قال جينو ثيوفلو ممثل منظمة اوكسفام العالمية للاغاثة و الانشطة الانسانية فى الصومال من ان 50 الف طفل صومالى هم الان على اعتباب الهلاك جوعا بسبب ازمة غذائية طاحنة توشك الصومال ان تقع فيها ولا تقل ضراوتها عن كارثة الجوع الذى شهدها هذا البلد الافريقى فى العام 2011 عندما اعلنت الامم المتحدة فى يوليو من هذا العام ان الصومال فى حالة ” مجاعة ” فقد 260 الف من اطفاله حياتهم على اثرها ، و اشار ثيوفلو فى مؤتمر صحفى ان 22 وكالة اغاثية دولية و اقليمية تعمل تحت مظلة اوكسفام لتنسيق جهود تستهدف المباعدة بين الصومال و بين التردى فى كارثة من هذا النوع الخطير ، و اشار الى ان منطقة القرن الافريقى بكاملها ليست بعيدة عن تداعيات تلك الكارثة حيث جف الزرع و الضرع فى اقاليم عديدة فى الاقليم ليبدأ انتاجه المحصولى و الحيوانى فى التدهور .
و اشار مسئول اوكسفام الى انه مما يفاقم من اثار الكارثة الانسانية فى الصومال نزوح 1,1 مليونا من المزارعين عن قراهم بسبب الاشتباكات الدامية فيها و عجزهم عن انتاج الغذاء فباتوا اسرى قوافل الاغاثة التى عادة ما تنهبها الميليشيات المسلحة للاستيلاء على ما فيها .
و تعانى الصومال من اضطرابات امنية و تفكك فى اجهزة الدولة بسبب الحرب الاهلية طيلة الاعوام الثلاثة و العشرون الماضية وهو الوضع الذى فاقمت من مأسويته موجات جفاف حاد شهدتها البلاد ، ووفقا لتقديران برنامج الغذاء العالمى فان ما يربو على 9ر2 مليون صومالى – يشكلون ثلث الشعب الصومالى – يحتاجون حاليا الى مساعدات غذائية و انسانية عاجلة وقد فاقم موسم الجفاف الذى بدأ مبكرا فى نوفمبر من العام الماضى من محنتهم التى لا تزال فى تصاعد ، كما لم تغيثهم السماء بأمطار مارس من كل عام فى 2014 مما جعله عاما ضنكا عليهم وبخاصة مناطق جنوب الصومال التى تشهد حالة عنف وعدم استقرار امنى و سياسى ، و قدر دانيال مولا مدير برنامج الغذاء العالمى التابع للامم المتحدة فى شرق افريقيا عدد المحتاجين الى امدادات غذائية سريعة فى الصومال بما لا يقل عن اربعة ملايين صومالى بحلول نهاية العام الجارى و ان من بين هذا العدد تقريبا نصف مليون طفل دون الخامسة .
وبسبب الشحة الغذائية الراهنة فى الصومال شهدت اسعار الغذاء وبنوده الاساسية مثل الارز و القمح و الذرة ارتفعات سعرية تراوحت بين 40 الى 50 فى المائة .
و يحذ ابراهيم على حسين مدير عمليات الاغاثة فى بعثة الامم المتحدة لدى الصومال من ان منافسة حادة من جانب بلدان منكوبة اخرى فى افريقيا و العالم قد تقلص من قدرة وكالات الاغاثة الدولية على تلبية احتياجات الصوماليين من الغذاء ، وشير ابراهيم على حسن من ان مناطقا فى جنوب السودان و يورية و افريقيا الوسطى تواجه الجوع بالقدر ذاته بل ربما اكثر مما تواجهه الصومال وكلها تحديات ليس بالامكان غض الطرف عنها من جانب وكالات الاغاثة الدولية ، وكشف المسؤول الدولى عن ان مناشدات التمويل الاغاثى الصادرة عن الامم المتحدة لنجدة الصوماليين للعام 2014 لم تأت سوى بنسبة 12 فى المائة من المستهدف منها .
المصدر- البوابة نيوز