مراحل وتطور الإعلام  في الصومال 8-12

تاريخ الإذاعات في الصومال

ثانيا: إذاعة مقديشو

انشئت  إذاعة  مقديشو  في يونيو عام  1951 ، وكانت تعمل في مبنى متواضع  داخل قاعدة عسكرية تقع في المكان الحالي لوزارة الإعلام الصومالية قرب القصر الرئاسي وسط مقديشو، وقد أطلق عليها في البداية  المركز التجريبي لإذاعة مقديشو ، وبدأت العمل بجهاز ارسال تصل قدرته 200 وات  ، وكان كثيرا ما يتعطل   وآخر احتياطي  قدرته 5 كليووات يستخدم عندما يتعطل الجهاز الأول . ومن أبرز  البرامج الإذاعية في ذلك الوقت برنامج يومي  بعنون الصومال وإيطاليا، واشعار وأغاني صومالية،  وموسيقى،  وبرامج عن الصحة والتعليم والثروة الحيوانية .

وفي عام 1959 بدأت إذاعة مقديشو  بإستخدام جهاز ارسال  تصل قدرته 5 كيلووات الذي كان يغطي العاصمة مقديشو  ومحيطها، وعمل في الإذاعة منذ تأسيسها وخلال 14 عاما  13 مديرا.

وبعد الإستقلال شهدت إذاعة مقديشو تطورا كبيرا وحصلت عام 1964 على معدات وجهزة جديدة من الاتحاد السوفيتي  والمانيا الغربية بما فيها أستوديو جديد ، وتم تركيب جهاز إرسال تصل قدرته إلى  50 كيلووات والذي يمكنها من الاستماع إليها  في مساحة جغرافية تبلغ 5000 كليومتر تشمل القارة الأفريقية كلها وأجزاء من آسيا وأوروبا. وكذلك شملت التحديثات التي شهدتها إذاعة مقديشو بعد الاستقلال  على انشاء استوديوهات جديدة للبث والاستقبال، ومكانت لفريق المونتاج والانتاج ، ومكتبة ومكاتب للفريق الفني ، وجهاز للتبريد ، وكذلك مولدات كهربائية خاصة للإذاعة.

وفي عام 1966  شهدت الإذعة مرة آخرى تطورا لافتا بعد أن نضم إليها  كوادر من مؤسسات عالمية وعدد كبير من المتخرجين  والمتخرجات من المدارس الثانوية ومدرسين  خضعوا لتدريبات مكثفة على أيدي خبراء اتصالات وإعلام من  منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة  (اليونيسكو) الأمر الذي ساهم بقوة في رفع كفاءة العاملين في الإذاعة وجودة البرامج التي تبثها .

وبعد الانقلاب العسكري  باتت  الإذاعتين مقديشو وهرجيسا  في إيدي الحكومة وسيطرتها سيطرة كاملة وأصبحتا الآله الإعلامية الأهم لنشر  أفكار الشيوعية والإشتراكية. حققت المحطتان في عهد النظام العسكري تطورا كبيرا سواء من حيث المعدات وجودة البرامج ، وأعطى النظام الذي كان يحكم البلاد بقبضة من حديد أهمية خاصة لهما بإعتبارهما أداة فعالة لنشر سياساته والتحكم على الرأي العام  المحلي والخارجي. وبدأ بتوظيف أعدد كبيرة من الصحفيين ذوي الكفاءات ، وقام بتدريبهم سواء في الداخل أو الخارج، كما قام عام 1975 بإضافة ثلاث موجات جديدة قصيرة ومتوسطة  وبث 9 لغات  بما فيها اللغة الصومالية، والعربية، والإنجليزية، والإيطالية، والفرنسية، والأمهرية، والسواحلية،  والغالا، وكذلك تم تطوير إذاعة هرجيسا وحصلت على أجهزة إرسال جديدة وبدأت البث عبر موجات قصيرة ومتوسطة.

عبد الرحمن عبدي

كاتب وصحفي صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى