافحة تهريب الأسلحة الصغيرة والخفيفة، والإدارة المتكاملة للحدود، فضلاً عن الدورات التي عقدها المركز في مجال الإعلام والنزاع، والتي تم من خلالها تدريب الصحفيين المصريين والأفارقة على مهارات التغطية المهنية للنزاعات.
كما نظم المركز دورة في مجال إدارة الأزمات للتعامل مع انتشار وباء الايبولا، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الهجرة الدولية، بالإضافة إلى ذلك، تم الارتقاء بأنشطة المركز من مجرد توفير الدورات التدريبية إلى القيام بدور داعم لأنشطة تسوية المنازعات وحفظ السلام، ومثال ذلك استضافة الاجتماع الأول لملتقى القبائل الليبية، بالتعاون مع لجنة المصالحة الليبية، وتسهيل الحوار بين المجتمعين، فضلاً عن النشاط البحثي.
وحافظ المركز على وضعيته المميزة في الاتحاد الإفريقي باعتباره أحد مراكز التميز في التدريب المعتمدة من الاتحاد.. وقد شهدت علاقات المركز بالاتحاد مرحلتين هامتين خلال الفترة الماضية، كان أولهما نجاح المركز في كسر تعليق عضوية مصر لدى الاتحاد في أعقاب ثورة 30 يونيو، وذلك بتنظيم برامج تدريبية لمهام حفظ السلام التابعة له، وعلى رأسها بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال “أميسوم”. أما ثانيهما، فجاءت بعد استئناف مصر لعضويتها في الاتحاد، فقد عمل المركز على تعزيز علاقاته بمفوضية الاتحاد وتوج ذلك باستضافة أهم دورة تدريبية ينظمها الاتحاد سنوياً، وهي دورة تدريب قادة المهام الأفريقية لحفظ السلام، وذلك في أكتوبر 2014 في القاهرة.
كما عقد المركز عدة دورات تدريبية مشتركة مع كبريات المنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، والمنظمة الدولية للهجرة، ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحوث، فضلاً عن التوصل إلى مذكرة تفاهم مع المعهد الأمريكي للسلام – أحد أهم المراكز العالمية في مجال حفظ السلام وتسوية المنازعات.
وتقديراً لخبرات المركز والتدريبات المتميزة التي يقدمها، تلقى المركز العديد من الطلبات من جهات حكومية وغير حكومية في العديد من الدول العربية والإفريقية الشقيقة لتنفيذ برامج تدريبية. وتعمل مصر بالتوازي لدعم جهود الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية لتأمين تحقيق السلام في عدد من مناطق النزاعات الممتدة في مناطق أفريقيا وغيرها من المناطق