حققت العلاقات التجارية بين الصومال وباكستان خلال الأعوام القليلة الماضية فقزة نوعية، وزاد حجم التبادل التجاري بين البلدين في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ حيث وصل لأول مرة منذ سنوات إلى 50 مليون دولار.
تقدر صادرات باكستان إلى الصومال التي تشمل الأجهزة المنزلية والأرز والسكر والمنتجات الصيدلانية بالإضافة إلى المواد الكهربائية، والدراجات النارية ، ومصنوعات الملابس والبلاستيك بـ 43 مليون دولار. أما صادرات الصومال إلى باكستان فتبلغ حوالي 7 مليون دولار.
أكد نائب الملحق التجاري في السفارة الصومالية بإسلام باد، عبد الفتاح عبد القادر عثمان خلال لقائه مع نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة في لاهور( LCCI) فهيم رحمان سايغال على أهمية أن تنعكس العلاقات التاريخية القوية بين الصومال وباكستان في العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.
تربط الصومال بباكستان علاقات تاريخية تمتد إلى العصور القديمة بحكم كونهما من الدول المطلة على بحر العرب ذلك الجزء من المحيط الهندي، الواقع بين سواحل شبه الجزيرة العربية وشبه القارة الهندية الذي كان ممرا للسفن التجارية المتنقلة بين البلدين، وتتحدث بعض الوثائق التاريخية عن اكتشاف قطع أثرية في مناطق صومالية ترجع تاريخها إلى بداية القرن التاسع عشر الميلادي تؤكد على العلاقة التجارية بين البلدين.
توثقت العلاقات الدبلوماسية بين الصومال وباكستان رسميا بعد نيل الصومال استقلالها من الإستعمار البريطاني والإيطالي 1960، وظلت علاقات البلدين قوية حتى بعد سقوط مؤسسات الدولة في الصومال عام 1991، حيث شاركت باكستان في عملية إعادة الأمل التي قادتها الولايات المتحدة لمساعدة المنكوبين جراء الحرب والمجاعة في الصومال وفقدت في هذه العملية عددا من جنودها.
دعا نائب الملحق التجاري في السفارة الصومالية بإسلام باد، عبد الفتاح عبد القادر عثمان إلى ضرورة تسهيل عملية الحصول على التأشيرة لرجال الأعمال الصوماليين، ودخول رجال الأعمال الباكستانيين في شراكة تجارية مع نظرائهم الصوماليين في مختلف القطاعات التجارية وخصوصا قطاع الصيدلية.
وقال إن جميع قطاعات الاقتصاد في الصومال مفتوحة أمام المستثمرين الباكستانيين، مشيرا إلى أن تبادل الوفود التجارية يمكن أن يساعد فى تقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وأعلن نائب الملحق التجاري في السفارة الصومالية في إسلام باد عبد الفتاح عبد القادر عن عقد أول معرض تجاري باكستاني في الصومال العام المقبل.
ومن جانبه، أكد نائب رئيس غرف التجارية والصناعة في مدينة لا هور LCCI) فهيم رحمان إنه ينبغي على القطاع الخاص في البلدين استكشاف جميع السبل الممكنة للاستفادة من الطاقات والأمكانيات الإقتصادية لكل من باكستان والصومال.
وقال فهيم إن الصومال دولة عضو في الاتحاد الإفريقي وجزء من منظمة الدول الإسلامية، وبالتالي أن السوق الصومالية مهم لغرفة لاهور التي تدعو أساسا إلى فكرة أن أن تستكشف باكستان السوق الأفريقية لتعزيز صادراتها.
وأوضح فهيم رحمان سايغال إن التجارة الثنائية بين باكستان والصومال تتبع اتجاهاً متزايداً.
وقال فهيم “من عام 2015 إلى عام 2017 ، ارتفع مستوى التجارة الثنائية بين البلدين من 31 مليون دولار إلى 50 مليون دولار في حين تبلغ الواردات من الصومال في المتوسط حوالي 7 ملايين دولار” مؤكدا تضاعف صادرات باكستان إلى الصومال في ثلاث سنوات حيث أغلقت عند حدود 43 مليون دولار في عام 2017.
وقال نائب رئيس غرف التجارة والصناعة في لاهور “لدينا القدرة على تلبية متطلبات الصومال للأجهزة المنزلية ، والمواد الكهربائية ، والدراجات النارية ، ومصنوعات الملابس والبلاستيك وما إلى ذلك.”
وأضاف أن غرفة لاهور ستحتفظ على اتصال جيد مع السفارة الصومالية في باكستان للعمل معا من أجل إيجاد طرق لزيادة العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، معبرا عن استعداد غرفة تجارة وصناعة لاهور للرد على أي مبادرة تتخذها السفارة.
وقع الصومال وباكستان في شهر مارس الماضي مذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات بين البلدين في مجال التكنولوجيا وذلك في مناسبة عقدت بمدينة إسلام باد وبحضور رئيس الوزراء الباكستاني شهيد خاقان عباسي وعدد من وزراء حكومته.
وقع المذكرة من جانب الصومال سفيرة الجمهورية لدى اسلام باد السيد خذيجة محمد المخزومية ومن جانب بكستان وزير الداخلية أحسن اقبال.
وبموجب الاتفاقية تقدم باكستان دعما ماليا بقيمة 10 ونصف مليون دولار للصومال لتطوير قطاع تقنية المعلومات وتأسيس نظام الهوية الوطنية وتوفير الدعم الفني له.