تناقلت وسائل إعلام محلية، وصول السيد أحمد محمد إسلام (أحمد مذوبي)، رئيس ولاية جوبالاند الّذي أعيد انتخابه في انتخابات لم تعترف بها الحكومة الفيدرالية الصومالية، أمس السبت إلى العاصمة الكينية “نيروبي”.
وتضيف الأنباء بأن السيد أحمد مذوبي، سيجري لقاءات واجتماعات مع مسؤولين كينيين ورجال أعمال وشيوخ عشائر متواجدين في نيروبي ومنحدرين من جوبالاند، لبحث الأوضاع في ولاية جوبالاند والخلافات مع الحكومة الفيدرالية المركزية.
وتأتي زيارة السيد أحمد مذوبي لكينيا بعد شهر تقريبا من إعادة انتخابه في مدينة “كسمايو” وسط خلاف متزايد مع الحكومة الفيدرالية التي لم تعترف بإجراءات هذه الانتخابات ونتائجها، واصفة أحمد مذوبي بمجرم انتهك دستور البلاد وقوانينها، وعرض وحدة البلاد للخطر، وبالتالي أصدرت مذكّرة توقيف بحقّه.
وعلى صعيد آخر، أفادت مصادر إخبارية محلية غير رسمية، بأن الحكومة الفيدرالية الصومالية استاءت عن الخطوة التي سمحت فيها كينيا بوصول السيد أحمد مذوبي إلى بلادها.
وذكرت هذه المصادر أن الحكومة الفيدرالية الصومالية استدعت السفير الكيني لدى مقديشو وسلّمته ورقة احتجاج على زيارة أحمد مذوبي لمدينة “نيروبي” عبر طائرة خاصة.
ووفقا لمصادر مطلعة في الخارجية الصومالية، فإن الحكومة الفيدرالية، طالبت السفير بالردّ خلال مدّة وجيزة على شكوى الحكومة الفيدرالية حول اختراق طائرة كينية بطرق غير قانونية المجال الجوي الصومالي، وإيقاف تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال فيها، ومن ثم نقلها لمتهم، رفعت محكمة دعوى ضدّه.
أعادت هذه الحادثة إلى الأذهان، الظروف التي كانت محيطة بانتخابات 2019م في جوبالاند، والتي لم تعترف الحكومة الفيدرالية حينها بنتائجها، وسعت إلى منع الوفود المشاركة في حفل تنصيب أحمد مذوبي من وصول مدينة “كسمايو”، غير أن طائرة تقل رئيس الأغلبية البرلمانية في كينيا آنذاك آدم برّي دعالي، قد هبطت في مطار كسمايو، في خطوة أغضبت الحكومة الفيدرالية الصومالية، واعتبرتها انتهاكا لسيادتها واختراقا لمجالها الجوي، مما عمّق من الخلافات السياسية والدّبلوماسية القائمة حينها بين الحكومة الفيدرالية الصومالية وكينيا.
وعلى الرغم من فتح صفحة جديدة من العلاقات الدّبلوماسية بين الصومال وكينيا مع إعادة انتخاب السيد حسن شيخ محمود رئيسا للبلاد في الـ15/مايو_أيار/2022م، رئيسا للبلاد، إلّا أن تجدّد أزمة جوبالاند مع الحكومة الفيدرالية، قد يؤدّي إلى اندلاع أزمة دبلوماسية جديدة بين الصومال وكينيا التي تعتبر جوبالاند صمام أمان لاستقرار أمنها القومي، وأن وجود إدارة متفاهمة معها في هذه المناطق سيعزّز من فرص مواجهة الخروقات الأمنية الحدودية والتصدي لهجمات “الشباب” في العمق الكيني.
ومهما يكن من أمر، فإنه إذا ثبت ما تتناقله وسائل الإعلام من اختراق كيني للمجال الجوي الصومالي والتعامل مع رئيس ولاية لا تعترف به الحكومة الفيدرالية قد يؤدّي إلى أزمة دبلوماسية بين الدّولتين، ما لم تتوصل القنوات الدّبلوماسية والسلمية في كلا الدّولتين إلى احتواء الأزمة قبل تفاقهما وتقديم تفسيرات واضحة ومبررّة من الجانب الكيني حول الاتّهامات الموجهة إليها، في حين يتحتّم على الصوماليين توحيد الجبهة الدّاخلية وحلّ الخلافات الدّاخلية سلميا على طاولة الحوار والمفاوضات، تفاديا لتدخلات خارجية قد تنتهك سيادة البلاد وتعرّض وحدة وسلامة أراضيها للخطر!