ذكر والدي بأنه كان لديه تحفظ على اسم المعهد الذي افتتح في مدينة هرجيسا والذي كان يحمل في بداية الأمر مسمى ( معهد اعداد العلماء ) ، فهو كما يقول لم يكن موافق على هذا الاسم كون مريدي هذا المعهد كانوا من مبتدئ العلم ، و كان من الأصح أن يطلق عليهم طلبة علم وليس علماء ، حتى وان كان للمعهد نسخه اصلية تحمل ذات الاسم في موريتانيا ، فان هذا لا يعني بان المسمى صحيح سواء في نسخته الفرع او الاصل ، وقتها تذكرت بأني دُعيت إلى حفل تخرج جامعي فكان احد المتكلمين من الطلبة الخرجين الذين اعرفهم ، فتكلم بعاطفة ملفته ، فكان مما قال بأنه وبكل فخر أصبح مفتياً بعد دراسة استمرت لأربع سنوات في الجامعة وبأن الناس هي من تطلب الفتوى منه ، وتُطلق عليه المفتي والشيخ مع إنه صغير في العمر وفي العلم ، حينها فتحت نقاش مع طلبتي في الجامعة ، و طرحت تساؤلات عن المسميات والالقاب ، وهل المجتمع الصومالي يعي فعلاً عندما يُطلق المسميات على الاشخاص و الاماكن؟ ، فنحن نسمع مثلاً بأن الممرض يسمى دكتوراً ، و الدكتور يقال له يا برفسور ، والكاتب يُعرف بأنه صحفي ، و عامل البناء ينادى يا مهندس ، و أي باحث يُكتب أمامه خبير استراتيجي ، وقس على ذلك وصف الشخص بأنه علماني او لبرالي او وهابي او متطرف ، او تكفيري ،..الخ فهل المسميات هذي تقف على اساس ومقياس معين ؟
الاجابة على هذا التساؤل يحتاج إلى بحث لكن الذي نعرفه بان كثير من هذا المسميات جانبها الصواب ، واصاب المعنيين بها ام بالغرور او الظلم ، او وضعهم في خانة الحكم المبسق ، واقوى دليل على الحكم المسبق هذه الأيام وصف عبد الرحمن عبد الشكور بالعلماني ، وهذا تبرير له بأنه صاحب ايدلوجية فكرية معادية للدين فما ذا ننتظر منه غير الهجوم على المقدسات الدينية ، فهو من هذه الفئة فلا نُزعج انفسنا في معاتبته ومحاسبته ، وهذا غير صحيح فالرجل يمثل كل ما هو صومالي ، لديه انتماء قبلي ، وبعض الافكار الدينية ، معجون بالسياسة ، يسعى لكرسي الرئاسة بكل الطرق ، وجد موجة من الهجوم على الشخص معين ركب الموجة لكسب ود الجماهير فوقع شر وقعه ، فعندما نحاكم الرجل نحاكم بما فيه ، بما اعترف به وعُرف به ، فالرجل لديه تاريخ كافي للمحاكمة و الُمسألة ، والملاحقة القضائية ، قادرة على إصدار الحكم الصحيح و الوصف اللائق به .
إن اطلاق الاوصاف والمسميات الغير صحيح على الاشخاص هي ممارسة بدائية للتحيز الخاطئ تجاه بعضنا البعض ، نرفع بها اشخاصا ، ونخسف بها آخرين إلى اسفل السافلين ، دون وجه حق ، وكلما استمرينا في تبنيها كأسلوب للهجوم او المجاملة أثر في مصداقيتنا وفي صورتنا الحقيقية .