تفيد معلومات شبه مؤكدة ان حركة الشباب تخطط لهجمات كبري في الصومال خلال شهر رمضان الكريم، لإستعادة توازن الرعب التي فقدتها بعد مقتل زعيمها أحمد جودني في غارة امريكية نهاية عام 2014، ولرفع معنويات مقاتليها التي تضعضت جراء خسارتهم مدنا استراتيجة في جنوب ووسط الصومال والذين بدأو بالتفكير جديا في الانضمام الي تنظيم الدولة الإسلامية.
ونقل سكان محليون عن تحركات واستعدادات عسكرية تجري على قدم وساق في المناطق النائية في محافظات شبيلي السلفى وجوبا الوسطى، وجوبا السفلى، وباي و بكول التي يسيطر عليها تنظيم الشباب، لإطلاق حملة عسكرية منظمة تستهدف المواقع العسكرية المنتشرة في تلك المناطق بهدف الحصول على أسحلة وعتاد وارباك القوات الإفريقية الصومالية المشتركة التي كانت تضع هذه الأيام اللمسات الأخيرة لتحرير المدن التي لاتزال في قبضة حركة الشباب المرتبطة بتنظم القاعدة.
منذ بداية شهر رمضان المبارك نفذت حركة الشباب الصومالية أكثر من 5 هجمات في العاصمة مقديشو ومناطق اخرى في جنوب وغرب البلاد استهدفت دبلوماسيين وقواعد عسكرية مهمة في تلك المناطق والتي حصلت منها كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد تكفيها لشهور قادمة.
ففي يوم الجمعة الماضي26 يونيو 2015، هاجم عناصر مدربة من الحركة على قاعدة عسكرية لبعثة الاتحاد الأفريقي في بلدة ليجو الواقعة على بعد حوالي 100 كم غرب العاصمة مقديشو وقتلت عددا كبيرا تتراوح ما بين 50 الي 80 جنديا بورونديا، واستولت على كميات كبيرة من الاسلحة والعتاد تم نقلها عبر شاحنات كبيرة توجهت الي منطقة دينسور الواقعة في الحدود بين اقليم باي وشبيلي السفلى، بحسب سكان محلين.
وبعد يوم من حادثة ليجو شنت الحركة هجمات ليلية مباغته على مواقع عسكرية في جوبالاند وشبيلي السفلى وضواحي العاصمة مقديشو اسفرت عن مقتل عدد من الجنود والاستيلاء على اسلحة وذخيرة.
فالتحركات العسكرية لحركة الشباب اثارت القلق في نفوس المواطنيين والمسؤولين ، وبدأت بعض وحدات من القوات الصومالية بالانسحاب من مواقعهم في عدد من البلدات القريبة من خط المواجهة مع حركة الشباب تفاديا لهجمات مباغتة. كما تسود حالة من القلق والترقب في مدن كثير من جنوب وغرب البلاد، مثل بيدوة، ومركه، وكسمايو خوفا من تكرار ما حدث في قاعدة الاتحاد الافريقي في منطقة ليجو رغم اعلان السلطات المحلية في تلك المدن وضع قواتها في حالة تأهب لمواجهة خطر حركة الشباب الا أن المواطنين لا يثقون بهذه التصريحات، وشرعو في الاتخاذ بمزيد من الحيطة والحذر والابتعاد عن المراكز الحكومية والامنية، وفق اراء بعض سكان هذه المناطق.
وذكر على حسن من سكان مدينة بيدوة لمركز مقديشو ان مخاوف المواطنيين تجاه وقوع هجمات ارهابية خلال شهر رمضان تزايدت بشكل كبير، متهما السلطات الأمنية بالتقصيرفي ضمان وحماية وسلامة مواطنيها.
وقال حسن «اتخذ المسؤولون تدابر امنية لحماية انفسهم، وكذلك اتخذ الموطنون تدابيرهم الخاصة المتمثلة في الابتعاد عن المواقع الأمنية والحكومية، وتقليل تحركاتهم في الشوارع العامة وخصوصا في واقات الليل.
أما مواطن آخر من سكان مدينة مركه عاصمة اقليم شبيلي السفلى رفض الكشف عن اسمه ذكر لمركز مقديشو وجود حالة من الخوف والقلق في البلدات القريبة من الخطوط المواجهة الفاصلة بين القوات الصومالية وحركة الشباب.
وقال ان سكان تلك البلدات تنتظر مواجهات عنيفة بين الطرفين قد تحدث في اية لحظة.
واضاف انه رأى القوات الصومالية تنسحب من مواقعها في الخط المواجهة في بلدة جنالي قبيل غروب الشمس وتتمركز بالقرب من القواعد الكبيرة التابعة لبعثة الاتحاد الافريقي خوفا من هجمات مباغتة قد يشنها مسلحو تنظيم الشباب على مواقعهم.
واضاف انه اذا كان هذا حال القوات المسلحة فما تنتظر من المواطنين العزل؟.
وبالتزامن مع هذه الهجمات المباشرة تشير المعلومات الي وجود مخططات لعمليات انتحارية في مقديشو ومدن كبري في بونت لاند تستهدف مواقع منتقاة في تلك المدن ومسؤولين من الحكومة والسلطات المحلية على غرار الاعتداء على الدبلوماسيين الإماراتيين في مقديشو.
لم تصدر الحكومة الصومالية وقيادة بعثة الإتحاد الأفريقي في مقديشو، ولا السلطات المحلية في بونت لاند وجوبالاند حتى الآن تصريحات بشأن تلك التهديدات المحتملة رغم اعلان مسؤولين في الحكومة الإتحادية عن ادخال مختلف الأجهزة الأمنية في حالة تهب قصوى للتصدي لمخططات حركة الشباب خلال شهر رمضان المبارك.