القانون الأول :(( الاسلام هو الفكرة المركزية التي ننطلق منها نحو النهضة و التنمية ))
إن للكون قوانين و سنن ثابتة كما قال تعالى (فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ) سورة الفاطر آية 43. و أن هذه السنن لا تحابي أحداً على أحد و إنما تؤتي ثمارها لمن أخذها وطبقها، فإذا كان هذا من المسلمات البديهية، يجب على كل من يهفو قلبه الى التغيير والتنمية أن يتعرف هذه القوانين، ونحن بدورنا نريد أن ندلي دلونا في هذا الفضاء الرحب عسى أن نستخرج من هذه السنن ما يساعدنا ويمهد لنا طريقنا الى القمة. آملين أن ننظم خارطة ذهنية تسهل لقادتنا بأن يقوموا بالنهضة والازدهار لبلدنا.
وفي هذا المقال سوف نتطرق الحديث عن القانون الأول من قوانين النهضة ألا وهو ( الاسلام هو الفكرة المركزية التي ننطلق منها نحو النهضة والتنمية).
أخي القارئ إسمح لي أن أعيد ذاكرتك الى الوراء يوم أن بدأ الاسلام في الجزيرة العربية،وأحدث فيها هذا التغيير الضخم الذي إمتد شعاعه في جميع أنحاء العالم في فترة لا تساوي من عمر الزمن شيئا، سوف تجد أن قلب هذا التغيير ومحركه الأساسي هو الاسلام، واليوم فإننا ندعوا الى قادة الأمة ومفكريها أن يختاروا الاسلام كفكرة مركزية،وأن الشئ الذي يجب ألا يكون محل خلاف هو أنه كلما كانت الفكرة المركزية لعملية التغييروالتنمية متوافقه مع منظومة القيم في المجتمع، كلما كانت عملية التغيير والتنمية أسرع و أنجح، بالاضافة الى أن للاسلام عاطفة قوية كفيلة بتحريك شعبنا وتحفيزهم نحو العمل والتنمية.
ولكن وبكل أسف نرى في الآونة الأخيرة… من يحاول أن يفرض على الأمة أفكاراً مستوردة من الغرب والشرق،بل ويزدري كل من ينادي ويعتقد أن الاسلام هي الفكرة المركزية التي يجب أن يعتمد عليها رواد التنمية،ويستند هذا الإدعاء أن الغرب وصل ما وصل إليه عندما خلع عباءة سلطة الكنيسة، وحبس رجالها في جدران الكنيسة، وأنه لا نهضة ولا تقدم الابتطبيق قاعدة فصل الدين عن الدولة.
ألا يجدر لهؤلاء الدعاة أن يتساءلوا: ماذا كان موقف الكنيسة من العلم والعلماء يوم أن خلع رداءها الأربيون ؟ ما هي الأسباب التي أجبرت الغرب أن يثور ويرفض سلطة الكنيسة ؟ ماذا كانت تأمر أتباعها ؟ وهل كانت الكنيسة منبراً للعلم والعلماء؟ وهل كانت تشجع أتباعها للبحث واكتشاف العلوم الحديثة ؟.
ألم تكن الكنيسة هي التي كانت تعتقد أن الأوبئة والأمراض إرادة إلهية لا يمكن مقاومتها، ولما اكتشف أتباعها دواء التطعيم ضد هذا الأمراض قوبلت الكنيسة هذا الاكتشاف برفض وبمعارضة شديدة ؟.
ألم تكن الكنيسة هي التي أنشأءت محاكم خاصة يعذب فيها كل من يحاول إكتشاف علم أو إبداء رأئٍ حول ممارسات رجال الكنيسة؟.أليست الكنيسة هي التي لصقت المفكرين والعلماء بالهرطقة والزندقة تمهيداً لحرقهم أو وضعهم في كيس مليئ بالتراب ثم رميهم في البحر! لمجرد أنهم تبنوا آراء مغايرة عن آراء رجال الكنيسة.
يا دعاة التغريب فتشوا عن تاريخ الكنيسة لماذا أمرت بحبس العالم الكبير جاليلو وقطعت لسان جيوردانو برونوا ؟ أليست بسبب رفضهم قبول مبادئها المصدومة في بديهيات العقول ؟.
إذا كان هذا موقف الكنيسة من العلم والعلماء، ألم يكونوا مستحقين أن يثوروا عليها ويتخلصوا منها ؟.
وإذا كان هذا حال الكنيسة، فهل من الانصاف المقارنة -يا دعاة التغريب – بينها وبين الاسلام الذي كان أول كلمة نزلت فيه كانت ( إقرأ ) ؟ و أن خمس آيات الأوّل تضمنت أدوات العلم كالقلم والقرآة ؟أليست من الاجحاف أن يقول دعاة التغريب أن الاسلام ضد التقدم والإزدهار في حين أن من قواعد الإسلام ومبادئه ” طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة”؟ ألم يقرءوا أن الله فضّل أبوالبشر آدم عليه السلام على الملائكة بسبب علمه و أنه إستحق أن تسجد له الملائكة بسبب علمه؟.
وفي النهاية أود أن أقول أن الإنسان المعاصر أيقن بعد فشل النظم الاقتصادية المختلفة،أن المخرج والمنقذ الوحيد هو الاقتصاد الإسلامي، وأنه هو النظام الذي يحقق للإنسان السعادة والكفاية، وللأسف مع كل هذا ما زلنا نسمع من يدعو ليل النهار الى أفكارٍ كالليبرالية والرأسمالية مثلاً التي عفى عنها الزمن ورجع عنها من جرّبها و طبقها،و جاء يهرول نحو الاسلام بحثاً عن مخرج عسى أن يخرج من هذا الكابوس الذي أدخلته نظرية الرأسمالية.
فاذا قررنا في هذا المقال أنه آن الأوان أن نصطف حول الاسلام كفكرة مركزية ننطلق منها نحو مستقبلٍ مزدهر، بقي لنا أن نتساءل كيف نوظف هذه الفكرة على أرض الواقع ؟ هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله.