ما يحير المواطن الصومالي لماذا تتقدم الشعوب ونحن في ذيل الأمم ؟!
لماذا تضرب الشعوب الأخرى في الأرض غورا ونجدا، وتغزو كل ما علا وأظل، تستخلص منها العبر والعنبر لتتخذها جذوة في الظلمات ونجدة في الظّلامات؟
أما نحن، لماذا لا نملك سوى البطون الخاوية والأكف السائلة. لماذا نعيش في الأوكار والعنابر الخاوية على عروشها؟ لماذا اخترنا السفر في الليالي الدامسة وعبر الأزقة الطامسة ؟ ولماذا صار حالنا بين الأمم نسيا منسيا وأمرا مكروها؟.
لماذا تذهب الشعوب الأخرى الي الكواكب السيارة تصنع الطائرات والعبارات.. والأيفون والموبيلات الذكية؟ ولماذا لا تجيد مصانعنا سوى صناعة الحروب والكروب والخراب؟
لكن فيما يبدوا عرف المواطن الصومالي بعد الحيرة والإلتباس قبيلَه من دبيِره وتأكد ان السلام هو كلمة السر، وأن القصد من الوجود، الطموح الي ماوراء الوجود.
قال حكيم: ليس للحياة قيمة الا إذا وجدنا فيها شيئا نناضل من أجله. وهذا الشيئ بالنسبة للموطن الصومالي، السلام. وكفى ما عانى خلال السنوات العجاف الماضية من القتل، والعنف، والتشريد، وظلم ذوي القربى، وفراق الأهل والأحبة يفري أديم الأرض بحثا عن الأمن والسلام والعيش الكريم.
فاليوم بات بلادنا أمام امتحان صعب سيكشف مصيرنا في الأحقاب المقبلة، ويحدد هل نحن ماضون على الدرب نحو الحرية العادلة، والسلام الشامل أم الي الستين داهية؟ وبالتالي يجب ان نحسم موقفنا بانه لا بديل عن خيار السلام، ولا محيص عن السعى الي بناء صومال موحد لا تفرق أهله العصبية، ولا تشتت شمله المحسبوية حتى نعود الي زي الزمان، ونلحق ركب العالم الذي اخترق حاجز الفضاء في وقت ننشغل بتوافه الأمور، وحسم الجدل العقيم امثال من خلق أولا الدجاجة أم البيضة؟
آن اليوم الذي نعترف الحقيقة، ونحتكم الي العقل الراجح والفكر القادح ونعتبر ما مضى جزاء من اخبار الحوادث المفجعة التي تهز النفس ثم تتلاشى في زحمة الأحداث، والتضحية من اجل بناء الوطن واجب لا محيص عن القيام به حتى يعتدل الميزان وتصبح حياتنا ذات معنى ومغزى وتمر العوصف الهوجاء التي تهز العالم بردا وسلاما على بلادنا.
فاليوم ليس من مصلحة أحد ان تغرق سفينة البلاد في منتصف الطريق وقبل ان تصل الي مقصدها بسلام وأمان وخصوصا في ظل ما نواجهه من حالات شاذة تكاد تهدم البيت على رؤس الجميع، بل المصلحة العامة تقتضي اليوم ان نقف صفا واحدا من أجل تعزيز الاستقرار الذي هو أساس التنمية وان الاستقرار يتطلب الاستمرارية والثبات على طريق السلام الذي اتفاقنا على السير به وعدم النكوص مهما تكن العوائق والمطبات التي توجهنا، لأنه رضينا به طريقا واتخذنا منه شعارا نحو التقدم والازدهار.