الانتخابات الصومالية المقبلة: بين الخلافات السياسية والتّهديدات الأمنية

تواصل اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات والحدود، منذ الـ 15/أبريل _نيسان/2025م، تسجيل الناخبين في العاصمة الصومالية “مقديشو”، استعدادا لانتخابات المجالس المحلية في العاصمة ومحافظ محافظة بنادر وعمدة العاصمة “مقديشو”.

وتجري عملية التّسجيل في عدد من أحياء العاصمة “مقديشو”، حيث يشاهد صفوف طويلة من سكان هذه الأحياء يجتمعون في مراكز تسجيل الناخبين التابعة للجنة الوطنية.

إلى جانب ذلك تواصل اللجنة تسجيل الجمعيات السياسية التي ستشارك في الانتخابات الصومالية، وخاصة في انتخابات المجالس المحلية، حيث أوضح السيد عبدالكريم أحمد حسن، رئيس اللجنة، تسجيل 17 جمعية سياسية استوفت الشروط المطلوبة على حدّ تعبيره.

وتأتي هذه التطورات الانتخابية وسط خلافات سياسية بين الحكومة الفيدرالية الصومالية، والقوى السياسية الصومالية الأخرى التي ترى أن الحكومة الفيدرالية تفرّدت بالقرار واستبدّت بالرأي، ولم تفتح أبوابها لشركائها السياسيين، مما ينذر بوضع خطير، قد يهدّد وحدة البلاد واستقرارها السياسي والأمني.

كما تتزامن هذه العملية مع أوضاع أمنية مضطربة، حيث سيطرت حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة على عدد من مناطق محافظة شبيلي الوسطى بولاية هيرشبيلي وسط الصومال، من بينها مدينة “آدم يبال” التي كانت من المناطق التي طُردت منها الحركة خلال الحملة العسكرية الشاملة الواسعة التي أطلقتها الحكومة الفيدرالية في أغسطس 2022م.

أثارت هذه المستجدّات، مخاوف البعض من انجرار البلاد نحو هاوية سحيقة، معبّرين عن ذلك عبر تصريحاتهم الصحفية ومنشوراتهم على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، فها هو الدّكتور عبدالرّحمن معلم عبدالله باديو، الباحث والمؤرّخ السياسي الصومالي، يتساءل في تغريدة له على حسابه في منصة “إكس X تويتر سابقا”، فيما إذا كان حب السلطة والتملك المسرف الّذي لا يراعي عهدا ولا قانونا، والّذي أدى سابقا إلى انهيار الدولة الصومالية السابقة وإلى حروب أهلية في البلاد، قد يضمن بناء دولة ذات قدرات وإمكانات! كما تساءل أيضا مدى إمكانية تحقيق تقدم لدولة متنازع عليها وغير متفق عليها يتجاذبها الشركاء والفرقاء إلى اليمين والشمال وإلى الأمام والوراء! واختتم السيد الدكتور باديو تساؤلاته بتوجيه نداء إلى من يهمه الأمر بالتفكر عن مستقبل البلاد والتذكّر بأن هناك حساب وعقاب أمام الله تعالى!

بدوره، حذّر السيد البروفسور محمد حاج إنغريس،الأكاديمي الصومالي، من مصير مشابه لأفغانستان وسوريا، داعياً الرئيس الصومالي إلى تقديم استقالته قبل أن تسقط العاصمة في يد حركة “الشباب” المرتبطة بتنظيم القاعدة

وأشار البروفسور إنغريس، في تصريحات خاصة لموقع “وادي النيل” إلى أن الأوضاع الحالية تنذر بكارثة أمنية، موضحاً أن حركة الشباب باتت قاب قوسين أو أدنى من دخول مقديشو، بعد سلسلة من التوغلات السريعة والناجحة في عدد من المناطق الاستراتيجية، حسب قوله.

هذا، وتبدو الحكومة الفيدرالية الصومالية ماضية في تنفيذ خططها لإجراء انتخابات عامة (صوت واحد لشخص واحد) في الموسم الانتخابي المقبل، دون مراعاة للأصوات المعارضة المطالبة بتوسيع دائرة المشاورات، بل إن البعض يعتقد أن اعتراف إدارة “خاتمة” كولاية إقليمية يصب في هذا الإطار، لتجاوز معضلة الدائرة الانتخابية لرئيس الوزراء الّذي صُدّت أمامه أبواب ولايتي بونتلاند وجوبالاند اللتين يمثلهما في المحاصصة القبلية لتقاسم السلطة في الصومال، واللتان تقاطعان الحكومة الفيدرالية الصومالية وسياساتها منذ فترة.

زر الذهاب إلى الأعلى