أيها النائب الكريم …تذهب غدا الي المنطقة المخصصة للتصويت في قاعة مقر مجلس النواب، وتقف خلف الستار وحدك دون رقيب ولا حسيب الا اللّه وضميرك.
في هذه اللحظة إفعل ما يريح ضميرك دون خوف ولا طمع، ولا لإرضاء أحد، وأمنح صوتك في هذ الاستحقاق للقوي الأمين ، ولمن يأخذ بحقها ويسعى لمصلحة هذا البلد الذي تتكالب عليه الأزمات والمشاكل.
أيها النائب الكريم… اذا اخفقت في اختيار الأنسب، وانتخاب الأكفأ سوف تكون شريكا فيما سيقع في البلاد من المآسي وآلام، وسوف تتحمل مسؤولية وتبعات ذلك أمام الله وأمام هذا الشعب الذي لم يذق طعم الأمن والأمان، والسلام والاستقرار منذ عقدين من الزمان.
لا تخفى عليك حقيقة ما في البلاد، تتابع أخبار المواطنيين وأوضاعهم المعيشية والأمنية، وتسمع أصواتهم وشجونهم عبر الإذاعات والفضائيات والمواقع الاخبارية، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، إعلم أن هؤلاء يعلقون عليكم آمالا عريضة فلا تخيبوا آمالهم.
أيها النائب الكريم… لطالما لاحظت عندما تتجول في شوارع مدينة مقديشو مدى الخطر الذي يحدق بحياتك وحياة أولادك، وآثار الحرب الأهلية التي لا تزال صامدة لتحكى عن قصص الماضي الأليمة، ولطالما صادف مرور موكبك برجل عجوز يتكأ بالعصى يكافح من أجل لقمة العيش ومصاريف اليوم، أو أم مكلوم تبيع نتب القات أو الخضروات في قارعة الطريق، أو أطفال وشباب في مقتبل العمر ضاع مستقلهم في التسكع وبحث الأمل من بين الركام وأكوام القمام والقاذورات.
بالطبع تؤلمك تلك المشاهد الأليمة، وتهز ضميرك وتنكأ جرحك القديم ، وتبعث في نفسك ذكريات الماضي، ذكريات الطفولة، والأيام المدرسة التي كانت تفتقر لأبسط مقومات البيئة التعليمية، وتذكرك رحلة الهجرة إلى أصقاع العالم الحر بحثا عن مستقبل أفضل، لكن أعلم أن الحل بات اليوم بيدك وأن الطريق نحو تغيير هذه المشاهد المؤلمة يمر عبر البرلمان.
أيها النائب الكريم … أنت أمام لحظة تاريخية مواتية لقلب الموازين ولتصحيح الأخطاء وأمام فرصة قد تغير مجرى تاريخ البلاد نحو الأفضل، وأن التاريخ سجل مفتوح لا يرحم . لا تستسلم لإغراءات النفس والشيطان إن كان في قلبك ايمان واسلام وحب الوطن، ولا تتخل عن مبادئك وما يملي ضميرك، ولا تسمح لنفسك أن تبيع صوتك بثمن بخس دراهم معدودة ولا تصوت من أجل القبيلية أو من أجل فلان وعلان.
أيها النائب الكريم… الأيام دول ولن تدوم على حال، ومَن سرّه زمن ساءته أزمان، فلا تفكر في اليوم وانظر إلى الأمام، وتعلم من الصقر، بعد النظر، وعزة النفس، والحرية واعط صوتك فانه أمانة على رقبتك لمن تثق بدينه وعلمه وأمانته وضعه موضع الثقة، وانتخب بكل حرية وكرامة ولا تقل من هو؟ ومن أي قبيلة أو إلى لون أو فصيل سياسي ينتمي اليه.
أيها النائب الكريم….بات مستقبل البلاد ومستقبل أكثر من 10 ملايين صومالي في الداخل والخارج على رقبتكم ولن يقود هذا البلاد الا من يحصل على ثقتكم وبالتالي فلا تكونوا سببا لضياع مستقبل هؤلاء الملايين فلا تخيبوا آمالهم ولاتثبطوا عزيمتهم ولا تجعلوا لأنفسكم عرضة لدعوة المظلومين، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب، وامنحوا أصوتكم للقوي الأمين الذي ترونه الخيار الأمثل لقيادة البلاد خلال السنوات الأربعة المقبلة.