أحلام ثقافية ( ركن أسبوعي)
عباقرة لهم أصول في المنطقة (14)
تابع بخدمة أهل الصومال في مجال الحديث وعلومه
وقبل ختام الحديث عن مدى خدمة أهل الصومال الكبير في السنة النبوية ينبغي أن نشير إلى أنّ ذلك جاء على قوالب ومتعددة كما رأينا في الحلقات السابقة سواء في سبيل التحقيق والدراسة وإخراج التراث الإسلامي الحبيس على المكتبات ودور المخطوطات وحفظ الكتب ولاسيما فيما يتعلق بالحديث وعلومه، أو في سبيل توضيح ووضع بعض لبنات تبين بعض قواعد علمية له علاقة بالموضوع، أو حتى في سبيل تهذيب وتخليص كتب ومراجع لها أهميتها في الحديث وعلومه وهو أسلوب كان موجوداً في حقب التاريخ الإسلامي، كما بعض أهل العلم وجهوا جهودهم في اختيار نصوص أو كتب لها أهمية كبيرة في حياة المسلمين.
قهذا الشيخ يحيى إيي ( Iye) من علماء منطقة القرن الإفريقي وينتمي إلى قبيلة عيس القاطنة في جيبوتي ودرردوا، ومن زملاء وأقران الشيخ عبد الله علي جيله القاطن بجيبوتي، وقد قام بعمل جليل في خدمة السنة النبوية على سبيل تهذيب كتاب جليل سماه: ” تهذيب موطأ مالك” وفضيلة الشيخ يحيى إيي قام بتهذيب وترتيب وصحيح كتاب موطأ الذي وضعه الإمام مالك بن أنس. وقد أخبر الشيخ عبد الله علي جيلة المشهور في قطرنا جيبوتي بأنه رآي هذا الكتاب وهو عند مؤلفه.
أما فضيلة الدكتور يوسف محمد علي الشيخالي البكري قام بدارسة علمية لها علاقة باحدى مصادر االحديث هو كتاب ” زوائد مصنف ابن أبى شيبة” ولكن عمل الدكتور منصب فقط زوائد مصنف ابن أبي شبية على الكتب الستة من الأجاديث المرفوعة من بداية كتاب الإيمان والإسلام الى نهاية كتاب الزهد – كما أن درسته اختصرت على سبيل جمع ودراسة وتخريج النصوص. وقام المؤلف بدراسة وتخريج هذه الأحاديث بعد أن جردها من المصنف مع شرح الألفاظ العربية الواردة في الدراسة والتي تحتاج إلى توضيح وتبيان. والدراسة فيها 12 كتابا مثل كتاب الإيمان وفضائل الصحابة والزهد والجهاد والمواريث والفرائض والتاريخ وغير ذلك. والحقيقة أن الكتاب يخدم في جمع الأحاديث المتعلقة بالفنون الشريعة ،وفي مواضيع شتى ،واستطاع المؤلف بجمع الأحاديث المرفوعة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مع تأكد زيادة الأحاديث بنسبة الكتب الستة ،كما قام بتخريج الأحاديث والحكم عليها، إضافة أن المؤلف تعرض على ترجمة الأعلام وشرح ألفاظ الأحاديث ، كما قام بدراسة ممقارنة مع الكتب الأخرى حتى يظهر من وافق ابن أبي شيبة من غيره ممن الكتب غير الكتب الستة . والكتاب عبارة عن رسالة علمية في مرحلة الدكتوراه في قسم القعيدة التابع بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية ، ويقع في 800 صفحة تقريباً. ولفضيلة الدكتور يوسف محمد علمي لم يختصر جهده في خدمة الحديث وعلومه على ذلك فقط وإنما قام أيضاً درسة وتحقيق أحد الكتب المهمة وهو كتاب ” التوضيح لشرح الجامع الصحيح لإبن الملقن المتوفى سنة 804 ” وعمل الدكتور تتعلق كما أشرنا إلى دراسة وتحقيق ولكن فقط كتاب الإيمان. ومما يرفع قيمة عمل الدكتور بأنّ الكتاب شرح لصحيح البخاري لاسيما كتاب الإيمان الذي يضم 52 باباً من الإيمان، ويثبت أن العمل من الإيمان وأنه يزيد ونيقص،يحيث يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي. ويورد المؤلف أقوالاً كثيرةً في مذهب أهل السنة والجماعة . ويمتاز الكتاب بأنه يتعرض إلى أشياء كثيرة مهمة مثل الرجال وتراجمهم وتاريخهم تعديلا وترجيحا، ثم يتناول الحديث وموارده في صحيح البخاري مسلم . ثم يتعرض إلى الألفاظ _ أي ألفاظ الحديث من حيث اللغة ويقوم بشرحها ويورد أغلب أقوال أهل اللغة . كما يورد الأحكام التي تؤخذ من الأحاديث من الفوائد والاحكام. علما أن المؤلف نال من خلال هذا البحث درجة الماحستير في القعيدة من كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القري بمكة المكرمة ، ويقع الكتاب حوالي 700 صفحة تقريباً.
وهناك عمل هام قام به فضيلة الأستاذ الشاب المجتهد الشيخ عمر محمود علسو المرسدي بحيث أحسن حين قام بعمل علمي جليل على صورة دراسة وتخريج ثم تحليل نصوص كتاب ” مختارات الأحاديث النبوية والحكم المحمدية ” من أول الكتاب إلى آخر حرف المعجم، علماً أنّ المؤلف قام بتخريج ودراسة وتحليل لهذه الاختيارات العلمية التي يحتاجها طلبة العلم وكل من يهتهم بالدراسة السنة النبوية. والمؤلف أظهر براعة فائقة وإتقان قوي من خلال عمله في تخريج الأحاديث الواردة في الكتاب المذكور بالإضافة إلى دراسة الأحاديث ثم تحليلها، علماً أنّ عدة الأحاديث الوارة والتي عملها المؤلف تصل حوالي 432 حديثا، وتبلغ هذه الرسالة العلمية تقريبا 800 صفحة. وأخيراً يبنغبي أن نشير إلى أنّ المؤلف يزمع بأن يخرج كتابه هذا بثوب قديد بعد إعطائه باسم جديد وهو “المنح الإلهية في مختار الأحاديث النبوية والحكم المحمدية. وينصب عمله أيضا على تخريج الأحاديث مع الدراسة وافية وتحليل علمي يناصب المقام والمقالة.
وعلى هذا النمط صار العالم الشاب فضيلة الشيخ أبو عبد الباري محمود الشبلي والذي أشرنا إليه سابقاً لأنّ فضيلته لمع نجمه في أكثر من رسالة وكتاب فقط في مجال خدمة الحديث وعلومه وقام بتحقيق كتاب “إحاف القاري بتخريج أحاديث مطابقة الغماري” والكتاب عبارة عن نتيجة ما قام به الشيخ محمود الشبلي على تحقيق وتخريج لكتاب الغماري المسمى: مطابقة االختراعات العصرية ملاأخرب به سيد الربية للشيخ أبي الفيض أحمد بن محمد بن الصديق الغماري الحسني، فأحبّ الشيخ أن يجد اسما مستقلا بجهده العلمي من خلال ما قام به من دراسة وتقويم، فسماه ” إحاف القاري بتخريج أحاديث مطابقة الغماري ” وفيه تعليقات ونفائس على توجيهات الغماري للنصوص التي ذكرها في كتابه.
ونختتم حديثنا في خدمة أهلنا للحديث الشريف والسنة النبوية جهود الشيخ حسن حسين إبراهيم الذي كان مشهوراً في ناحية سناج القطر الشمالي لبلاد الصومال ومن أهل مدينة عيرو جابو – رحمه الله – وكان له لمسات في النواحي الدراسات المتعلقة بالحديث وعلومه بحيث وضع رسالة علمية سماها ” ” خبر الواحد إذا عارضه القياس وأثره في الفروع الفقهية” ، وهذا الكتاب أصله رسالة علمية نال صاحبه – رحمه الله – درجة علمية وله قيمة علمية في مجاله بالإضافة إلى أنه له أهمية كبيرة في أوساط أهل العلم وطلبة العلم والمعرفة هنا وهناك نظرا للمسائل الفقهية التي تندرج تحته وتشتمل على الكثير من أبواب الفقه، ومن هنا أشار صاحب الكتاب الى عدم تعارض الأدلة الشرعية كونها تخرج من مصدر واحد وهو الله سبحانه وتعالى وان الأحاديث الصحيحة ومنها الآحادية يجب تقديمها على ما غيرها من الأدلة التي هي دون رتبتها. علما أن هذا البحث نوقش من الجامعة الأمريكية المفتوحة بالقاهرة. واستطاع الباحث التوصل إلى عدة نتائج علمية منها:
1.خبر الواحد عند جمهور الأصوليين هو ما لم يجمع شروط التواتر
2.إن خبر الواحد العدل يجب العمل به اذا ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
3.إن خبر الواحد العدل الصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدم على القياس.
ولأستاذ المجتهد الناشط أنور أحمد ميو قام بجهد حثيث عند لخص أحد الجهود العلمية التي حققها أحد أساتذة من أهل الصومال وسماه ” التلخيص الحاوي في تخريج تدريب الراوي وهنا قام اللمؤلف اختصار رسالة جامعية نال أحد الباحثين بها درجة الماجستير في جامعة أم درمان الإسلامية، مع إضافة جيد من زيادة لثلث التخريج والمناقشة بعض الآراء .