تشهد مدينة جوهر حاضرة ولاية هيرشبيلي تحرّكات من أجل بناء مؤسسات الإدارة الثانية للولاية، إذ يتواجد فيها حاليا، رئيس برلمان هيرشبيلي المنتهية ولايته ونوابه، نائب رئيس هيرشبيلي، وشيوخ العشائر الّذين يستعدّون لتعيين أعضاء البرلمان الثاني لولاية هيرشبيلي.
وفي المقابل لا يلاحظ في مدينة بلدويني حاضرة محافظة هيران وجود تحرّكات سكانها للمساهمة في عمليات بناء الإدارة الثانية لولاية هيرشبيلي.
وتسود الخلافات السياسية بين بعض قبائل الولاية حول الترشح لمنصب رئيس الولاية، إذ ترى عشيرة من عشائر الولاية أن منصب رئيس الولاية من نصيبها السياسي وفقا لنظام المحاصصة القبلية المتبع في الصومال، ولذا فلا حاجة إلى ترشح سياسيين غير منتمين إلى هذه العشيرة لهذا المنصب، بينما ترى القبائل الأخرى أن من حقّ أبناء الولاية الترشح لمنصب رئيس الولاية.
وتراقب الحكومة الفيدرالية ما يحدث في هيرشبيلي عن كثب دون أن يكون لها رأي أو تدخّل مباشر وغير مباشر حتى الآن، مما يثير العديد من التساؤلات حول الموقف الرسمي للحكومة الفيدرالية تجاه ما يجري في هيرشبيلي.
وفي تعليق له على أحداث هيرشبيلي، نشر السياسي علي عبدالله عسبلي أول رئيس لهذه الولاية منشورا على صفحته في الفيسبوك، اعتبره كثير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بأنه منشور تحريضي أكثر من كونه منشورا يدعو إلى إعادة اللحمة بين أبناء المنطقة ونبذ خلافتهم والنهوض معا من أجل بناء إدارة شاملة لسكان هيرشبيلي، وعوضا عن ذلك دعا السيد عسبلي سكان بلدويني إلى القيام بأنشطة موازية لتلك التي تجري في جوهر كتعيين أعضاء برلمان ثان تتخذه ولاية هيرشبيلي غير الذي تجري أعماله الآن في جوهر، وانتخاب رئيس للولاية ينتمي إلى العشيرة التي تدعي خصوصية الترشح لهذا المنصب لها وانحصاره على أبنائها، على أن يكون نائب رئيس الولاية أحد سكان بلدويني المنحدرين من العشيرة التي تريد خوش السباق نحو رئاسة الولاية.
وتابع السيد عسبلي خطابه قائلا: “وعند إنجازكم لما سبق من المهام، عندها ستحظون باهتمام الحكومة الفيدرالية، منظمة إيغاد، والاتحاد الإفريقي، وستجدون حينها من يستمع لشكواكم“.
وكانت ولاية هيرشبيلي آخر الولايات الإقليمية المكوّنة للاتحاد الفيدرالي الصومالي تأسيسا، إذ كان تأسيسها في أكتوبر 2016م، غير أنها بعد عام من تأسيسها واجهت خلافات سياسية مزمنة انتهت بسحب الثقة عن رئيسها الأول علي عبدالله عسبلي وانتخاب منافسه السابق محمد عبده واري الرئيس الحالي للولاية خلفا له.