قتلت قوات بعثة الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في الصومال (أميصوم) أمس الأربعاء الأوغاس/ سيدو محمد أحد شيوخ القبائل في قرية غندرشي الواقعة على الساحل بين مقديشو ومركا في محافظة شبيلى السفلى جنوب غرب مقديشو أثناء خروجه من مزرعة نخيل له، وذلك بعد عملية عسكرية استولت من خلالها على قرية غندرشي، وطناني وجلب مركا.
وأكَّد عبد القادر أحد شيوخ القبائل في المنطقة خبر مقتل سيدو، وأضاف لوسائل الإعلام:” قوات حفظ السلام الإفريقية جاءت لحفظ السلام، وليس لقتل الشعب الصومالي، واليوم تقتل – أميصوم – أحد سلاطيننا الشرفاء، وهذا لن يمر دون عقاب”، و طلب عبد القادر من الحكومة الصومالية والمجتمع الدولي التحقيق في القضية فبل فوات الأوان.
غير أن قوات حفظ السلام الإفريقية (أميصوم) لم تعترف أو تنفي خبر مقتل سيدو حتى الآن، ومن جانبها لم تعلق الحكومة الصومالية على هذه القضية الأليمة.
وتظهر مثل هذه الحادثة مدى سوء تقدير قوات حفظ السلام الإفريقية للوضع الملتهب في الصومال، وإمكانية نشوب ردود أفعال غاضبة من قبل الشعب الصومالي، وحدوث شرخ كبير في الثقة ما بين هذه القوات وأبناء الشعب، مما يمهِّد أمام تأييد مزيد من الضربات العسكرية الموجعة ضدّها، وتجنيد حركة الشباب عددا كبير من الشبان في الدخول في الحرب ضد القوات الإفريقية.
وبعد مقتل العديد من المواطنين الأبرياء على يد “أميصوم” في عدد من المدن الصومالية هذا العام فإن سمعة أميصوم وشرعية وجودها في الصومال تزداد سوءا، ويزداد الأمر صعوبة في ظل صمت الحكومة الصومالية إزاء هذه الحوادث المتكررة، وعدم إصدارها موقفها الواضح ومحاسبة الدول التي يرتكب جنودها هذه الأفعال الشنيعة.