الزيارة بالمكالمة الهاتفية هل يمكن أن تكون بديلة عن اللقاءات البدنية؟

هذا العصر أصبح كل شيء على متناول يد الإنسان لسهولتها ويسرها وهل الإنسان أن يتجشم للزيارات أم تكفيه المكالمة الهاتفية وكتابات الرسائل؟ وهل يجد الثواب بالمكالمة الهاتفية ما يجد الزائر من الأجر؟
والشرع الإسلامي يفضل زيارة الأقارب ومع قرب عيد الأضحى المبارك كيف يمكن أن يتم ذلك؟

  • تتسم الهواتف بسهولة التواصل، يتيح الهاتف التواصل الفوري مع الأقارب البعيدين، سواء عبر المكالمات الصوتية أو المرئية أو الرسائل النصية. هذا يساهم في معرفة أحوالهم والاطمئنان عليهم.
  • يصل الهاتف أيضا إلى مسافات بعيدة بسرعة: بالنسبة للأقارب الذين يعيشون في مدن أو بلدان مختلفة، يصبح الهاتف أداة حيوية للحفاظ على التواصل وتقليل الشعور بالبعد.
  • وتيح مشاركة الأحداث في اللحظات التي تقع فيه: يمكن مشاركة الصور ومقاطع الفيديو للأحداث العائلية المهمة (مثل الأعياد، الأفراح، المواليد) مع الأقارب الذين لا يستطيعون الحضور، مما يجعلهم يشعرون بالانتماء والمشاركة.
  • تسهل الهواتف تذكر المناسبات الخاصة مثل الأعياد وإرسال التهاني، مما يعزز الروابط العائلية.
    تساعد في تنسيق اللقاءات والزيارات العائلية، مما يجعلها أكثر سهولة وتنظيماً.
  • أفتى بعض العلماء بأن التواصل عبر الهاتف والمراسلة يعتبر من صلة الرحم، خاصة إذا كان وسيلة للتواصل والسؤال عن الأحوال.

كيف يمكن أن يؤدي الهاتف إلى قطع الرحم أو إضعافها؟
١- الإدمان على الشاشات: الانشغال المفرط بالهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى تجاهل الحاضرين في نفس المكان، بما في ذلك أفراد الأسرة المقربين، مما يخلق فجوة في التواصل المباشر.
٢- الغياب عن اللقاءات الحقيقية: الاعتماد الكلي على التواصل الافتراضي قد يقلل من الرغبة في اللقاءات الجسدية والزيارات الفعلية، والتي تعتبر جزءاً مهماً من صلة الرحم.
٣-سوء الفهم: قد تؤدي الرسائل النصية أو التواصل غير المباشر إلى سوء فهم النوايا أو التعبير عن المشاعر، مما قد يسبب خلافات.
٤- فقدان الخصوصية: الاستخدام المفرط للهاتف قد يؤدي إلى فقدان الخصوصية داخل الأسرة، أو الشعور بأن الحياة الشخصية معروضة للجميع.
٥- المقارنات السلبية: رؤية حياة الآخرين (حتى الأقارب) عبر وسائل التواصل الاجتماعي قد تثير مشاعر الغيرة أو المقارنة السلبية، مما يؤثر على العلاقات.
١٢- الخلافات بسبب الاستخدام: قد تنشأ خلافات داخل الأسرة بسبب قواعد استخدام الهاتف، أو بسبب انشغال أحد الأفراد به أثناء الأنشطة العائلية.

وردت أحاديث نبوية كثيرة عن صلة الرحم، تبين فضلها وأهميتها في الإسلام، وتحذر من قطيعتها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصِل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت.” (رواه البخاري)

  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصِل رحمه.” (رواه البخاري ومسلم)
  • عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي ﷺ أنه قال: “الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله.” (رواه مسلم)
  • عن أبي بكرة رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ قال: “ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم.” (رواه أبو داود والترمذي)
  • عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “لا يدخل الجنة قاطع رحم.” (رواه مسلم)

هذه الأحاديث وغيرها كثيرة تدل على عظم فضل صلة الرحم وأهميتها في الدين الإسلامي، وأنها سبب لرضا الله تعالى، وزيادة الرزق، وطول العمر، ودخول الجنة. كما أنها تحذر من قطيعة الرحم وتبين أنها من كبائر الذنوب.

إسحاق آدم إسحاق

باحث وكاتب في الشؤون التربوية مقيد ومحضر دكتوراه بجامعة مقديشو
زر الذهاب إلى الأعلى