مراحل وتطور الإعلام  في الصومال 5-12

مرحلة ثورة  21 أكتوبر ( 1969-1991)

 تميّزت هذه المرحلة بسيطرة الدولة على مفاصل الإعلام وتحويله إلى إعلام رسمي، وإغلاق مقرات الصحف المستقلة، وإنخفاض أعداد الصحف الصادرة سواء باللغة الصومالية أو العربية أو الإنجليزية أو الإيطالية وسواء التابعة للأحزاب السياسية أو الأشخاص المستقلين إلا أنه  في ذات الوقت تحقق إنجازا عظيما أرسى قواعد أساسية  للإعلام الصومالي؛ لأنه بعد ثلاثة أشهر فقط من كتابة اللغة الصومالية عام 1972 تم اصدار أول صحيفة باللغة الصومالية ( نجمة أكتوبر)  اليومية، وأعلن رسميا أن يوم 21 يونيو يوم الصحافة الصومالية. كما تم إنشاء معهد تدريب الصحفيين عام 1978 ، وكلية الصحافة عام 1980 في  مقديشو، وكانت معربة تعريبا كاملا وكانت تدرس فيها العلوم العربية والعلوم الاجتماعية ومدة الدراسة فيها كانت أربع سنوات.   ومن أبرز الصحف التي صدرت في تلك الفترة  ما يلي:

نجمة أكتوبر

سدا لفراغ الإعلامي الذي سببه حظر الصحف المستقلة بدأت حكومة سياد بري بإصدار صحيفة نجمة أكتوبر اليومية  الناطقة باسم النظام والتي كانت تعتبر أمتدادا لصحيفة بريد الصومال الصحفية الرسمية للدولة قبل الثورة وكانت تطبع بشكل بدائي قبل أن تحصل على جهاز طبع آلي مهداة من المملكة العربية السعودية عام 1987 . وقد تناوب 5 رؤساء  على رئاسة هيئة تحرير نجمة اكتوبر باللغة العربية منذ صدورها وإلى وقت الإطاحة بالرئيس سياد بري من بينهم باعكبة الإبن، والأستاذ عبد الغفار آخر رئيس التحرير قبل إنهيار الدولة، وكان عبدي إدرس دعالي من رؤساء التحرير المشهورين لنجمة أكتوبر باللغة الإنجليزية … وعمل بالصحيفة طاقم كبير من المحررين الذين يعملون كموظفين بوزارة الإعلام، وأعتمدت  نجمة أكتوبر بصورة أساسية على الوكالة الأنباء الوطنية (سنونا) في إستقاء الأخبار المحلية لم  يوجد لديها مندوبون أو مراسلون معتمدون في الميادين أما بالنسبة للأخبار الخارجية والعالمية التي تخصص لها صفحتان فكانت  تعتمد على وكالة سونا، وكونا الكويتية التي ترسل أخبارها باللعربية، ثم رويترز  البريطانية ، كما أن هناك اتفاقيات بين وكالة سونا الصومالية وكل من أ.ف.ب الفرسنية وأبي الأمريكية،  وكان  مجلس إدارة صحيفة نجمة أكتوبر  الذي يضم رؤساء تحرير الصحف الثلاث الصادرة  عن وزارة الإعلام يجتمع أسبوعيا، ويقوم بتقييم الأعداد التي ظهرت ووضع خطة للأعداد الجديدة.

 ولم يكن لدى الصحيفة سكرتير تحرير مسؤول عن الإخراج ، بل يتناوب المحررون بها في الإشراف على صدور العدد اليومي سواء في استلام المادة ومراجعتها أو ترجمتها من اللغة الصومالية إلى اللغة العربية ، ثم تقييمها وتوزيعها على الصفحات ، ومن المعروف أن الأخبار يتم تجميعها في مكتب الوكالة الوطنية (سونا) حيث يقوم   رئيسها بعرضها على وزير الإعلام أو نائبه ثم تتحدد خطة النشر ، وفي ضوء ذلك يتم ارسال الأخبار إلى الصحف الصومالية وإلى كل من الإذاعة والتلفزيون – ويتولى رئيس تحرير نجمة أكتوبر مسؤلية الرقابة والإشراف على المقالات والأخبار ، في حالة وجود خبر يسيئ إلى الشعب أو الحكومة الصومالية أو يمس العلاقات مع إحدى الدول الصديقة للصومال يتم التشاور مع رئيس التحرير والوزير ، جيث يتم الإتفاق على إلغاء الخبر  أو المادة الإعلامية أوحذفها. ولكن في بعض الأحيان كانت تقع أخطاء حول ذلك، حيث سحن أحد المحريرين في الثمانيات عندما أعاد نشر تقرير يمجّد قائد ليبيا معمر القدافي في وقت كانت العلاقات بين البلدين مقطوعة.

وفيما يتعلق بمقالات الرأي فالصحيفة تشترط تقديمها فبل النشر بـ 24 ساعة ، وكان لا بد من موافقة رئيس التحرير أو من ينوب عنه ، ويقوم طائفة من الكتاب الصوماليين الذين يحظون بثقة النظام السياسي ووزارة الإعلام بكتابة مواد الراي في نجمة أكتوبر ، ويمكن تلخيص معايير النشر بالنسبة لصحيفة نجمة أكتوبر في ضرورة الترام المواد الإعلامية بالسياسة الداخلية والخارجية للحكومة ، وعدم التعرض بالنقد الا للقطاعات التنفيذية بشرط أن يعرض في صورة اقتراحات ولا تتضمن نقدا صريحا مباشرا.

 وكانت تطبع 15 نسخة من صحيفة نجمة أكتوبر، ألفين منها باللغة العربية و10 آلاف نسخة باللغة الصومالية وألف نسخة باللغة الانجليزية  ويلاحظ خلو النسخة العربية من نجمة اكتوبر من الإعلانات وإن كانت النسخة الصومالية  تحتوي على إعلانات مبوبة وسلعية ، كما تضم بعض إعلانات الوفيات .

صحيفة دون الأسبوعية (Dawan)

أنشئت عام 1970  واستمرت لغاية عام 1973 وكانت تصدر باللغة الإنجليزية، وكانت تطبع في الأسبوع 2000  نسخة.

مجلة العهد الجديد

كانت مجلة شهرية تصدر باللغات الصومالية والعربية  والانجليزية وأنشئت عام  1972 ، ولكن كانت تصدر فقط في المناسبات وهكذا كان الأمر إلى عام  1974 وبعد ذلك تم إصدارها شهريا بشكل رسمي وثابت وكانت تتحدث بلسان ثورة 21 أكتوبر.

  جريدة هورسيد الأسبوعية

وكانت أيضا تتحدث بلسان ثورة 21 أكتوبر ، وكانت تصدر بلغات العربية والإيجليزية والإيطالية

جريدة هلغن

 جريدة شهرية يرجع صدورها  إلى عام 1977 وكانت تصدر باللغات العربية والصومالية والإنجليزية وكان سعرها 2 شلن  صومالي وكانت ناطقة بإسم المجلس المركزي  للحزب الاشتراكي الثوري الصومالي بزعامة محمد سياد بري وكانت تتناول الموضاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية  والأدبية وكان من بين رؤساء تحريرها الدكتور محمد شيخ ، وأبوبكر محمد حسين ، وعبد الرحمن يوسف دعالي بوبي والذي كان يتولى تحرير  النسخة الصومالية.

جريدة هيغن

أنشأتها وزارة الإعلام الصومالية في  17 يوليو عام 1978  وكان يرأسها أفرح  ومن أبرز كتابها أبشر علسو سولي والصحفي المتألق بكر الذي عمل مع إذاعة بي بي سي ، وكانت امتدادا لجريدة أخبار الصومال التي كانت تصدر  باللغة العربية وتم صوملتها وسميت بجريدة هيغن.

جريدة أوغال

تم إنشاؤها في السنوات الأخيرة من حكم نظام سياد بري، وكان يصدرها الحزب الإشتراكي الثوري، لكن الجدير بالإشارة إلى أنه تم إيقافها ومنع من الصدور بعد أن دأبت نشر مقالات تنتقد النظام وتوجه انتقاذات لاذعة للوزراء والمسؤولين عن القطاعات الحكومية.

صحيفة الطليعة الأسبوعية

  في أكتوبر عام 1970 وافقت وزارة الإعلام الارشاد القومي الصومالي على صدور صحيفة الطليعة  برئاسة عمر عبد الرحمن ، وقد سمح بصدورها كصحيفة أسبوعية وكحزء من الإعلام الرسمي ، وبشرط أن تراعي الالتزام بالسياسية العامة  مع السماح لها بهامش من النقد غير الصريح، وقد حدثت بعض الخلافات خلال العامين الأولين بين رئيس تحريرها ووزارة الإعلام  في المرة الأولى كانت عندما نشر خبر عن الجالية الصومالية في جيبوتي في نجمة أكتوبر عام 1972 ، فنشر رئيس تحرير الطليعة مقالا نقديا رد به على ما نشرته نجمة أكتوبر مما ترتب عليه وقوع مشكلة وصلت إلى حد التهديد بإيقاف الصحيفة.

أما المرة الثانية كانت تتعلق باتفاقية كامب ديفيد إذ امتنعت صحيفة الطليعة عن نشر أي شيئ يتعلق بهذه الإتفاقية تعبيرا عن احتجاجها الصامت ، وذلك رغم تأييد الحكومة الصومالية لموقف الحكومة المصرية .  وضمت صحيفة الطليعة  صفحتين باللغة الإيطالية تتضمنان بعض الاخبار المحلية وقليلا من المقالات والتعليقات ولا تخضع هتان الصحيفتان للرقابة ، ويشرف على هذا القسم موظف صومالي بوزارة الإعلام وآخر إيطالي . وعمل بالقسم العربي بصحيفة الطليعة ثلاثة موظفيين بما فيها رئيس التحرير  وقد التزمت الطليعة منذ صدورها بالخط التحريري الداعم للحركات التحرر الوطني عربيا وإفريقيا ، وتعد الطليعة الصحيفة الوحيدة التي تتميز بخط الملكية الفردية رغم صدورها في إطار الإعلام الرسمي وفي بداية صدورها بلغ توزيعها 7 آلاف نسخة هبط إلى ألفي نسخة أسبوعيا. وكان عابي فارح تولى ايضا منصب رئيس تحرير الطليعة.

 مجلة المعلم

كانت تصدرها وزارة التربية والتعليم كل شهر باللغتين الصومالية و العربية، فقد كانت مجلة تعني بشؤون التربية والتعليم.

عبد الرحمن عبدي

كاتب وصحفي صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى