إنه لمن دواعي الغبطة والسرور والفرحة أن أكتب هذا العنوان أو هذا المجال الذي أحبه حبا جما ، وأغوص في بحره الزاخر ونهره الفياض، لأن نفسي تتوق اليه ؛ ويطمئن قلبي نحوه، وإن آفاق الجمال تجعلني وتدفعني نحو هذا الباب الواسع ، إنه جمال الأدب وقناديله الوهاجة.
عند رجال البلاغة والبياب و الفصاحة والجمال وعمالقة الفنون الكبار ” فالجمال كثيرا مايتذوقه الحس الظاهر والشعور الباطن، دون ان يستطيع الفكر تحديدا كل العناصر التي امتلكت استحساته وإعجابه ،وان عرف منها الشىء الكثير ،واستطاع ان يفرزه ويحدده معالمه”
الأدب فن جميل لمن يختاره ،وحياة فخارة لمن يستنسه ، إنه حب وإخاء ، وحرب وعداوة ، وظلم وضياء ، كما انه مدرسة نورانيةوقنديل الوهاج في صناعة الرجال والأقيال والقادة ، وفيه متعة وفرحة، وبهجة وبسمة !
“فمن لا يفرح الادب والشعر والقصيد فهو حزين وسقيم في بحور الجفاء والغلظة ، وفي بحبوحة الهرج والقتل ، وفي دائرة العصاة الغزاة ، وفي حطيرة فصائل المرتزقة باسم الدين والاخلاق ، بل يموت هذا الإنسان أبواب السفاهة والجهادية المعاصرة بإسم الصحوة “الإسلامية ” حسب زعمهم ، ثم يتعلم رويدا رويدا فنون الشنق والقتل ، وصور التعذيب والنكال حتى يتخرج ويتشبع لهذا الفكر التكفيري أو الصحوي “العسكري” إن صح التعبير..
لماذا الإنتحار والتفجيرات؟ ، ولماذ نقوي ونؤيد بقتل الهمم -العالية- والطموحات -الشامخة-؟ وبم نشجع التكفير والتخريب في ظل الأحزاب الدينية والجماعات والحركات المارقة؟ وماهي القيودات والحبائل التي تمنعك قراءة الفنون الأدبية ،ثم تدفعك وتجعلك عاشقا بقراءة كتب التكفيروالتقسيمات الإرتجالية باسم المرجعيات والمصادر الأصلية والدواوين الخامدة ؟
فرب مرشد وزعيم بعيد كل البعد عن دراسة القرآن الكريم ومطالبة معانيه ، وفي شنطته كتب الحركات والفصائل التي أفدست النسل والحرث وأكلت اليابس والأخضر ، فهو غافل عن كتب قرأءة التفاسير والتبيان وإن كان متأبطا كتب الصوارخ والصوارم الحالكة بإسم الفتاوى المعاصرة.
أخي المسلم ! النفوس الزكية تعشق قراءة كتب الادب ومطالعة الأشعار الجميلة، وتصفح الروايات والأقصوصات الفريدة ، ومراجعة المقامات المحمودة والمسرحيات الفنية والأدبيات الراقية الحاملة بالأمن والإستقرار والتعايش الآدمي.
في الأدب تقر العين فترى الجمال والديباجة ، ويهدي القلب فيرشد الى اللاحب المهيع والصراط المعبد ، وترتاح الاذن فتسمع الاوتار والنغمة الموسقية والسجع والقوافي المختارة في ظل الربيع وتحت الأشجار الجملية والأزهار المتفتحة ،والأوراق الخضرة .
في الأدب يروي المؤرخ -التاريخي- ما في بطون كتب التواريخ والسير والأعلام ، ويحلل الناقد البناء حسنه وقبيحه ومختاره وشريفه ووضيعه ، كما يكتب المؤلف بغية نفسه ومطلبه .
في الادب قصة وأقصوصة ، ومسرحية واليفة وملحمة ، ونضال وجهاد ، وتضحية ووفاء ، وحرية وطلاقة وباختصار انه التاريخ والتاريخ ديوان البشر وذكرياته وأيامه وعصوره في جميع مراحله مدة عمره .
أما قصتي في الادب فهي عقدة من الجوهرة الثمينة ، ووردة من الياسمين ، ونجمة بيضاء ، وخط وحبر مداد ، قرات كتب مصطفى لطفي المنفلوظي الأديب الشهير الأفريفي العربي المصدري ، صاحب القلم السيال، وصاحب الفكرة النابعة ، والروح الابية ، والنفس السامية،
أول مطالعتي وقراءتي في كتب الادبيات والأفكار النقية ،كتابه الفريد “النظرات ” وفيه عناوين من ذهب ، وسطور من زبد ، ولطائف من شعر ، وصفحات من نثر مختار.لا يمل ولا يكل من تصفح وأمعن النظر فيه ،ثم جعل في حقيبته ومكتبه وجنب فراشه في حجره.
ومن أقوال الكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي في -النظرات- ” السبب في شقاء الإنسان أنه دائمًا يزهد في سعادة يومه ويلهو عنها بما يتطلع إليه من سعادة غده، فإذا جاء غده اعتقد أن أمسه كان خيرًا من يومه، فهو لا ينفك شقيًا في حاضره وماضيه”
أيها المثقف العربي والصومالي تعال نقرأ هذه الأبيات التالية ترى فيها الروح والمودة ، والشوق والحياة ، وفيها أيضا خلق نبيل وتربية ميثالية ،أحب الشاعر الفقراء والمساكين والمعوزين قبل الأغنياء والأثرياء، وغرس مبادئ الحياة قبل التحكيم والإنتقام ، وقال ماقال قبل فصل الخطاب وإرساء قواعد الفتاوى والآراء المتداولة بين سفهاء الأحلام وعقلاء القتلة ورواد الفكر التكفري .
يا بني الفقر سلاماً عاطراً من بني الدنيا عليكم وثناء
وسقى العارضُ من أكواخِكم معهدَ الصدق ومَهد الأتقياء
كنتمُ خير بني الدنيا ومن سعدوا فيها وماتُوا سُعداء
عشتم من فقرِكم في غبطةٍ ومن القلةِ في عيشٍ رَخاء
لا خصامٌ لا مِراءٌ بينكم لا خداعٌ لانفاقٌ لا رياء
خلقٌ بَرٌ وقلبٌ طاهرٌ مثل كأس الخمرِ معنىً وصَفاء
ووفاءٌ تثبَتَ الحبُّ به وثباتُ الحبِّ في الناسِ الوفاء
أصبحت قصتكم معتبراً في البرايا وعزاءَ البؤساء
يجتلي الناظر فيها حكمةً ىلم يُسطِرها يَراعُ الحُكَمَاء
حِكَمٌ لم تقرءوا في كتبها غيرَ أن طالعتُمُ صُحفَ الفَضاء
وكتابُ الكونِ فيه صُحفٌ يقرأ الحكمةَ فيها العُقلاء
إن عيش المَرء في وَحدَتهِ خيرُ عَيش كافِلٍ خَيرَ هَنَاء
فالورى شرٌ وهمٌ دائمٌ وشقاءٌ ليس يَحكِيه شَقَاء
وفقيرٌ لِغَنىً حاسدٌ وغنىٌ يستذلَّ الفقراء
وقويٌّ لضعيفٍ ظالمٌ وضعيفٌ مِن قوىٍّ في عناء
في فضاء الأرض منأى عنهمُ ونجاءٌ منهمُ أي نَجاء
إن عيش المرءِ فيهم ذلةٌ وحياةُ الذلِ والموتُ سواء
ليت فرجيني أطاعت بولسا وأنالته مناهُ في البقاء
ورثت للأدمعِ اللاتي جَرَتى من عيونٍ ما دَرَت كيفض البُكاءِ
لم يكن من رأيها فُرقَتُه ساعةً لكنه رأيُ القضاء
فارقتهُ لم تكن عالِمةً أن يومَ المُلتقى يومُ اللقاء
ما لفرجيني وباريس أما كانَ في القفرِ عن الدنيا غَناء
إن هذا المال كأسٌ مُزِجَت قطرةُ الصهباءِ فيه بدِماء
لا ينالُ المرءُ مِنه جُرعَةً لم يَكن في طيّها داءٌ عَيَاء
عَرَضوا المجدَ عليها بَاهِراً يَدهَشُ الألبابَ حُسناً ورُواء
وأَرُوها زخرفَ الدنيا وما راقَ فيها مِن نعيمٍ وَثَراء
فأبته وأبى الحبُّ لها نَقضَ ما أبرَمَه عَهدُ الإِخاء
ودَعَاها الشَوق للقفر وما ضمَّ مِن خَيرٍ إليهِ وهَناء
فَغَدت أهواؤُها طائرةً بجناحِ الشوقِ يُزجِيها الرَّجاء
يأمُلُ الإِنسانُ ما يَأمُلُه وقضاءُ اللَه في الكونِ وراء
ما لِهذا الجوّ أمسى قاتِماً يُنذرُ الناسَ بويلٍ وبَلاء
ما لِهذا البحر أضحى مائجاً كَبِنَاءٍ شامخٍ فوقَ بِنَاء
وكأَنَّ الفُلكَ في أمواجِه رِيشةٌ تحملُها كفُّ الهواء
وَلِفرجِيني يدٌ مبسوطةٌ بدعاءٍ حين لا يُجدي دُعاء
لَهَفِي والماءُ يَطفو فَوقَه هيكلُ الحُسنِ وتِمثَالُ الضيّاء
وبلهفة وشوق وحنين قرأت أيضا كتابه الثاني “العبرات” وفحواه أدب وحكمة ، ونخبة وصفاء ، ورحمة ووفاء، وإنسانية وضياء، وقنديل من الخلة والرأفة ، يعبر الكتاب فكره الخلاب ورؤيته السليمة فيه ، فصور موضع الرحمة معنى “الحياة” وموضع الصبر معنى “الحلم”وموضع العشق منعى “الروح”وموضع العلم معنى “الجهاد” والعلم أولى ان نسميه جهادا.
ومن مقالاته الساطعة في كتابه -العبرات- “لا أعرف أحداً بين الناس يستطيع أن يرسم لي خطة سعادتي كما أرسمها لنفسي”
فقد صحبت بهرة من الردح كتاب “وحي القلم” فهو موسوعة شاملة ، ومكتبة عالمية ، وثقافة وتربية، وتراث وحضارة ، وأدب وتاريخ ، ورحلة علمية، وخزانية نهضوية ، فكر وسياسة ، ونقاش وبلورة ، وحي القلم يوحي الفكر والعقل مبادىء التعايش والتسامح، ويقودهما الى حياة جديدة، وإلى ميدان ثقافي وأندية جماهرية .. وبإختاصر شديد الكاتب القدير
مصطفى صادق الرافعي: أحد أقطاب الأدب العربي الحديث في القرن العشرين، كتب في الشعر والأدب والبلاغة باقتدار، وهو ينتمي إلى مدرسة المحافظين وهي مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكي”
فهو متحف كامل ومكتبة شاملة ، وديوان وسجل الكرامة والقداسة تجاه الحياة في هذا الكون الدنيوي ، الكاتب يخطط ثم يعبر ، ويقول ثم يحلل، ويعرض ثم يناقش ، وقد وصفه الكتاب والأدباء شخصية هذا العلم أو هذه الأسطورة الأدبية -العاليمة- جبلا عظيما وعملاقا ، وبالفعل قيل بوصفه – “أنه يرسم كتابه هذا بريشة الفنان، ويُزيِّن معانيَه بحُلِيِّ البيان، ويلوِّنه بحسن الإيمان، فتتداخل الحدود بين العالم المادي وعالم الإنسان، فلا يدري القارئ أحقيقةٌ ما يقرؤه في هذا الكتاب أم خيال؟! أعقلٌ هو أم جنون؟! حقًّا” .
لقد أفاد الرافعي بما فاض به خاطرُه، وجاد به فكرُه، وسال به قلمه، فسطَّر مجموعةً رائعة من النثريات، تباينتْ بين فصولٍ ومقالاتٍ وقصص عن مواضيع متنوِّعة، كتبها في ظروفٍ مختلفة وأوقاتٍ متفاوتة، فأخرج لنا في النهاية تحفةً أدبيةً استحقَّتْ أن تُسمَّى بحقٍّ «وَحْي القَلَم».
ثم طالعت كتب ومؤلفات أديب الفقهاء وفقيه الأدباء العالم الرباني والداعية الشهيرة السيد علي الطنطاوي “السوري” صاحب المصنفات والمدونات الفخرية،وصاحب العبارات الرزينة والمقالات الأدبية، صاحب الحق والبيان والرسالة الميمونة. إنه علم من أعلام الهدى وفارس من فرسان الدعوة الإسلامية. قرأته كتابه الفريد “فصول في الثقافة والادب” وفي صفحات عبر وعبرات، وحكمة وأحكام، وأدب ورواية، ولغة ولسان. ومن أشهر المواضيع والعناوين المكتوبة في الكتاب “لون من الترف العقلي” و “من هو العربي” لغة اضاعاها أهلوها” و “كلمات في الأدب” ثم “الوصف الخيالي والوصف الواقعي” وله مؤلفات جمة وكتب مختارة، ومصنفات متنوعة ، ومنها كتابه” فكر ومباحث و” هتاف المجد،” وكتابه “ذكريات على الطنطاوية ١ -٨ ” و “فتاوى على الطنطاوي١-٢” وكتابه الرائع ” سيد رجال التاريخ محمد صلى الله عليه وسلم.
يجد الباحث العربي قراءة هذه الكتب روعة وجمالا ، وقيما وأخلاقا وتزكية وزهدا، وتربية وإنصافا، وتحفيزا وعلوا ،ومن مقالاته الفريدة “لون من الترف العقلي ” ويقول في طياته بهذه السطور العريقة والكلمات الذهبية التي مبناها الفكر والفلسفة ، والشوق والحنين ، والعلم والمعرفة.
( طرق المؤلفون في كتبهم كل باب من أبواب المعرفة وسلكوا كل طريق من طرق العلم والأدب، وأودعوها كل ما يمكن أن يصل إليه العقل المفكر والقلب الشاعر والوجدان المتأمل ،فكان فيها علوم الدين والدنيا ،فيها مئات ومئات من المجلدات في القرآن ،تنزيله وتأويله، وفي الحديق ،روايته ودرايته، وفي الأدب ، فنونه وألوانه، وفي الطبيعة ،قوانينها ومظاهرها ؛وفي التاريخ ؛قديمه وحديثه….. )
كما ارتويت كتاب” صور من حياةالصحابة” وكتاب” حدث في رمضان” وكتاب “عدوان العربية عدوان على الاسلام” ومؤلف هذه الكتب الفريدة رجل واحد؟ عملاق مشهور في أوساط طلاب العلوم والمعارف ،إنه صاحب كتاب” صور من حياة الصحابة” وهذا الكتاب ينتمي من الطراز الأول والسجلات الأدبية ، كتابة وفنا، ذوقا وأسلوبا ، فنظم الكاتب أبوابه وفصوله ، وإستخذم اثناء تصنيفه الأسلوب الأدبي ،ثم تطرق الكاتب إلى صور البيان والديباجة البلاغية ، وألوان البديع كالمحسنات اللفظية والمعنوية ، ما أجمل السجع المرصع إذا كان في موضعه الأصلي ، والوزن والقافية في موضع النحت والتنقيح .
فمن أراد الحياة بوسعها وخيالها وعجائبها وصورها الجذابة ، فاليقرأ هذا الكتاب ففيه نور على نور ،وزيادة تاريخية ، وأشكال وهياكل وطرائق أدبية ، فمن كان همه ومراده أن يجني الثمار اليانعة من هنا وهناك ، فاليشترى هذا الكتاب الميمون ، لكي ينهل التصريع والتقسيم ، والإزدواج والإلتفات ، والجناس والطباق ، والإقتباس والكناية ، نعم قلنا في الادب حياة ، وفي الحياة متعة ونغمة، وفيها لون من الترف الفكري الخلاب .
أمافي مجال الشعر العربي فحدث ولا حرج ، فصحبت هذه الكتاب ” كتاب قصيدة البردة” ألفه الشيخ العلامة البوصري صاحب التصوف والعبادة، فمتن هذا الكتاب يتكون بعدة من الفصول والأبواب ومنها، في الغزل وشكوى الغرام، وفي التحذير من هوى النفس، وفي مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وفي مولده عليه أفضل الصلاة والتسليم ، وفي معجزاته صلى الله عليه وسلم وشرّف وكرّم ومجدّوعظّم ووالي وأنعم،وفي شرف القرآن الكريم ومدحه وغيرها من الأبواب والفصول والمباحث ، ولكن أخطأ حق هذا الكتاب بعض من السلفية الجامدة في الصومال ، وأصحاب النفوس الدنيىئة ، ورجال المداهب الهدامة ، ومن كتب الشعر الأخرى التي قرأتها ودرستها كتاب المعلقات ، وديوان الشنفرى والطغراني ، وديوان المتنبي، وكتاب العقد الفريد ، ثم قرات كتاب المقامات للحريري، ومقامات القرني، وكتب الادب المقارن. فكلها كتب جذابة ، وكتب خلابة. وفي الادب حياة.
وهناك كتب أدبية ، يعتبر من أجمل كتب الأدب والفنيات ، وهي كتب مختارة ، مشهورة عند أهل الأدب والشعر ورجال القرأءة والمطالة في هذا الأيام الأخيرة ، ومنها كتاب ” جنوبا ما وراء السافانا “ الصومال، السودان، إيثوبيا، كينيا،أوغندا، للكاتب حسن محمود قرني الصومالي ، صاحب القلم والفكرة النابعة ، تحدث الكاتب في كتابه هذا عن الحقائق التاريخية والثقافية والأيديلويجة والفنية والأدبية في القرن الأفريقي ، النفوس الزكية تعشق الأدب ، وتحب الأدباء ،لانهم كرماء وشرفاء ، وعظماء وبلغاء .
الأدب فهو ميزان الحياة وترجمان الأمة وديوانها! فليس الأدب نظم القوافي ،ولا سجع ولا العبارات، ولا ميزان الفواصل والعلل، كما يظن بعض من البشر أن الأدب نظم وقافية ، وشعر وأقسامه ، هذا أمر غير جيد. الأدب فن شامل ، فيه قصة ومسرحية ، ورواية واقصوصة ، ومقامات وملحمة ،وديوان وتاريخ ، وتفسير وبيان، ورسالة ورؤية ، وهدف وسياسية ، وللحديث بقية ، وسأركز إن شاء الله بعض من الكتب الفريدة في الفنون الجليلة. ولا يزال الكلام مستمرا في قادم الأيام حسب المقدرة والإستطاعة.
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر
وَمَنْ لايحب صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
فَعَجَّتْ بِقَلْبِى دِمَاءُ الشَّبَـابِ وَضَجَّتْ بِصَدْرِى رِيَاحٌ أُخَر
وَأَطْرَقْتُ، أُصْغِى لِقَصْفِ الرُّعُودِ وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر
وَقَالَتْ لِى الأَرْضُ – لَمَّا سَأَلْتُ أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟”
“أُبَارِكُ فى النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِى الزَّمَـانَ وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
هُوَ الكَوْنُ حَى، يُحِـبُّ الحَيَاةَ وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
وفي الختام أقول قراءة القرآن الكريم ذوق وأدب وفهمه حياة وجنة ، ونعيم وسعادة ، وتركه بؤس وشقاء وعذاب تبار.