رغم التكتم الشديد التي تفرضه الحكومة على الأسباب الحقيقية وراء زيارة رئيس الوزراء حسن علي خيري إلى مدينة كسمايو عاصمة ولاية جوبالاند جنوب الصومال، واكتفائها بالقول بإنها ضمن الجولات التفقدية الروتينية التي يقوم بها رئيس الوزراء إلى المدن الصومالية للإطلاع على الأوضاع الأمنية والاقتصادية والمعيشيةفي تلك المدن الا أن هناك تكهنات بوجود أسباب أخرى لها علاقة بالأزمة الدبلوماسية بين الصومال وكينيا والانتخابات الرئاسية المتوقع اجراؤها في كسمايو نهاية العام الجاري، والانتخابات التشريعية والرئاسية في الصومال بحلول عام 2021 .
وصل رئيس الوزراء حسن علي خيري، يوم الإثنين الماضي إلى مدينة كسمايو على رأس وفد كبير ضم عددا من الوزراء وقيادات الجيش والشرطة والمخابرات في زيارة تستغرق عدة أيام.
حظى رئيس الوزراء في كسمايو باستقبال رسمي وشعبي حافل عكس على وجود توافق ما أو اتفاق سري أنهى الخلافات الحادة التي كانت بين الحكومة الاتحادية ورئيس ولاية جوبالاند أحمد اسلان مدوبي الذي أعلن العام الماضي تعليق تعاونه مع الحكومة المركزية في مقديشو، حيث احتشد المئات من مختلف شرائح المجتمع في ساحة بوسط المدينة مرددين بهتافات مؤيدة للحكومة الاتحادية ورئيس الوزراء خيري. وتعهد خيري للمحتشدين بالعمل مع قيادات ولاية جوبالاند لتحقيق تطلعات سكان الولاية إلى الأمن والاستقرار والتنمية والمضي قدما في الحرب على الجماعات الإسلامية المتشددة .
أجرى رئيس الوزراء خيري يوم أمس لقاء مغلقا مع رئيس الولاية أحمد إسلان مدوبي ومسؤولين في حكومته، ولقاء أخرى مع عدد من القيادات المجتمعية في الولاية.
كما ترأس خيري أمس اجتماعا رفيع المستوى حول تنمية الولايات الصومالية بمشاركة وفود من الاتحاد الأوروبي والدول المانحة وممثلين من المؤسسات العاملة في المجال الانساني.
وبحسب مصدر مطلع، تأتي زيارة الوزراء خيري إلى كسمايو بعد لقاءات واجتماعات أجراها نائب رئيس جهاز المخابرات الصومالية فهد ياسين مع رئيس ولاية جوبالاند أحمد اسلان مدوبي ومسؤولين في حكومته، الشهر الماضي في نيروبي، حيث فشل الجانبين في التوصل إلى اتفاق كامل ينهي التوتر بينهما ويفتح صفحة جديدة للعلاقات بين الحكومة المركزية ولاية جوبالاند رغم تحقيق بعض التقدم في عدد من الملفات المختلف عليها، بحسب المصدر.
ويضيف المصدر أن الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين الصومال وكينيا في شهر فبراير الماضي عجلت التوصل إلى اتفاق مبدئي بين الطرفين تم تتويجه بالزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء خيري لمدينة كسمايو حاليا.
في 16 فبراير الماضي، استدعت كينيا سفيرها في الصومال للتشاور وطالبت سفير الصومال بمغادرة بلادها، متهما الحكومة الصومالية ببيع حقول نفطية في المناطق المتنازع عليها بين البلدين في مزاد علني خلال مؤتمر في العاصمة البريطانية لندن حول الثروة النفطية للصومال.
لكن في 6 مارس الجاري اتفق الرئيسان الصومالي محمد عبد الله فرماجو وكينيا أهورو كينيا على تجاوز الأزمة الدبلوماسية الني نشبت بينهما خلال لقاء عقد بالعاصمة نيروبي بوساطة من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.
وأوضح المصدر المطلع أن الاتفاق المبرم بين الحكومة الاتحادية وحكومة جوبالاند قد يكون جزءا من صفقة ما جرت بين الرئيسين فرماجو أوهورو لتجاوز الأزمة الدبلوماسية بين البلدين أو على الأقل تخفيف حدتها.
وفي هذا السياق، نشر موقع “جوهر” الصومالي أن نائب رئيس المخابرات الصومالية فهد ياسين، وصل أمس إلى كسمايو، بعد ساعات من عودته من زيارة قام بها إلى كل من قطر وكينيا وإثيوبيا والسودان للانضمام إلى اللقاءات التي يجريها رئيس الوزراء حسن علي خيري مع المسؤلين في ولاية جوبا لاند.
وعلى صعيد متصل ، أثارت زيارة رئيس الوزراء خيري إلى كسمايو ردود أفعال معارضة من قبل نواب في البرلمان الصومالي وأبدوا مخاوفهم من أن تكرس الزيارة انقساما بين سكان الولاية وتقدم دعما معنويا لأحد المرشحين للانتخابات الرئاسية التي ستشهد ولاية جوبالاند قريبا.
انتقد النائب عبد الرشيد حدغ والمرشح للانتخابات الرئاسية في جوبالاند زيارة خيري إلى كسمايو، وحذر من توظفيها لصالح أحد المرشحين، مشيرا إلى شكوك تحوم حول أهداف الزيارة. ووصف النائب أمين جيسو زيارة رئيس الوزراء خيري لكسمايو بزيارة لـ”منطقة محتلة” في اشارة إلى وجود القوات الكينية في الاقليم. في حين طالب أكثر من 10 مرشحين للانتخابات الرئاسية في جوبالاند الحكومة الاتحادية من اعلان موقفها الرسمي حيال تلك الانتخابات وضرورة الوقوف على مسافة واحدة من جميع المرشحين .
.