الإيسيسكو توجّه نداءاً إلى العالم الإسلامي في اليوم العالمي لمحو الأمية : تطوير السياسات الوطنية لمحو الأمية وبناء القدرات الذاتية للتغلب عليها

الرباط : 5/9/2014 – 

وجهت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو-، نداءاً إلى العالم الإسلامي بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية، الذي يحل في الثامن من هذا الشهر، دعت فيه إلى مضاعفة الجهود على شتى المستويات، لمحو الأمية على أوسع نطاق وفق خطط عمل مدروسة، وفي إطار سياسات وطنية تلتف حولها القوى الحية الفاعلة في المجتمعات الإسلامية كافة.

وأوضحت الإيسيسكو في ندائها، أن الأمية التي تستشري في بلدان العالم الإسلامي بشكل متزايد، لا تمثل آفـة اجتماعية خطيرة فحسب، ولكنها تشكل معضلة كبيرة تعوق التنمية، وتؤثر إلى حد بعيد في إضعاف قدرات المجتمع على النهوض، وبناء الاقتصاد القوي المتنامي وتحقيق الأهداف الإنمانية للألفية.

وأشارت الإيسيسكو إلى أن معدلات الأمية في العالم الإسلامي تتراوح بين 40 في المائة في وسط الذكور و65 في المائة في وسط الإناث، وأن نسبة الأمية في البوادي والأرياف تزيد عنها في المدن والحواضر بما يزيد عن عشرة في المائة، وأن عددًا قليلا ً من الدول الأعضاء استطاعت أن تمحو الأمية فيها أو تخفضها إلى نسب متدنية. وقالت إن الوضع في أغلب الدول الأعضاء لم يتغير بالقدر الكافي والمأمول حتى الآن، على الرغم من الجهود المبذولة على الصعيد الحكومي وعلى مستوى المجتمع الأهلي.

وشددت الإيسيسكو على ضرورة تطوير السياسات المعتمدة في مجال محو الأمية من أجل التعامل مع هذه الآفة التي وصفتها بأنها تحدّ كبير يواجه دول العالم الإسلامي. وأكدت على وجوب بناء القدرات الذاتية لدى الدول الأعضاء في الإيسيسكو للتغلب على هذه الآفة المتفاقمة، ولإتاحة الفرص الملائمة للملايين من المواطنين الذين تعوقهم الأمية عن الإسهام في خدمة مجتمعاتهم والعمل على تطورها.

وقالت الإيسيسكو في ندائها إن الأمية ليست عارًا في جبين أمة اقرأ فحسب، ولكنها قضية على جانب كبير من الأهمية، تستحق أن تندرج ضمن القضايا المركزية التي ينبغي أن تحظى بالعناية والاهتمام اللازمَين من أعلى هرم السلطة والمسؤولية في دول العالم الإسلامي، باعتبارها قضية تمس الأمن القومي للدول، على أساس أن مجتمعاً نصفه غارق في الأمية، لن ينهض ولن يتحرر من الفقر والجهل والهشاشة، ولا يمكن له أن يحافظ على مكاسبه ويدافع عن حقوقه ويحمي سيادته.

وأبرزت الإيسيسكو أن تضافر الجهود في إطار العمل الإسلامي المشترك لمحو الأمية، يوفر إمكانات كثيرة للتغلب على المشاكل المترتبة على انتشار الأمية. وأكدت الإيسيسكو حرصها على  مواصلة جهودها في مجال تعزيز القدرات لدى الدول الأعضاء، للدفع بالسياسات الوطنية لمحو الأمية نحو مزيد من الفعالية والمردودية والنجاعة.

وذكرت الإيسيسكو في ندائها أنها تخصص جوائز سنوية للتشجيع على بذل المزيد من الجهود لمحو الأمية في الدول الأعضاء، على مستوى المنظمات والجمعيات الأهلية. كما تصدر دراسات منهجية حول محو الأمية، وتعقد دورات تدريبية وأوراش عمل للقيادات المسؤولة عن تنفيذ برامج محو الأمية من الذكور والإناث.

وناشدت الإيسيسكو دول العالم الإسلامي بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية، إيلاء بالغ الاهتمام لمحو الأمية على أوسع نطاق وبشتى الوسائل، ولتطوير السياسات الوطنية في هذا المجال الحيوي لتحقيق النهوض الحضاري المنشود.

زر الذهاب إلى الأعلى