فى إطار إستقصاء الحقائق بشأن مشكلات التّهريب وآثارها الإقتصاديّة المدمّرة عقد مركز مكافحة أنشطة القراصنة البونتلاندى بالتّعاون مع الهيئة النرويجيّة للإغاثة (NCA) دورة علميّة يوم الخميس 20 اكتوبر فى جرووة ّإستضافو فيها عدد من الأكاديميين وبعض شرائح المجتمع من مختلف الفئات والأعمار وذالك تمهيدا لتظاهرة كبرى ضدّ الظّاهرة المستفحلة سيتمّ تنظيمها يوم الخميس او السبت القادم فى جرووة برعاية المركز نفسه وبالتّعاون مع الهيئة ذاتها
فى البداية إفتتح مدير المركز عبدالرزاق محمد درر،ليعطى نبذة موجزة عن نشاطات المركز وتجربته فى محاربة القرصنة “نشاطات القرصنة إختفت تماما حيث تعود تاريخ آخر سفينة إحتجزوها فى مايو 2012 , لقد عملنا ما فى وسعنا لشحن الرّأى العام ضدّهم وكان لرجال الدّين دورا حيويّا كبيرا فى الحملة , الآن إختلفت المعطيات وأصبحت السّواحل الصوماليّة فريسة سهلة لسفن الصّيد غير الشّرعيّة الّتى تعمل على تدمير البيئة السّمكيّة ممّا قد يدفع الشّباب الممتهنين حرفة الصّيد إلى ترك عملهم ما يدفعه للتّفكير والإتّجاه نحو الهجرة غير الشّرعيّة أملا فى الخلاص من أوضاعه المزرية ”
الكاتب أشكر نور إعتبر الأمّهات الصوماليّات القطاع الأكثر تضرّرا من عمليّات الهجرة غير الشّرعيّة “عندما يذهب الشّاب إلى شبكات المهرّبين يطرحون عليه سؤالا محوريّا: هل أمّك لاتزال على قيد الحياة , إذا كان الجواب بالإيجاب فقط عندها يلتفتون إليه لمعرفتهم الأكيدة بأنّ الأمّ ستفعل المستحيل دائما لتسديد المتطلّبات الماديّة المطلوبة مقابل الإفراج عن فلذات أكبادهنّ بشكل أكثر حماسة وجدّيّة من الآباء”
الحضور ناقشو بعمق الأسباب والخلفيات وراء تزايد الظّاهرة
يتسائل المدير “لماذا يتمّ الإتّجار بالبشر؟ فى الوقت الحديث تطلق على ظاهرة التّهريب إسم (العبوديّة الحديثة) , المجاعة والصّراعات والكوارث الطبيعيّة تعدّ من الأسباب الرئيسيّة لكنّها توجد اسباب أخرى فرعيّة منها إنبهار الشّباب من أسلوب حياة أقرانهم الفارّين -عبر الطّرق غير القانونيّة- وما ينشرونه على شبكات التّواصل الإجتماعيّة من صور برّاقة خادعة”
أمّا الشّبكات المتورّطة فى هذا العمل الإجرامى فيترتّب على أعمالهم الشّنيعة:
- تفشّى الرّذيلة ووقوع الكثير من الفتيات ضحايا للإستعباد الجنسىّ
- المال المتضخّم المتكسّب عن طريق هذه الشّبكات تساهم فى الأعمال المخلّة بالأمن العام
- فى معظم الأحوال يتمّ إبتزاز المتهرّب الكادح وإعطاءه المبالغ الزهيدة مقابل أعمالهم
- إستغلال الأطفال بما يعرّض تربية وحياة النشىء فى المحكّ
- إستنزاف العقول والطّاقات الشّبابيّة
- موت وغرق الكثير منهم عرض البحار
وعمومافإن هناك آثار مدمّرة عديدة للمشكلة منها:
- نفسيّة : تحدث عندما يتفاجأ الهارب بأسلوب الحياة الجاّد فى الدّول المتقدّمة والّتى تختلف كلّيا عن ما كان يدور فى مخيّلته من حياة البذخ والتّرف , وعندما يصطدم بالواقع بما فيه من مشكلات وتحدّيات يتعرّض الكثير لمشاعر الصّدمة والإحباط وربّما ينزلق إلى تعاطى الكحول والمخدّرات
- إقتصاديّة : يضطرّ الأهالى إلى بيع أرصدتهم وممتلكاتهم من الأراضى والعقارات غالبا لتسديد المبالغ الماديّة للمهرّبين ونظرا لحاجتهم الملحّة للسّيولة الماديّة يقومون بعرضهم للبيع وبثمن بخس , هذه المبالغ الطّائلة تذهب هدرا ومن غير طائل
- إجتماعيّة : الظّاهرة تساهم فى التّفكّك والإنحلال الأسرى والتّشتّ والضّياع بين أفراد العائلة الواحدة , بعد الهروب يجد الزوج نفسه فى عنق الزّجاجه عندما يتعرّض لرفض طلب اللّجوء والعجز عن العمل لإنتفاء إقامته بطريقة قانونيّة فى بيئته الجديدة وفى كثير من الأحيان لايجد الزّوج الهارب بدّا من تطليق زوجته الّتى تركها وراءه فى الوطن الأمّ لتخليص نفسه من أعباء ضغوط مشاكل اللّجوء والإقامة, وفى بعض الحالات تقوم الأمّهات المطلّقات أنفسهنّ بالرّحلة الشّاقّة ذاتها ردّا لإعتبار الذّات ليواجه الأبناء مصيرهم لوحدهم فى غياب توجيه ورعاية الآباء
وفى ختام النّدوة تلخّصت الإقتراحات والحلول بشأن وقف عمليّة التّهريب فى النّقاط الآتية:
- القيام بحملة إعلامية لتوعية النّاس بالمخاطر والعواقب الوخيمة للهجرة غير الشّرعيّة
- رفع مستوى جودة التّعليم الأساسىّ والجامعى والتّوسّع فى التّعليم النّوعى والحرفىّ ليتمكّن الخريج من إستغلال الموارد الطّبيعيّة البكر غير المستغلّة بما يحقّق التّنوّع فى الأعمال والمهن وبالتّالى تعمل على توفير الفرص للشّباب الرّاغبين فى العمل وتقلّل نسبة بطالتهم
- وضع آليات للحدّ من تفشّى الفساد والمحسوبيّة عند التّوظيف , وللعلم تتزايد نسبة الشّباب الخريجين المهاجرين لشعورهم بالإجحاف والتّهميش وتململهم من البطالة وغياب العدالة والشّفافية بشكل عام
- تضييق الخناق على شبكات التّهريب فى أنحاء البلد وسنّ قانون رادع وحازم وملاحقة القائمين عليها أمنيّا.
تقرير: محمود عيسى فارح