انفراد بونتلاند بالحرب على “داعش” الصومال: الأسباب والدلالات.

تشن إدارة ولاية بونتلاند في الشهر الثالث على التوالي، حربا شرسة على فرع تنظيم “داعش” في الصومال، وذلك بهدف القضاء على التنظيم وتطهيره من المناطق الجبلية في ولاية بونتلاند التي يتمركز بها.

وتواصل قوات الدفاع في ولاية بونتلاند تقدمها الميداني في مناطق الصراع، حيث استعادت سيطرتها على مناطق شاسعة في جبال “علمسكاد” _بمحافظة بري_ المقر الرئيس لتنظيم “داعش” في الصومال، فيما أعلنت غرفة العمليات العسكرية الولائية لاستئصال التنظيم، مقتل العديد من عناصره معظمهم من الأجانب ومن جنسيات غير صومالية، وهو ما أكده السيد سعيد دني، رئيس الولاية، في خطابه عند زيارته لبعض المستشفيات التي تستقبل الجرحى.

وقد دفعت بونتلاند عددا من فلذات أكبادها ضريبة لهذا النصر والتمكين، حيث سجل مقتل العديد من قوات أمن بونتلاند، من بينهم شقيقين في صفوف قوات الولاية، قتلا، خلال هذه المعارك التي تشهدها محافظة بري، فيما تعج مستشفيات مدينة “بوصاصو” بالجرحى والمصابين في هذه المعركة المصيرية.وقد زار السيد سعيد عبدالله دني أمس الخميس بعض المستشفيات التي تستقبل الجرحى لعلاجهم ومداواتهم، مواساة لهم ولذويهم، وإظهار الدعم المعنوي للقوات التي تواجه عناصر التنظيم في جبال “علمسكاد” بمحافظة بري في ولاية بونتلاند شمال شرق البلاد.وفي كلمة له بمناسبة زيارته للجرحى في مستشفيات الولاية، ذكر السيد سعيد دني، رئيس ولاية بونتلاند، أن الولاية تخوض وحدها حربا شرسة ضد “داعش” دون أن تجد دعما من أي طرف ولو طلقة رصاص واحدة، مضيفا بأن بونتلاند لا ترفض أي نوع من الدعم والمساعدة، لكنها في المقابل لن تكف أيديها عن الحرب، لأن أحدا لم يساعدها في حربها على “داعش”، بل قرر سكان الولاية المواجهة الجماعية لخطر هذه الجماعة.

بدورها، أصدرت الرئاسة الصومالية بيانا صحفيا، تذكر فيه أن الرئيس الصومالي، أيد قرار مجلس الوزراء الصومالي بدعم العمليات العسكرية ضد عناصر تنظيم “داعش” الذين يختبؤون في جبال “علمسكاد” بمحافظة بري في ولاية بونتلاند شمال شرق الصومال.وأضاف البيان بأن الرئيس أشاد بالانتصارات التي حققتها قوات بونتلاند والشعب المتضامن معها في حربها على تنظيم “داعش” في الصومال.

وأمر السيد الرئيس، الحكومة، بتفعيل تنفيذ قرار دعم القوات في بونتلاند ضد داعش، كما أكد التزام الدولة الصومالية بمكافحة ما يسمى بالإرهاب الدولي والقضاء عليه، عبر رفع قدرات الجيش الصومالي، وزيادة الرعاية الصحية للمصابين من أفراد الجيش في معارك تحرير المناطق وملاحقة الإرهاب.

وعلى الرغم من بيان الرئيس الصومالي، إلا أن نشطاء إعلاميين ومؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، لا يزالون يدعون الحكومة الفيدرالية الصومالية، إلى إظهار مزيد من الدعم للولاية في حربها على التنظيم والوقوف إلى جانبها ونبذ الخلافات السياسية _على الأقل في الوقت الراهن.

وهنا يدعو الصحفي عبدالله محمد عثمان، دائرة الهجرة والجنسية، إلى التعليق على الإشاعات التي تنتشر بقوة في الوسط الصومالي، والتي تشير إلى إبطاء متعمد لحصول بعض الجنود المصابين في هذه المعارك على جواز السفر الصومالي لتلقي العلاج في الخارج، مشيرا إلى أنه يجب على دائرة الهجرة والجنسية تفنيد هذا الخبر إن كان مجرد إشاعات فقط، أو تقديم اعتذار مفصل حوله إذا ثبتت صحة ما يتناقلها الناس من تعقيد الحصول على الجواز من قبل المصابين في الحرب على “داعش”.

يذكر أن العلاقة بين الحكومة الفيدرالية وولاية بونتد الإقليمية، مجمدة منذ فترة طويلة، إذ ليس هناك تعاون بين الطرفين، مما يحدد فرص تنسيق العمليات العسكرية على “داعش”، ومعالجة نتائج الحملة العسكرية الشاملة ضد التنظيم الذي يعتقد أن أميره العام هو عبدالقادر مؤمن، أمير فرع التنظيم في الصومال، وذلك بعد مقتل كوادر التنظيم، وطرد عناصره من عدة دل عربية وإسلامية لينحصر وجوده في مناطق صغيرة لبعض الدول التي تعاني من عدم الاستقرار السياسي والأمني، الأمر الذي يحتم على الأطراف الصوفية تجاوز الخلافات السياسية لمجابهة الأخطار الأمنية والسياسية المحدقة بالشعب الصومالي ووطنه.

زر الذهاب إلى الأعلى