يتكهرب الجو السياسي يوما تلو آخر ، وأن أنياب المعارضة تتكشر مع كثرة اللقاءات والمؤتمرات والاتهامات المتبادلة. وفي طي التكهنات يبرز أن خيمة ( أفسيون) Afasiyooni تطل برأسها وسوف تكون نهاية المطاف ، وأن ما لوح به الرئيس حسن شيخ ليس أكثر ما كان يردده الرئيس السابق محمد عبد الله فرماجو ، وأن سيناريوهات السابقة اعادت نفسها دون تعكير أو لملمة عن طرف منها .
التكهنات تشير إلى استمرار التوتر بين الحكومة الفيدرالية وبعض الولايات الأعضاء الفيدرالية، لا سيما بونتلاند وجوبالاند، اللتين تعارضان خطط الرئيس الانتخابية.
هناك ضغوط دولية متزايدة على الرئيس لإجراء حوار سياسي شامل مع جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك قادة المعارضة والولايات الإقليمية، لتجنب تكرار الأزمات السياسية السابقة.
يستمر تهديد حركة الشباب، المرتبطة بتنظيم القاعدة، باعتباره التحدي الأمني الأكبر. وأعلن الرئيس حسن شيخ محمود “حربًا شاملة” ضد الحركة ، ولكن المعطيات المتوفرة تشير إلى أن المعركة لا تزال بعيدة عن الحسم.
وهناك أيضًا مخاوف بشأن قدرة الصومال على تولي المسؤوليات الأمنية مع انسحاب بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (ATMIS) في نهاية عام 2024.
وفيما يتعلق بالفسادة وقدرة الحكومة بإدارة العملية الإنتخبية، تستمر الاتهامات بسوء استخدام الموارد العامة، ووجود صفقات سرية مزعومة مع شركات وحكومات أجنبية تتعلق بالموارد الطبيعية، الأمر الذي أثار قلق كثيرن. وبموازاة ذلك ، يتزايد الشكوك حول قدرة الحكومة على إجراء انتخابات “صوت واحد، شخص واحد” في ظل تحديات أمنية وسياسية، واستمرار التوترات بين الحكومة الفيدرالية والولايات الأعضاء والمعارضة، ووجود عقبات أمام مكافحة حركة الشباب، ومخاوف بشأن الحوكمة والفساد.
وهناك أيضا هاجس حقيقي لا يمكن الاستهانة بها وهو الصراع المحتدم بين الحكومة والمعاضة وإمكانية لجوء الأطراف إلى فوهة البندقية ان لم يوجد حل منصف.
وبناء على ما أشرنا إليه، يمكن القول إن مستقبل الصومال بات يعتمد بشكل كبير على مدى قدرة الأطراف الفاعلة على التوصل إلى توافق وطني.