احتفل العالم يوم أمس الأربعاء بمناسبة الأول من مايو التي تعدّ اليوم العالمي للعمال، حيث تتخذ بعض الحكومات من ذلك اليوم عطلة رسمية يسترخي العمال فيه من عناء العمل، وشهدت، أمس بعض المدن الرّئيسية في العالم وكذلك في الصومال احتفالات ومهرجانات تخص اليوم العالمي للعمال. لكن الظروف التي يعيشها العمال الصوماليون سواء في القطاع الحكومي أو الخاص صعبة للغاية حيث يتعذّر عليهم الحصول على أدنى مقوّمات تسيير العمل، مما يعني أن الاحتفالات باليوم العالمي للعمال ما هي إلاّ عادة اعتادها الناس وليس هناك إنجاز يتحقق من خلاله للعمال.
ويمكن تلخيص الانتهاكات التي يتعرّض لها العمال في الصومال فيما يأتي:
- ساعات عمل طويلة وأجور متدنية: يعاني العمال في الصومال من ساعات عمل طويلة تمتد من الصباح الباكر وحتّى غروب الشمس، يقومون خلالها بأعمال شاقة كأعمال البناء وغيرها، ثم يعودون بالليل وهم مثقلون بالإرهاق والنوم مع أجر زهيد بالكاد يسدّ معيشتهم اليومية في أحسن الأحوال، مما يجعل العامل الصومالي في عمل دائم دون الوصول إلى إنجاز عظيم.
- عدم حصول الرواتب غالبا في الوقت المحدّد: يشتكي بعض العمال الصوماليين سواء في القطاع الحكومي أو الشعبي من غياب الانتظام بنظام دفع الرواتب في الوقت المحدد، حيث من الممكن أن يعمل الشخص في مكتب حكومي لعدّة شهور دون أن يحصل على راتبه إلا في بعض الشهور مما يعرقل تنمية حياته الاقتصادية، والشيء نفسه أو قريبا منه يحدث مع العمال في القطاع الشعبي، في حين أن البعض يتّسم عمله بالتطوع وما هو كذلك، وإنّما أرباب الأعمال يتعمّدون إلى ذلك حيث أن البطالة المنتشرة في البلاد تضمن لأرباب الأعمال الحصول على أجير زهيد إذا قام الأجير السابق بمطالبة حقّه، وهذا ما يحمل العمال على السكوت عن مطالبة حقوقهم، ويشجّع في الوقت ذاته أرباب الأعمال بممارسة انتهاكات حقوق العمال باستمرار.
- غياب الأمن الوظيفي: وخاصة في القطاع الخاص حيث من الممكن أن يفقد الشخص المتفاني عمله بدون سبب، ولا يجد جهة تردّ له حقوقه واعتباراته.
هذه الانتهاكات لحقوق العمال وغيرها، ربما ستحمّل فئة الشباب التي تمثل نسبة كبيرة من المجتمع الصومالي أن تختار سلوك إحدى طريقتين كلاهما يشكل خطرا لحياة الشباب الصومالي، إذ أن الطريقة الأولى تتمثل في أن يغامر الشاب بحياته عبر الهجرة غير الشرعية ويعرّض نفسه لخطر الغرق في البحار، أو الموت عطشا في القفار، بحثا عن مكان آمن يجد فيه ظروف العمل المناسبة، وتتمثل الطريقة الثانية في أن ينضم الشاب إلى الجماعات المسلحة والتي تمارس العنف في تدبير حياتها اليومية، وفي كلتا الحالتين خطر يهدد كيان الأمة والبلاد يجب تفاديه.
وعليه فإنّه يجب على الأطراف المعنية بالقضية، وهم هنا الجهات الحكومية وأرباب الأعمال، القيام بتحسين أوضاع العمل للعمال حتّى يتسنى لهم ممارسة أعمالهم بكلّ أريحية مما سيرفع من مستوى نشاطهم الإنتاجي والّذي سيعود نفعه على المجتمع بحدّ سواء.