جمعتنى الصدفة مع شخصية مسؤولة في صالة مغادرة مطار مقديشو، وبدأت بيننا دردشه تلقائية، قال: تمنيت لو تعددت خطوط الطيران العالمية، وتنوعت الخيارات بدلا من الطيران التركي فقط، قلت: هناك خطان جويان عالميا، وهما الطيران الاثيوبي والكيني، وقال: وربما الطيران القطري قريبا؛ لأنها أعلنت أنها ستبدأ رحلات منتظمة ابتداء من يونيو، قلت لا أثق بالقطريبن كثيرا، كم مشروعا تعهدوا به، ولم ينفدوا شيئا، أين مشروع بناء طريقي مقديشو جوهر، ومقديشو افجوي، قال: المشكلة ليست قطر، بل تعثر المفاوضات، قلت: أية مفاوضات؟ قال: قطر تمول المشروع، غير أن الشركة المنفذة هي شركة تركية، والشركة لا تستطيع أن تشرع في التنفيذ دون أن تحصل على ضوء اخضر من حركة الشباب، واضاف، لأن الحكومة غير قادرة على حماية عمال الشركة داخل العاصمة، فكيف إذا تعلق الأمر بأطراف العاصمة، أو خارجها، قلت: ما مضمون مفاوضات الشركة مع الحركة إذن، قال: طلبت الحركة 6 ملايين دولار، والشركة أصرت على عدم قدرتها دفع أكثر من 3 ملايين دولار.
فاستغربت كثيرا كيف يجرؤ إنسان يدعي الإسلام على تعطيل المصلحة العامة؛ لأن الطريق في حال بنائه يعود نفعه للمجتمع مهما كانت الجهة المنفذة، والحركة تتدثر دائما باسم الإسلام، أي إسلام هذا؟ كم أنت- أيها الإسلام الحنيف – ضحية المتطرفين أصحاب المصالح الضيقة.
وأي حكومة هذه التي تدٌعي حكم البلاد؟ وهي لا تستطيع تأمين عمال الشركة، ثم تتشدق ليلا نهارا أن إنجازاتها لا تُعد ولا تُحصى، أين تعمل؟ وما الفائدة من وجودها أصلا، إذا كانت الشركات تتحاور مع الحركة من أجل تنفيذ مشاريعها وهي تعلم ذلك يقينا، وإذا كان التجار لا يستطيعون أن ينزلوا بضائعهم من ميناء العاصمة إلا أن يدفعوا للشباب ضرائب، بل ويتفاوضون معها في القيمة أمام أعينها، ولا تستطيع فعل شيء، لأنها تعلم أنها لا تستطيع حماية التجار إذا رفضوا الانصياع لأوامر الحركة…ثم تتحدثون عن دولة قوية !!!!!
نقلا عن صفحته على الفيس بوك