يتسائل البعض عن مكان وجود رئيس البرلمان السيد محمد عثمان جواري حاليا، ولماذا أختفى عن الأنظار فور انتهاء الدورة السابعة للبرلمان ؟ وما هو دوره في الجهود الجارية لايجاد حل لأزمة الانتخابات التي قرب موعدها ؟ وهل اعتزل ودخل في خلوة مع مستشاريه لفك طلاسم الأزمة؟ أم أنه توارى عن الأنظار ليستريح من صخب السياسة، ومبادراتها ومشاكلها؟ وبعد بحث وتقص عرفنا مكان وجوده وسبب اختفائه .
بعد أن انتهت الدورة السابعة للبرلمان الصومالي ودخول النواب إلي الإجازة لمدة شهر، سافر عدد كبير من أعضاء البرلمان إلى جارج البلاد أو إلى مناطقهم لقضاء اجازتهم مع عائلاتهم سواء الصغيرة أو الكبيرة في حين بقي البعض الآخر داخل العاصمة مقديشو، لكن الأمر يختلف بالنسبة للرئيس البرلمان.
إجازة البرلمان الحالية لها طمع خاص، وتختلف عن الإجازات السابقة ولذلك بسبب الانتخابات البرلمانية التي باتت على الأبواب، والمزمع اجراؤها نهاية العام الحالي. صارت هذه الانتخابات الشغل الشاغل للبرلمانين، ويقلق كثيرون عن مستقبلهم السياسي، وما اذا سيناولون ثقة الشعب مرة ثانية، وينجحون في الاحفاظ على مقاعدهم في قاعة مجلس الشعب.
ولهذا ينشغل هذه الأيام كثير من أعضاء البرلمان الذي ينتهي ولايته نهاية العام الحالي سواء أكانوا في داخل العاصمة مقديشو أو في الاقاليم أو في خارج البلاد في الاتصال مع السفارات الدول المعنية بالشأن الصومالي وممثلي المجتمع الدولي في العاصمة الكينية نبروبي، وتنظيم لقاءات خاصة مع رجال الأعمال، وشيوخ وزعماء عشائرهم لترتيب أوراقهم، وزيادة حظوظهم في انتخابات لم تتضح صورتها النهائية بعد بشكل رسمي نتيجة تباين وجهات النظر بين الحكومة المركزية و إدارة بونت لاند التي رفضت قرار الحكومة القاضي باجراء الانتخابات على أساس معيار المحاصصة القبلية 4,5 .
في خضم هذا السباق يتسائل البعض عن رئيس البرلمان السيد محمد عثمان جواري وأين أختفى ؟ وما الدور الذي يلعبه في ايجاد حل لأزمة الانتخابات التي يتقرب موعدها يوما بعد يوم؟ وهل اعتزل ليدخل في خلوة مع مستشاريه لفك طلاسم الأزمة؟ أم أنه توارى عن الانظار ليستريح من صخب السياسة ومبادراتها ومشاكلها؟.
وبعد بحث وتقصّ لمعرفة مكان رئيس البرلمان عرفنا أنه في فندق ما بمنتجع نيفاشا السياحي الكيني منذ مغادرته مقديشو مطلع الشهر الحالي ومعه عدد قليل من مستشاريه بعيدا عن صخب مقديشو، وهمومها التي اثقلت كاهله خلال العام الماضي، وأنه دخل في حوار خاص مع نفسه ومع مستشاريه ليحدد اتجاه البوصلة السياسية الصومالية ومساراتها خلال الشهور المقبلة وكذلك ليحسم مستقبله السياسي في العملية السياسية إن تم الاتفاق بشكل نهائي على اجراء الانتخابات في موعدها، وأن يتخذ موقفا مبدئيا ما إذا سيطل الصومالين مرة ثانية مرشحا لرئاسة البرلمان أم للرئاسة؟