نال الشيخ الحاج محمد معلم حسن علي، الوالد ومربي الأجيال، السبعيني الصومالي الذي تدرج في سلالم التعليم التقليدي والأكاديمي، ولم يثنه شيء عن مواصلة طلبه للعلم ونشره، درجة الدكتوراه بامتياز، في علوم الحديث بالجامعة الإسلامية بمنيسوتا، وذلك بعد مناقشة رسالته العلمية الموسومة بـ “جهود علماء الصومال في خدمة السنة النبوية وعلومها (ترجمة ودراسة)“.
انعقدت البارحة (الأربعاء/الخميس) الـ ١٩/فبراير-شباط/٢٠٢٥م، المناقشة التي استمرت لما يقارب الساعتين عبر تطبيق زوم، وذلك بمشاركة جميع أعضاء لجنة المناقشة المتكونة من كل من:
١. د. مصعب نبيل، رئيس قسم السنة النبوية بالجامعة، رئيسا للجنة.
٢. أ.د. أحمد مصطفى عبدالرحمن العسقلاني، مشرفا للبحث.
٣. أ.د. وليد أحمد الكردي، مناقشا داخليا.
٤. د. سمير زكريا عمر هوساوي مناقشا خارجيا.
في حين كانت الدكتورة ياسمين شبانة عميدة التسجيل والقبول بالجامعة، منسقة هذه الجلسة العلمية التي قدم فيها الباحث الشيخ الدكتور محمد معلم حسن علي حسين، ملخصا حول بحثه الموسوم بـ “جهود علماء الصومال في خدمة السنة النبوية وعلومها _ ترجمة ودراسة_”، ذكر فيه أن بحثه يتكون من ٤ فصول وخاتمة اشتملت على النتائج والتوصيات، وأن الفصل الأول منه فصل تمهيدي يتناول تعريفات السنة اللغوية والاصطلاحية وتقسيماتها، بينما الفصول الثلاثة الأخرى تتناول ترجمة عدد من علماء الصومال، حسب الترتيب الألفبائي، وذلك بعرض قسط من سيرهم الذاتية، ورحلاتهم لطلب العلم وجهودهم في خدمة السنة النبوية وعلومها.
إلى جانب لجنة المناقشة، حضرت عائلة الوالد الدكتور، بنين وبنات وحفدة، تشجيعا للوالد واحتفاء بالإنجاز الذي حققه، مما أعطى النقاش بعدا عائليا آخر، حيث عبر عدد من أفراد العائلة عن مشاعرهم المليئة بالبهجة والسرور على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي.
أعظم والد:
في تهنئته للوالد على هذا الإنجاز العظيم يقول نجله الأستاذ عبدالناصر محمد معلم حسن، اللغوي التربوي عميد كلّية التربية في الجامعة الإسلامية بالصومال في منشور له على صفحته في الفيس بوك: “الآن في الساعة الحادية عشرة مساء بتاريخ ٢٠٢٥/٢/١٩ أعلنت لجنة مناقشة رسالة الوالد بالجامعة الإسلامية بمنيسوتا حصول الوالد محمد معلم حسن علي على درجة الدكتوراه في علوم الحديث بتقدير ممتاز . نهنئ الوالد على هذه المناسبة العظيمة، حفظه الله لنا وأمد وبارك في عمره. ألف ألف مبروك لأعظم والد“.

أهل لكل خير:
بدوره، يقول الدكتور عبدالملك محمد معلم حسن_ متخصص في السياسة الأفريقية وأحد أبناء الوالد الدكتور_، إن الوالد أهل لكل خير، وذلك عندما علق على منشور شقيقه الأكبر الأستاذ عبدالناصر محمد معلم، حيث قال الدكتور عبدالملك في هذه المناسبة: “ألف مبارك للوالد والمعلم ومربي الأجيال، الشيخ الدكتور/ محمد معلم حسن، هنيئا له بقدر ما هو أهل له وهو أهل لكل خير، فهو نموذج للجهاد والمجاهدة والاجتهاد والعطاء والتضحية والتفاني والإخلاص“.
قدوة في العلم والعمل:
أما ابنه الدكتور أبوبكر محمد معلم حسن، القارئ المقرئ، المجاز بالقراءات العشر، ورئيس قسم أصول الدّين بكلية الشريعة والدّراسات الإسلامية بالجامعة الوطنية الصومالية، فقال في منشور له على صفحته في الفيس بوك: “لقد نال الوالد الكريم محمد معلم حسن درجة الدكتوراة في السنة النبوية بتقدير ممتاز. وذلك من الجامعة الإسلامية بمنسوتا. فهنيئا له إذ كان قدوتنا في العلم والعمل، فجزاه الله خيرا“.
إنجاز كبير:
أما الأستاذ آدم معلم محمد حسن، المؤرخ اللغوي، ابن شقيقته الّذي تربى في كنفه وتحت رعايته، وعميد كلية الدراسات العليا بالجامعة العربية بالصومال، فوصف ما حققه الوالد بالإنجاز الكبير، حيث قال في منشور له على صفحته في الفيس بوك: “بكل الفخر والاعتزاز، أهنئ والدي ومربي: الشيخ محمد معلم حسن. بخالص التهاني والتبريكات بمناسبة مناقشته رسالة الدكتوراه بتقدير ممتاز. نسأل الله أن يجعل هذا الإنجاز الكبير خطوة مباركة في مسيرته العلمية والعملية، وأن يوفقه لمزيد من التميز والإبداع. بارك الله جهوده وسدد خطاه، ونفع به وطنه وأمته، وجعل ما قدم في ميزان حسناته“.
أعمال عظيمة:
أما الأستاذ عبدالباسط محمد معلم حسن علي، المؤرخ التربوي فقد قال في تعليقه على هذه المناسبة: “بارك الله له في هذه الأعمال العظيمة للوالد والتي أدخلت السرور في نفوسنا“.
هذا، وقد تفاعل جمع كبير من أفراد عائلة الوالد وأقرانه وطلابه في مختلف مراحله العلمية والعملية، وزملاء أبنائه ومريديهم، مع هذه المناسبة، وانهالوا بالثناء والتبريكات على الوالد وأسرته، مشيرين في الوقت نفسه إلى الجهود الجبارة التي بذلها الشيخ الدكتور في تربية أولاده وفي خدمة الدين والوطن وفي نشر العلم والمعرفة داخل ربوع البلاد.
الجدير بالذكر أن الشيخ الدكتور محمد معلم حسن، من رواد العلم الشرعي والعربي في الصومال، تعلما وتعليما وتدريسا في الحلقات العلمية بالمساجد، ومدارس تحفيظ القرآن الكريم والمعاهد الشرعية والمدارس النظامية والجامعات، فضلا عن الحلقات المقامة في منزله لتربية وتعليم أبنائه وأبناء جيرانه بما فتح الله عليه من العلوم والمعارف خلال أربعة عقود تقريبا. حفظه الله تعالى وبارك في علمه وعمره، وجعله ذخرا للأمة الإسلامية.