المحتوى
مقدمة: ………. 3
انتماء اللغة الصومالية إلى اللغات الكوشية………………. 3
الصراع الثقافي في كتابة اللغة الصومالية:…………………..4
المحاولات التاريخية لكتابة اللغة الصومالية: ………………….. 5
كتابة اللغة الصومالية بالحروف اللاتينية:…………… 5
اللغة الصومالية في زمن سياد برى: ………………………. 6
اللغة الصومالية بعد الحروب الأهلية: ………………..6
عزوف المثقفين عن اللغة الصومالية: ………………………… 7
تحديات أمام اللغة الصومالية: …………………………….7
متطلبات المرحلة الراهنة: ………………………………………… 8
توصيات: …………….9
المصادر والمراجع: ………………………… 11
مقدمة:
إن اللغة الصومالية من أهم اللغات في القرن الأفريقي، كونها تنتمي إلى أسرة اللغات الكوشية (الأفرو آسيوية) التي نشأت شمال الشرق الأفريقي في أحضان مجتمع جاء المنطقة وكونها مملكة سميت بـ (مملكة الكوش)، وامتدت حتى هضبة الحبشية وجيبوتي والصومال وأجزاء من كينيا وشرق السودان وإرتيريا، ويقدر عدد الناطقين باللغة الصومالية أكثر من عشرين مليون نسمة في منطقة القرن الأفريقي، وواجهت كتابة هذه اللغة مشاكل جمة في أولها الصراعات الثقافية في الصومال، كما واجهت اللغة عوامل أخرى أثرها سلبا أو إيجابا، وأخيرا تم كتابة اللغة الصومالية عام 1972م من اللجنة المشكلة بهذا الخصوص من قبل حكومة سياد بري. وقامت الحكومة العسكرية بحملة توطيد اللغة الصومالية في أوساط شعبها، وفتحت جامعات تدرس بها اللغة الصومالية، وقامت بصوملة الوظائف والتعليم، وألزمت على المجتمع تعليمها، وأرسلت طلاب الجامعات والمعاهد إلى البوادي والأرياف لإثبات دعائمها في ربوع المجتمع الصومالي، حتى لا يسهل محوها من أذهانهم.
وبعد انهيار الحكومة الصومالية عام 1991 واجهت اللغة الصومالية انحسارا شديدا،من المثقفين الذين اعتمدوا اللغة الإنجليزية والعربية كلغات تعليمية في البلاد، وفتحت جامعات ومدارس تعتمد على اللغتين الإنجليزية والعربية كوسائط للتعليم، ولاقت الصومالية إهمالا شديدا، وقلّت أقلام المؤلفين بها.
انتماء اللغة الصومالية إلى اللغات الكوشية:
اللغة الصومالية من أهم اللغات الحية في القرن الأفريقي، وهي لغة رسمية لجمهورية الصومال وجيبوتي والصومال الغربي والصومال الكيني، فاللغة الصومالية هي اللغة التي يتكلم بها المجتمع الصومالي، وتنتمي إلى فصيلة اللغات الكوشية من أسرة اللغات الأفروأسيوية، وتشترك الصومالية مع اللغات الكوشية الأخرى في خصائص لغوية واضحة في المستويات الصوتية والمفرداتية، والصرفية، والنحوية، وتظهر هذه القربى اللغوية بصورة أوضح في مجموعة اللغات الكوشية الشرقية التي ينتمي إليها اللغة الصومالية، وتقترب اللغة الصومالية من اللغات الكوشية الأخرى بدرجات متفاوتة، ويعتبر لغة أويراawera أقرب اللغات الكوشية من الصومالية، وتأتي بعدها لغة رنديليrendille، ثم لغة بايسوbeyso، ثم لغة دسينجdesenech، ثم أربوري arbore ، وتسمي هذه اللغات لغات أمُوتانا أوالصومالية الممتدة، ثم اللغةالأرومية والعفرية وساهو(1).
يلاحظ أن اللغة الصومالية لم تشهد تطور عن أصولها الأولى إلا في القليل ،وإن فيها تقاربا للعربية القديمة وتباعًدا في آن واحد، والسبب في ذلك أنها لم تأخذ إحدى اللهجات القديمة بعينها، بل مازجت بينها بتمازج القبائل المهاجرة المتعددة اللهجات، في مهجرها الجديد، وأخذت بعد ذلك من اللغات الأفريقية المجاورة شيئا فشيئا، وذكر علماء الأجناس على أن اللغة الصومالية هي من اللغات الكوشية (الأفرو آسيوية) كاللغة العفرية في الشمال “جيبوتي”والساهوية في إرتيريا والبجة في السودان وأسوان، وأول من أطلق عليها هذه التسمية العالم الأمريكي “جرينزغ” وقال عن اللغة الصومالية إن بنيتها اللغوية تشبه اللغات السامية والجالية معا، وحاول إيجاد الشبه بينها وبين الأكادية في العراق والفينيقية في لبنان والكنعانية في فلسطين والأرمية في سوريا، والجعزية في الحبشة(2).
وإذا كانت المجموعة الأفرو آسيوية تتميز بالتفريق بين الجنسين الذكر والأنثى، وباستخدام بعض الوظائف الصرفية في تحولات نحوية، فإن اللغات الكوشية تتمير بالتشابه الداخلي بين كثير من مفرداتها كالعفرية والجالية والصومالية، وبالتقارب بين الضمائر كما في اللغة الصومالية والإرتيرية والساهوية، وباشتراكهما في بعض ضمائر الملكية واشتراكهما في بعض الأعداد الأساسية(3)
تتميز اللغة الصومالية باكتمال خصائصها البنيوية، كما أنها غنية بآدابها الشفهية، بحيث يُذكر أن اللغة الصومالية هي أغنى لغات العالم ثراء من حيث الأدب، بعد اللغة العربية واليونانية، ولها لهجتان رئيسيتان هما لهجة (مايmaay) ولهجة )محاد(maxaad، ويتكلم جل الصوماليين بلهجة محادmaxaatiri، وتكاد تمثل اللغة الصومالية المشتركة، وخاصة بعد أن أصبحت هذه اللهجة لغة التعليم والإدارة في الصومال، ولغة وسائل الإعلام، وأما الأصوات الصامتة في الصومالية المدونة هي (22) صوتا، بما فيها الهمزة ويرمز لها بـ(,) وتكتب في وسط الكلمة ونهايتها، ولا تكتب في بدابة الكلمة، وأما الحركات أو الأصوات الصائتة، هي عشرة: خمسة منها قصيرة وخمسة طويلة(4).
الصراع الثقافي في كتابة اللغة الصومالية:
بدأ الصراع الثقافي واللغوي منذ حوالى 1884م حتى إنشاء أول مجلس إقليمي صومالي في يناير 1951م، إذ نوقش في المجلس الإقليمي في جلسة 7 فبراير مشكلة اللغة على ضوء الاستفتاء المقدم بشأن اللغة العربية كلغة رسمية للدولة، فأعلن الحاكم الإيطالي أن الإدارة ستأخذ اللغة الإيطالية والعربية في المدارس والمكاتب وتستعمل الصومالية في المعاملات، ولكن كان إعلان الحاكم عن اللغة العربية أنها رسمية يكتنفه الغموض، لذلك تقدم المستشارون الذين كان أولهم معلم حسن، دعاله فهمي، شيخ عبد الله محمد، حاج حسين أحمد، حاج عبد الله، أمين محمود أحمد، وجاني عمر، عبد الرحمن علي عيسى، إمام عمر علي، حاج موسى بقر،بطلب تصريح واضح في صورة قرار بأن اللغة العربية لكونها لغة القرآن ومكتوباً بها دين الصوماليين، يجب أن تكون اللغة الوحيدة بجانب اللغة الإيطالية في المدارس وفي المكتبات الرسمية، فتوافق المستشارون جميعاً على أن تكون اللغة العربية لغة الصومال الرسمية، نظراً لأهمية اللغة العربية في القطر الصومالي(5).
وأخيرا انتهى الصراع لصالح التيار المؤيد للحرف اللاتيني، بينما كان علماء الصومال يدعون أن الصومال بلد مسلم لا ينبغي أن يكتب لغته بالحروف اللاتينية، ومن جانبها سعت إيطاليا لفرض الحرف اللاتيني على الصوماليين بدلًا من الحروف العربية التي كان يسعى العلماء والمثقفون والشعب الصومالي كله، وكانت هذه المواقف دلت بوضوح على أن الاستعمار كان يهدف إبعاد الصوماليين عن الثقافة العربية على أن يتم إبعادهم عن الإسلام والعروبة، وفي نهاية المطاف تغلب تيار اللاتينية على مناصري العربية كلغة رسمية للبلاد، وانقطعت آمالهم عشية 1972، حين أعلنت لجنة كتابة اللغة الصومالية بتبني الحروف اللاتينية.
المحاولات التاريخية لكتابة اللغة الصومالية:
هناك محاولات شخصيات رائدة نذروا على أنفسهم لتأليف حروف تكون أساسا لكتابة اللغة الصومالية، وبدأت تلك الجهود في وقت كانت الصومال تتلمس طريقها نحو الوحدة والدولة الحديثة ومكافحة الاستعمار في بداية القرن الماضي ، وفي العقد الأول من القرن العشرين تحديد ، وقد كانت أعين الأعداء تراقب جميع التحركات الرامية لتقديم عجلة الحضارة الصومالية إلى الأمام وأولها:
عثمان يوسف كينديد: الذي اخترع في عام 1922م، حروف تشبه الأحرف الهندية، وكانت أول محاولة لإيجاد لغة صومالية، وسميت هذه “بالعثمانية” نسبة لصاحبها عثمان كينديد.
شيخ عبد الرحمن شيخ نور: الذي اخترع أحرف لكتابة اللغة الصومالية في عام 1933م، في بورما شمال الصومال بحروف اللاتينية القديمة.
مصطفى شيخ حسن: الذي ألف حروفه في الخمسينيات من القرن الماضي وهي تشبه الحروف الأمهرية، التي تسمى”kontonbarkadliya”.
حسين شيخ أحمد كدري: اخترع كدري أحرف بلغة صومالية عام 1952م.
موسى حاج اسماعيل غلال: له أحرف عربية ألفها عام 1952، ولكن هذه المساعي المتقدمة لم تحظ بالاختيار .
شري جامع أحمد: الذي اخترع الحروف اللاتينية التي كتب اللغة الصومالية عام 1961، وهو مؤلف بالأحرف التي نستخدمها اليوم في كتابة اللغة الصومالية.
إبراهيم حاشي محمود: الذي اخترع أحرف عربية في عام 1962.
كل هذه الجهود المبذولة من جهة المثقفين الصوماليين، كانت بهدف إيجاد لغة رسمية للبلاد، طالما أن الصومالية ليست مكتوبة بعد، وانتهى الصراع بدون جدوي، وتم اختيار الحروف اللاتينية لكتابة الصومالية.
كتابة اللغة الصومالية بالحروف اللاتينية:
يعد كتابة اللغة الصومالية عام 1972 عاملًا أساسيًا وهامًا في إحداث تطورات نوعية ملموسة شهدتها اللغة الصومالية في فترة زمنية محدودة، وأصبحت الصومالية لغة الإدارة في الدوائر الحكومية ووسائل الإعلام والتعليم، وكانت خطوة فريدة من نوعها اتخذتها الحكومة الصومالية(6)،رغم اختلاف التيارات الإسلامية في البلاد والتيارات الغربية في الابجدية التي ينبغي اعتمادها ،علماً بأن العالم في سباق من أجل تنمية معارفه وسيادة ثقافته ولغته، إذن كانت حجة أصحاب فكرة الحرف العربي ترجع إلى الأسباب الآتية (7):
إن الشعب الصومالي مسلم بنسبة100%، وبحكم إسلامه يدرس القرآن ويحفظه ويدرس الحديث والتوحيد والفقه وغيرها من مختلف العلوم باللغة العربية ودراسة الدين واجبة بنص الدستور.
ففي دستور حزب وحدة الشباب الصومالي المكتوب في 15مايو سنة 1943م تنص المادة رقم “2” فقرة “ب” هذا النص (الاهتمام بتعليم اللغة العربية نظراً لأنها اللغة الرسمية للقطر)(8).
الحجج في البيع والشراء والزواج والوقف وما إلى ذلك كلها كانت مكتوبة باللغة العربية منذ زمن بعيد.
كتابة اللغة الصومالية بالحرف العربي يسهل على الدارس دراستها نظراً لأن قراءة الصحف العربية والكتب الحديثة على صلة وثيقة بالثقافة الإسلامية (9).
هناك شعوب إسلامية تكتب لغاتها بالحروف العربية مثل باكستان والملايو وإيران.
من السهل الحصول على المطابع بالحروف العربية وذلك بتيسير طبع المؤلفات باللغة الصومالية والحروف العربية(10).
إن اختيار الكتابة العربية يجعل علاقتنا مع العالم الإسلامي باقية ودائمة باعتبارها لغة المسلمين أكثر مما لو أخذنا الكتابة بحروف أخرى(11).
اللغة الصومالية في زمن سياد برى:
في فترة الرئيس الأسبق محمد سياد برى مرّت اللعة الصومالية في أوج عظمتها، حيث حسم النزاع في الأبجدية المختارة لكتابة الصومالية في عام 1972م، ثم لم يكتف سياد برى في كتابة الصومالية بل جهز مشروعا وطنيا لتوطينها، وقدم حملة تطوعية لمحو الأمية فى المدن والأرياف، وفى سياق جهوده المضنية لترسيخ اللغة الصوماليّة بنى سياد برى أكاديمية الآداب وللعلوم والفنون التى تهتم في مجال اللغة الصوماليّة وصياغاتها فى بداية حكمه، وفي عام 1975م وفرت الحكومة التعليم المجاني والإلزامي للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ستة إلى أربعة عشر عاماً، لاستيعابهم في التعليم السريع حتى يلتحقوا فور تخرجهم بسوق الأعمال، حيث البلاد تعاني من نقص حاد في الكوادر المتعلمة.
وجادلت الحكومة بأن الطلاب سيستطيعون استيعاب المعرفة أكثر من السابق حيث الآن يدرسون باللغة الصومالية، وبعد كل هذه الجهودالموفقة من سياد برى نستطيع القول ان الكتابة بالصومالية وظهور صحوة تأليفية لتسجيل تاريخ الصومال التى كانت تعتمد بشكل اساسي على ثقافة شفوية أدت إلى ضياع كثير من الملامح التاريخية للوطن.
اللغة الصومالية بعد الحروب الأهلية:
في 26 من يناير 1991م انهار ت الحكومة المركزية في الصومال بقبادة سياد برى، واتجهت القوات المسلحة إلى تصفية حسابات قبلية مما أجبر شريحة كبيرة من المجتمع الصُوماليّ إلى التوجه خارج البلاد ، وهجرة أغلبهم إلى الدول الغربية، ولتسهيل الاندماج مع مجتمعاتهم المضيفة ألزموا بتعلم باللغات المحلِّية لتلك الدول وتدريجيا وبعد مرور عقديين ونيف من بداية الاحتراب، فقد كثير منهم ملامحهم الثقافية والوطنية، وأخدوا ثقافات جديدة على حساب ثقافتهم الصوماليّة، وكانت اللغة الصوماليّة من أول ما ضاع عن هذا الجيل المغترب، وأغلبهم لا يستطيعون التحدث بالصومالية ويصعب عليهم النطق بالأصوات الأصلية ناهيك عن إجادة الكتابة باللغة الصومالية.
وبدأت أعداد من المغتربين تشعر بالقلق إزاء فقدان كثير من أبنائهم هويتهم الثقافية مما دفعهم العودة بأبنائهم إلى الوطن خوفا من الانقطاع “نهائيا” عن لغتهم ووطنهم، وفتحوا مدراس خاصة للمغتتربين في المدن الكبيرة، نظرا لأن اندماجهم فى الطلاب المقيمين تسبب لهم الحرج البالغ الذي قد يؤدي إلى”عقدة نفسيّة” تلازمهم بحيث يكونون محل سخرية لغيرهم من الطلاب، وإن هذه المحاولات تقللّ من آثار الاغتراب ،ويبدو أن دور الدولة كان غائبا في هذه الجهود التي يبذلها شخصيات من القطاع الخاص.
عزوف المثقفين عن اللغة الصومالية:
ومن أكبر التحديات التى تواجه الصومالية هي عزوف المثقفين عن استخدامها، بحيث تجد أن الأغلب من المثقفين لديهم “ثنائية اللغة” ويفضلون أو بالأحرى يتباهون في لغتهم الثانية، وان حديثهم في منصات التواصل الإجتماعي والمحطات المسموعة والمرئية يعج بكلمات أجنبية، يوجد مثلها فى الصومالية وليست مصطلحات علميّة يصعب صياغتها في لغتنا، ولا شك أن هذه تصرفات تؤدي إلى تأخر لغتنا الصوماليّة الغنية ، وهذه الأزمة ليس محصورة فقط في فئة المثقفين بل حتّى النخبة السياسية في بلادنا تكرس نفس التصرفات حين تقدم خطبها بالإنجليزية ،وليس ببعيد عنا حين وقف رئيس إدارة جوبالاند وهو يشتكى النخبة السياسية متسائلا الدواعي التي تدفعهم للتحدث بلغة أجنبية ،ولا يوجد حضور غربيّ في اجتماعهم مما أدى إلى تطبيق فكرة أحمد محمد اسلان”أحمد مدوبي” في اليوم الثاني من المؤتمر ، ونال بهذا جائزة لإحدى المنظمات الصُوماليّة التى تهتم بالتراث الصومالي.
تحديات أمام اللغة الصومالية
غياب دور الدولة: من أبرز التحديات التى تواجه اللغة الصوماليّة هى غياب كلية الأداب والفنون التى تهتم بمواكبة اللغة الوطنية للغات المنطقة والعالم فغياب دور الدولة للمحافظة على اللغة أدى إلى عدم استشعار الجيل الحالي أهمية لغته الأم وتفضيل اللغات الأخرى عليها.
عودة المغتربين: بعد عقدين ونيف رجع أعداد هائلة من المغتربين وسب احتكاكهم في المجتمع الصومالي حالة من التأثير المتبادل، بحيث أدخلو إلى اللغة الصومالية مصطلحات غير صومالية مستوردة من الخارج، وأصبح وجود مظاهر تدل على الخلل في اللغة الصومالية في مؤتمرات إقليمية ظاهرة عادية لا تستدعي الاستغراب.
غياب مركز مهتم بالمحافظة على اللغة: ومن المشاكل التى تعاني منها الصومالية حاليا غياب مراكز بحثية تهتم باللغة الصومالية، فنستطيع القول بأن تطور ومحافظة اللغة الصومالية توقف بسقوط سياد برى، ومن الضروري تأسيس مراكز علمية تعطي أولوية قصوى لمجال اللغة الصومالية.
مناهج الدراسية في التعليم العالي: من الملاحظ أن الجامعات الأهلية والحكومية والكليات الخاصة كلّها تسعى إلى الدراسة باللغات الأجنبية وقلما توجد فيها أقسام توجه عناية خاصة بالآداب الصومالية مع توافر أساتذة لهم إلمام في مجال اللغة الصومالية فغياب دور التعليم العالي ساهم بشكل مباشر إلى تضعضع مركز اللغة الأم التى كانت تعاني أصلا من مشاكل لا حصر لها.
الطلاب العائدون من الخارج: وبعد غياب الدولة وتدريس الطلاب الصومالية مناهج دراسية تابعة لدلو أخرى ثم ابتعاثهم إلى دول أجنبية ناطقة بالعربية أو الإنجليزية أو التركيةفإن رجوعهم إلى الوطن مثل تحديا كبيرا فـ “ثناية اللغة” التى يتمتعون بها تؤدي إلى عزوفهم عن اللغة الصومالية، حيث ترى أوساط هذه الفئة من يفضل التحدث باللغات التي اكتسبوها اثناء دراستهم في الخارج، وحتى المنظمات المحلية أو الدولية التي توظف الشباب تهتم باللغات الأجنبية أكثر من أي لغة أخرى.
اللافتات في الشوراع: ومن التحديات التى تواجه الصومالية وجود لافتات في شوارع المدن مكتوبة باللغات أجنبية، وقد فتحت مؤخرا جامعة إثيوبية في جرووي لافتتها مكتوبة باللغة الإثيوبية، مع أن الإعلان موجه إلى الصوماليين وليس إلى غيرهم ، وهنا نتساءل عن دور الدولة أو بالأحرى أين دور إدارة بونت لاند للمحافظة على اللغة الصومالية.
وانتشار هذه الظاهرة دفع بعض المسئولين إلى منع كتابة اللافتات بالصومالية والأمر بإزالة ما يكتب بغيرها، وهذا ما قام به عمدة مقديشو مؤخرا حيث ندد بالظاهرة ، وهذه خطوة مهمة لصالح اللغة الأم في خضم الصراع الثقافي الذي تشهده البلاد حاليا.
متطلبات المرحلة الراهنة:
تتطلب المرحلة الراهنة إعادة النظر إلى وضع اللغة الأم في أنحاء الصومال ،وإقامة مؤتمرات للتشاور في سبل تقوية اللغة الصومالية ورسم خريطة لتجاوز التحديات التى تمت الإشارة إليها، ويعاني الأدباء و علماء التراث في بلادنا غياب الرعاية الحكومية، مما يؤدي إلى ضياع المواهب اللغوية من أدباء وشعراء فقدوا دور الدولة التي تقوم باكتشافه ورعايتهم ، وإضافة إلى ما سبق فإن على الدولة إعادة النظر في سياساتها تجاه اللغة الأم.
وكذلك تتطلب المرحلة الراهنة الى صوملة المصطلحات العلمية القابلة لتحويلها إلى الصومالية، بالإضافة إلى إقامة ندوات علمية بهدف استكشاف المواهب الشابة ومنحهم جوائز قيمة لتحفيز المجتمع ، وإشعارهم بأهمية لغتهم الأم ، كما يجب على الدولة إعادة النظر في مجال التوظيف ووضع سياسات تخدم اللغة الصومالية.
ومن مجالات المهمة في حياتنا مجال البحث العلمي فلكى تواكب لغتنا مجال البحث العلمي يجب على الدولة إعطاء اهتمام كبير في هذا المجال وأن يكون هناك لجنة لوضع صياغات لغوية في كل سنة مهمتها إجازة مصطلحات جديدة في لغتنا.
التوصيات
من خلال قراءتنا لواقع اللغة الصومالية وتطورها التاريخي نرى أنه بات من الضروري تفعيل دور اللغة الصومالية في المناهج الدراسية وإعطائها أولوية في المراحل التعليمية المختلفة.
كما نشيد بالجهود بالجهود الجبارة التى قدمها الرئيس الحالي لدولة جيبوتي الشقيقة في خدمة اللغة الصومالية حيث فتح أخيرا أكاديمية إقليمية تهتم باللغة الصومالية وطبع قبل فتح هذه الأكاديمية معجما صوماليا ،كما احتضن عددا من الأدباء الصومالين الذين فقدوا رعاية الدولة ولجأؤا إلى جبوتي ، وهذه خطوة جديرة بالاقتداء من جانب الحكومة الفيدرالية الصومالية بتأسيس وزارة تعنى بمجال اللغة ، وتتبنى برامجا تطويريا للغة الأم ، ووضع سياسات تضع حدا لتجاوزات المسئولين الذين يستخدمون لغات أجنبية في خطاباتهم غير الرسمية في أوساط المجتمع. وكذلك ينبغي على الدولة إصدار قرارات تعزز دور اللغة الصومالية على غرار عمدة مقديشو القاضي بإزالة اللافتات المكتوبة بلغات أجنبية من شوارع المدن التابعة لها.
المصادر والمراجع:
1- مصطفى عبد الله علي، دراسات صومالية، الصومال ارضا وشعبا، 2010م. ص:45.
2- المسح الشامل لجمهورية الصومال، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بغداد، ص:55.
3- نفس المرجع،ص:56.
4- مصطفى عبد الله علي، مرجع سابق، ص: 45.
5- سالم، حمدي السيد:ج1،الصومال قديما وحديثا، ص:430.
6- النجار، عبد الرحمن: الإسلام في الصومال، مرجع سا بق، ص:40
7- حمدي السيد سالم، ج1، الصومال قديما وحديثا، ص:433.
8- عثمان، عبد الرزاق علي: حزب وحدة الشباب الصومالي 1943-1959 ، بحث مقدم لنيل درجة الماجستير في التاريخ، كلية الآداب، جامعة الخرطوم، شعبة التاريخ، الخرطوم، 1981م، ص:67.
9- سالم، حمدي السيد: ج1، مرجع سابق، ص:433.
10- عبد الرحمن النجار: الإسلام في الصومال، مرجع سابق، ص:40.
11- سالم، حمدي السيد: ج1، مرجع سابق، ص:433.