الموت حق ونهاية كل حي و “لكل اجل كتاب”
الله سبحانه وتعالى هو الحي الباقي و”كل نفس ذائقة الموت”
لا اعتراض على قضاء الله.
حظيت بفرصة التعرف على المرحوم عبدالله حسن في القاهرة وكان يدرس حينها في السنة الاخيرة بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة. التقينا في نادي الطلبة الصوماليين في 36 شارع شريف باشا في القاهرة, وكان حينها مرشحاً قوياً لرئاسة اتحاد الطلبة, وكنت مسؤولا عن مجلة الطلبة الحائطية انذاك. كانت هذه بداية المشوار الطويل بيننا.
التحقنا بوزارة التربية والتعليم كمعلمين ثم مدراء في مدرسة جمال عبدالناصر الثانوية ومعاهد المعلمين ثم اصبحنا كبار مسؤولي التربية والتعليم واراد الله اخيرا ان نلتقي في مجال السلك الدبلوماسي.
عرفت المرحوم وقد كان ذا مبدأ في الحياة; حب الوطن والدفاع عنه في جميع الميادين مهما كانت الظروف ، وتوطدت العلاقة بيننا ايمانا بهذا المنطلق.
وفي فترة الأزمة الصومالية حيث كانت البلاد تمر بأحلك ايامها واحرج فتراتها وما نتج عن ذلك من صعوبة في اداء مهام عملنا الدبلوماسي كنا نستأنس بأرائه في كثير من الامور. كان المرحوم صامدا في مواقفه صادقا في اداء رسالته حفاظا على العلاقات الاخوية التاريخية بين الصومال ومصر, كما انه كان متميزا في مساهماته ومداخلاته في اعمال الجامعة العربية دفاعا عن قضايا الامة العربية والاسلامية ومصالح الشعب الصومالي.
فقدنا انسانا راقيا بتعامله وبأخلاقه متميزا بخبرته الواسعة في مجالات عدة لم يكن معلما او دبلوماسيا فحسب بل كان شاعرا بارعا باللغتين العربية والصومالية.
رحل عنا عبدالله حسن محمود وذكراه باقية في قلوبنا. أسأل الله ان يسكنه فسيح جناته وان يلهم اهله واصدقائه والشعب الصومالي الصبر والسلوان.
انا لله وانا اليه راجعون.
بقلم : عبدالقادر امين شيخ- سفير الصومال في الكويت