اجتمع رئيس الوزراء والمرشح الرئاسي عمر عبد الرشيد شرماركي، يوم الجمعة مع ممثلي ولاية بونت لاند في البرلمان الاتحادي في فندق بالعاصمة مقديشو، وتم خلال الاجتماع الذي حضره رئيس الولاية عبد الولي محمد غاس مناقشة التطورات السياسية والانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في البلاد نهاية شهر يناير المقبل، وسبل دعم نواب البرلمان المنحدرين من اقليم بونت ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية بالاضافة إلي ضرورة مواصلة حث الخطى لتشكيل جبهة موحدة تعمل من أجل حماية مصالح البلاد واستحقاقات ولاية بونت لاند بحسب ما جاء في كلمة لعبد الولي غاس ألقاها في الاجتماع .
يعد هذا الاجتماع الثاني من نوعيه بين المرشح الرئاسي عبد الرشيد شرماركي ونواب من البرلمان الاتحادي الجدد حيث التقى شرماركي نواب ولاية جوبالاند في وقت سابق من الشهر الجاري في كسمايو وذلك اثناء زيارته للمدينة وأنه يأتي في إطار مساعيه الحثيثة لكسب أصوات ممثلي الولايتين بونت لاند وجوبالاند في البرلمان الاتحادي والبالغ عددهم نحو 100 نائب ونائبة، ومن ثم الانتقال إلى كسب تأييد الأصوات المترددة أو الحائرة من الولايات الأخرى وبعدهما تكون الخطوة الثالثة أن يضع كل ثقله على اقناع المرشحين الآخرين بتأييده في حال تمكنه من الوصول إلى الجولة الثانية.
ولإنجاح هذه الخطة يبدو أن رئيس الوزراء عمر عبد الرشيد شرماكي يسير على ثلاثة محاور:
المحور الأول: المحور القبلي، يحاول شرماركي جز حصاد العام الذي قضاها في منصب رئيس الوزراء والاستغلال من رصيده السياسي لدى عشائر دارود التي ينتمي إليها والعشائر غير الكبرى من خلال اجراء لقاءات واجتماعات سرية وعلنية مع نواب البرلمان المنحدرين من الاقاليم الشرقية، والجنوبية، واقليم جنوب غرب الصومال، ومنطقة أرض الصومال.
المحور الثاني: فتح قوات اتصال مع زعماء عشائر هوية والاستماع إلى آرائهم وطمأنتهم بأن مصالهم لن تمس بضرر، والتعهد لهم بمناصب مهمة سيادية.
أما المحور الثالث: تعزيز علاقاته مع المجتمع الدولي والدول المهتمة بالشأن الصومالي وتبديد مخاوفهم من احتمالات اندلاع فوضى سياسية في العاصمة مقديشو في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية. وفي هذا الاطار قام شرماركي بجولات داخلية وخارجية التقى خلالها مسؤولين كبار من الدول التي زارها.
يبدو أن خطة رئيس الوزراء والمرشح الرئاسي عمر عبد الرشيد شرماركي ليست هينة ومحاطة بعقبات جمة وفرص نجاحها غير كبيرة الا أن البعض يتوقع حدوثه خلال الأيام المقبلة وإلى يوم انتخابات الرئيس ثلاثة احتمالات ربما تخلط الأوراق وتقلب الأمور رأسا على عقب، وتمنح المرشح الرئاسي عبد الرشيد شرماركي منصب رئيس الجمهورية. وهذه الاحتمالات هي:
الإحتمال الأول: حدوث خلاف في جبهة الرئيس حسن شيخ محمود. يستبعد البعض هذا الاحتمال لكن يبقى احتمالا واردا في ضوء عوامل ومعلومات بدأت هذه الأيام تطفو على السطح حسب ما نشر في بعض المواقع الصومالية. واذا حدث هذا السيناريو لا شك سيشتت أصوات الرئيس ويقود رئيس الوزراء إلي القصر الرئاسي.
الاحتمال الثاني: أن يقبل رئيس ولاية جنوب غرب الصومال والمرشح الرئاسي شريف حسن تشكل تحالف بينه وبين رئيس الوزراء شرماركي على أساس رؤية “ لنا الرئاسة ولكم الوزارة”، وهذا الاحتمال أقرب إلي الواقع واذا حدث يحصل عمر عبد الرشيد على أصوات ولايات جنوب غرب الصومال ( حوالي60) وبونت لاند (حوالي 50) وجوبالاند ( 40) ويكون قد ضمن حوالي ثلثي أصوات أعضاء غرفتي البرلمان الاتحادي، مجلس النواب ومجلس الشيوخ.
الاحتمال الثالث والأخير: أن تنجح مبادرة بعض المرشحين التي تدعو إلي توحيد صفوف المرشحين الساعين للتغيير والاتفاق على وقوف خلف مرشح واحد، واذا نحج عمر عبد الرشيد أن يكون مرشح المعارضة وهذا أمر محتمل يمكن أن يفوز بمنصب رئيس الصومال.